العدد 3481 - الأحد 18 مارس 2012م الموافق 25 ربيع الثاني 1433هـ

تدمير موائل الكائنات البحرية وشباك الصيد من الأسباب الرئيسية لنفوق الدلافين

الدولفين الذي وجد نافقاً مؤخراً على ساحل المالكية
الدولفين الذي وجد نافقاً مؤخراً على ساحل المالكية

أكدت رئيسة مجلس إدارة جمعية اصدقاء البيئة خولة المهندي أن تدمير موائل الكائنات البحرية يعد سبباً من أسباب انقراض وتهديد حياة الدلافين، إذ ان نقص الغذاء في الموائل الأصلية التي تعيش فيها هذه الكائنات البحرية الكبيرة يؤدي إلى جنوحها إلى السواحل أو إلى مواقع بحرية أخرى.

وأوضحت المهندي أن جنوح الدلافين إلى أماكن أخرى قد لا تكون هذه الأماكن مناسبة لها، وذلك لعدم توفر العمق البحري المناسب، أو عدم توفر الحماية الكافية من خلال التيارات البحرية أو المخابئ، ما يؤدي إلى موت هذه الكائنات.

وأشارت المهندي إلى أن موت النباتات البحرية في المناطق الطبيعية لتواجد الدلافين قد يؤدي إلى موت الأسماك التي تتغذى على النباتات أو هجرتها، في الوقت الذي تعد فيه هذه الأسماك غذاء الدلافين، ما يعرض الأخيرة للجوع ما يدفعها للإقدام على اجتياح مناطق غريبة ما قد يتسبب في موتها.

وأكدت المهندي أنه عندما تدمر هذه الموائل وهذه الكائنات الحية المهمة جدا للانظمة الحيوية والتنوع الحيوي فإن البحرين قد تخسر فرصا كبيرة للاستثمار المستقبلي في السياحة المستدامة وفق أسس الاستدامة بأعمدتها الثلاثة البيئية والاجتماعية والاقتصادية.

وفي سياق متصل نوهت المهندي إلى أنه عندما يعثر على دلافين ميتة فمن المهم التحري عن سبب موتها، مؤكدة أن من الضروري معاينة الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية الدلافين النافقة وإدخالها في سجلاتها لتتحرى عن احتمالات أسباب نفوقها لتصل إلى الاحتمال الأقرب، مبينة أن هذا إجراء معروف تم المشاركة فيه في دول كثيرة من العالم تحوي بيئات بحرية شبيهة بالبحرين ومنها ولاية فلوريدا الأميركية، مبينة أنه لا يستطيع أحد الجزم بالسبب بمجرد المعاينة إلا أن بعض الآثار قد تدل على السبب.

ولفتت المهندي إلى أنه سبق ان تمت مشاهدة دلافين وسلاحف بحرية أيضا على جسدها آثار إصابات من السفن السريعة ومن مراوحها بالذات، مبينة أن الوضع يزيد سوءا عندما تعلق هذه الكائنات البحرية الكبيرة بشباك تائهة، أو حبال مرمية في البحر، إذ إن تعلق الحبال بمراوح السفن الكبيرة قد يؤدي لتعرض هذه الكائنات البحرية لإصابات بالغة تؤدي في الغالب لموتها.

وذكرت المهندي أنه قد يؤدي تعلق هذه الدلافين أو بقر الصيد أو السلاحف البحرية بشباك صيد الروبيان أو شباك الصيد القاعي أو الشباك التائهة إلى موتها نتيجة الاختناق لبقائها لفترة طويلة تحت الماء وعدم تمكنها من الصعود للتنفس، لأن هذه الكائنات على خلاف الاسماك تحتاج إلى الأوكسجين من الهواء لتنفسها.

وأكدت المهندي أن الدلافين تعد من الكائنات البحرية الثديية المعرضة للانقراض عالميا، مشيرة إلى أنه في البحرين تعيش ثلاثة أنواع من الثدييات، في الوقت الذي تتغذى على الأسماك والكائنات البحرية القاعية وتمتاز بمرحها واستعراضاتها في البحر عندما ترى سفنا تقترب منها بسرعات مريحة.

ولفتت المهندي إلى أنه ليس من الصعب مشاهدة الدلافين في مناطق بحرية عديدة حول البحرين، إذ إن الجمعية حاولت متابعة وتصوير وإنقاذ الحوت الجانح في الساحل الغربي للبحرين قبل عدة سنوات، في الوقت الذي تمت مشاهدة أعداد من الدلافين البحرية، كما أن هناك مشاهدات أخرى في العديد من مواقع تجمع الدلافين على الساحل الشرقي والشرقي الجنوبي من المياه الإقليمية لمملكة البحرين.

وذكرت المهندي أنه من خلال الدراسات تبين أن الدلافين وبقر الصيد والسلاحف والشعاب المرجانية وهيرات اللؤلؤ تعد من أهم الثروات البحرية التي يمكن جعلها الأساس لإقامة سياحة بيئية مستدامة في مملكة البحرين.

من جانبه أكد الناشط البيئي سعيد منصور أن نفوق أكثر من دولفين على ساحل المالكية مؤخراً يعود إلى الصيد الجائر واستخدام شباك «الهيالي» والتي تؤدي إلى صيد الدولفين والإلقاء به على الساحل بعد انتهاء عملية الصيد.

وأشار منصور في حديث لـ «الوسط» إلى أن أسباب النفوق تعود للصيادين، إذ إن هذا الموسم يطلق عليه بالهيالي، إذ ترمى شباك الهيالي في البحر والتي تصل مساحتها الى ما يقارب كيلومترين، مبيناً أن هذه الشباك باستطاعتها صيد الدولفين، منوهاً إلى أنه يتم استخدام هذا النوع من الشباك في هذا الموسم وذلك لصيد سمك «الجنعد».

وأوضح منصور أنه بعد صيد الدولفين وهي من الثدييات يقوم بعض البحارة بالتخلص منها بقتلها ورميها على ساحل البحر، مؤكداً أنه بإمكان البحارة بمجرد صيدها إعادتها للبحر، إلا أن البعض يفضل قتلها.

ولفت منصور إلى أن هذه الحادثة تتكرر بين فترة وأخرى، إذ إنه قبل ستة أشهر شاهد إحدى الدلافين الميتة على الساحل والتي كانت تحمل علامات الشباك على جسدها.

وذكر منصور أن وعي البحارة فيما يتعلق بصيد ما لا يحتاجونه أمر ضروري، مشيراً الى أنه بالإمكان إطلاق سراحها بمجرد أن يصطادها الشبك بدلاً من جرها للساحل وقتلها، مبيناً أن هذا لا يحدث للدلافين أو عجل البحر، إذ إن حتى الأسماك الصغيرة التي لا يتم أكلها يتم التخلص منها بالطريقة نفسها عبر إلقائها على سيف البحر.

وأكد منصور أنه سبق التحدث مع البحارة فيما يتعلق بصيد الدلافين أو غيرها من الحيوانات البحرية وخصوصاً الثدييات، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن لدى العمالة الوافدة والتي تتخلص مما تم صيده عبر إلقائه على سيف البحر من دون الاكتراث بالثروة البحرية.

واستبعد منصور أن يكون الدفان سبب نفوق الدلافين في هذه المنطقة، مؤكداً أن المنطقة التي يلاحظ نفوق الدولفين فيها هي المنطقة الغربية والتي لا تشهد دفانا حالياً، نافياً أن يكون الطقس سبباً في نفوقها أيضاً، ومطالباً البحارة بأخذ الحذر أثناء صيد الأسماك وتجنب صيد الثدييات، مع إطلاق سراح الثدييات في حال تم صيدها.

ومن المشار إليه أنه تم أمس الأول السبت (17 مارس/ آذار) الجاري العثور عن دولفين نافق في ساحل المالكية.

العدد 3481 - الأحد 18 مارس 2012م الموافق 25 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:34 م

      سوسو

      شكرا على هذه المعلومات

    • زائر 1 | 4:22 ص

      شفاطات الرمال المخربة للبيئة لها دور كبير في النفوق

      اوقفو شفاطات الرمال والا لن نلقى السمك

اقرأ ايضاً