العدد 3483 - الثلثاء 20 مارس 2012م الموافق 27 ربيع الثاني 1433هـ

«اليونسكو» لحماية مساجد البحرين التاريخية!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لدينا وزارةٌ مختصةٌ بالثقافة والتراث، ووزارةٌ مختصةٌ بالعدل والشئون الإسلامية والأوقاف، ومجلس أعلى للشئون الإسلامية... ومع ذلك سنحتاج الى أن نلجأ إلى منظمة اليونيسكو لحماية المساجد التاريخية والمقامات الدينية التي يُفترض أنها من المقدسات. أليس ذلك دليلٌ على وجود خلل كبير؟

ما الذي دفع علماء دينٍ في لحظة مظلمة من تاريخنا، إلى دعوة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المساجد والمقامات التاريخية التي يعود تاريخها إلى مئات السنين؟ ولماذا قصّرت أجهزة الدولة عن حمايتها؟ ولماذا اتخذت وزارة الشئون الإسلامية المؤتمنة على المساجد والأوقاف... موقفاً غير مسبوق في تبرير هدم عشرات المساجد؟ ولماذا لم يصدر بيانٌ من المجلس الإسلامي الأعلى بهذا الخصوص؟

أليس من المخجل أن تتعرّض بعض المساجد التاريخية للتخريب والسرقة بصورة مستمرة، وآخرها تخريب وسرقة محتويات مسجد الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان في قرية عسكر، من دون أن تحرّك الجهات الأمنية ساكناً لمتابعة الجناة وكشف ملابسات هذه الجريمة؟

هذا المسجد هو أقدم أثرٍ تاريخي إسلامي في جزر البحرين، وهو من دواعي فخر هذه الأرض كونه الوحيد الذي يضم رفات صحابي جليل. ألهذه الدرجة أخرجتنا النزاعات الطائفية المفتعلة من طورنا وأخلاقنا وتسامحنا حتى بتنا نتجرأ على مساجد الله وبيوته ودور عبادته... من دون أن نراعي حرمةً للموتى ولا للمساجد ولا للمقدسات الإسلامية؟

إن لم يكن احتراماً للدين وشخصياته فاحتراماً للتاريخ الإسلامي... فصعصعة بن صوحان لم يكن نكرة، بل كان شخصية بارزة لها صولات وجولات في منتصف القرن الهجري الأول. ولم يكن هذا الاعتداء الأول على مسجده ومرقده، فقد سبق أن تعرّض لتكسير وتخريب قبل سنوات، دون أن نسمع عن ملاحقة الفاعلين أو توقيفهم أو محاسبتهم على تجاوز القوانين. ولم يكن المسجد الوحيد الذي تعرّض للتخريب، فهناك مسجد الشيخ إبراهيم على مقربة 300 متر منه، في جزيرة صخرية صغيرة تحمل اسمه. وهو مسجدٌ مهملٌ منذ الثمانينيات، زرناه قبل سنوات ونشرنا عنه تحقيقاً صحافياً وكتبنا عنه أكثر من مقالٍ من أجل ترميمه دون جدوى.

إن الدولة التي تفخر بإقامة بيت الكورار حفاظاً على التراث والآثار، كان الأولى بها الاهتمام بمسجد أمير محمد البربغي، الواقع على أطراف عالي بدل هدمه وتسويته بالأرض دون سبب أو مبرر معقول. والدولة التي تفاخر بتعمير بيوت بعض التجار، الأولى بها الحفاظ على مسجد الفيلسوف ميثم البحراني، المؤلف والمفكّر والفقيه، وأحد كبار الفلاسفة الذين أنجبتهم أرض البحرين قبل ثمانية قرون.

حين تُقحم السياسة المساجد في صراعاتها الصغيرة وحروبها غير الأخلاقية، فاعلم بأن هناك خللاً كبيراً يحتاج إلى علاج. فلا تستغربوا أن يهبّ علماء دين في لحظة يأس من أي إنصاف، للاستنجاد بمنظمة عالمية تهتم بالثقافة، للحفاظ على مساجد إسلامية عريقة لوقف العبث والتدمير والاستهتار بهذا الإرث الانساني الكبير.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3483 - الثلثاء 20 مارس 2012م الموافق 27 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 8:49 ص

      المفروض هذا الموضوع ما يمر على وزارة الداخلية عقب ما ركبوا كل هالكاميرات والتطورات الي تم تنفيذها على ضوء تقرير سيد بسيوني . وعلى مقولة النائب شمطوط ... .. ترى فشلونه .

    • زائر 24 | 7:44 ص

      المساجد يحميها لله

      خذ قلم وورقة واذهب الى اي شخص مسن من القرى سوف ترى العجب في هذه الورقة .تاريخ وجغرافيا لم تعرفه من قبل. وبذلك لن تحتاج لليونسكو. لان الحضارة يتوارثها اهلها

      اعتقد سوف تضم كل تربة تمشي عليها

    • زائر 21 | 6:09 ص

      الوليّة أُم قُرني

      بقى ده كلام يا خواتي؟!!
      نودّي وشّنا من الناس فين؟
      حنقول بُكرة إيه لربّنا لمّا يسألنا عن البلاوي ديّة؟!!

    • زائر 19 | 3:32 ص

      من قام بتخريب وسرقة محتويات مسجد الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان,,,,
      هو نفس من هدم مسجد أمير محمد البربغي,,,

    • زائر 18 | 2:59 ص

      هل بلغنا لهذا المستوى

      يستعين المسلم بغير المسلم لانقاذ مقدساته وممن من اخيه المسلم انها حادثة وواقعة تستحق النظر ولو باشمئزاز

    • زائر 17 | 2:49 ص

      هو جزاء سنمّار هذا جزاء البلد الذي احتضنهم واعطاهم. كما يقال. البعض اعطي من هذا البلد الخير الكثير فأصبح يتمطّى على كل ما هو جميل ليعبث فيه حتى تاريخ البلد لم يسلم منه.
      يطعن حتى وطنية اهل البلد الاصليين فما الذي يردعه ان لا يهدم تراث البلد

    • زائر 16 | 2:17 ص

      ان لم يكن

      ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم

    • زائر 15 | 2:14 ص

      خرم التعريفة حتى في التراث الاسلامي

      البعض أوصله حقده وبغضه الى درجة الانحطاط والخروج من الانسانية بحيث لا يدرك ان بعض الآثار ليست ملكا لأحد او لطائفة معينة هي آثار اسلامية او قومية او غيرها. ولقد رأينا العالم قام ولم يقعد عندما قامت
      ثلة طالبان بهدم بعض التماثيل الاثرية القديمة.
      ولكننا في البحرين تراثنا الديني مهدد لسبب واحد فقط وهو لأنه يثب اصالة هذا الشعب وانتمائه الى الاسلام الاصيل منذ فجر الاسلام الاول.

    • زائر 14 | 1:56 ص

      قدسية الروح

      ما الاهم عند الله الروح التي نفخ فينا منها "روحه المقدسة" التي حرم قتلها ام بيوت الله، هنا السؤال يفتح أفاق جدل تبقي الانسان في المقام الاول وهو خليفة الله في الارض ولا تعليق أكثر يا وطني.

    • زائر 13 | 1:38 ص

      وبعد أو قبل اليونسكو

      منظمة المؤتمر الاسلامي
      محكمة لاهاي
      الفاتيكان
      الأزهر الشريف
      النجف الاشرف
      اتحاد الكنائس
      لجنة الافتاء بالسعودية
      جامعة الدول العربية
      منظمات حقوق الانسان
      مفكرو الامة العربية والاسلامية
      زعماء الدول العربية والاسلامية والاجنبية
      الامم المتحدة
      مجلس الامن
      مشايخ الدين الاسلامي والمسيحي في العالم
      وزراء العدل والشؤون الاسلامية في الدول الاسلامية
      الكنائس في البحرين
      رجال الدين من الطائفتين في البحرين

      انها الورقة التي لم تستغل ولم توظف بشكل جيد من قبل المعنيين
      لكم الدعاء

    • زائر 7 | 1:22 ص

      اشخاص

      من الغريب في هذا البلد القرآن يقول عمروا و.. تقول دمروا

    • زائر 8 | 1:22 ص

      صج؟

      من قام بهذه بالاعتداءات مسلما ؟انها بيوت الله

    • زائر 1 | 12:29 ص

      عجب

      عجبي تحصل هذي الاشياء في بلاد مسلمه
      بدل من هدم البارات

اقرأ ايضاً