العدد 3485 - الخميس 22 مارس 2012م الموافق 29 ربيع الثاني 1433هـ

التحالف الذي يمكن أن يعوِّل عليه العالم

باراك أوباما comments [at] alwasatnews.com

رئيس الولايات المتحدة الأميركية

منذ سبعة عقود من الزمن، عندما بدأت قواتنا العمل لطي صفحة الحرب العالمية الثانية، سافر رئيس الوزراء (البريطاني) ونستون تشرشل إلى واشنطن لتنسيق جهودنا المشتركة، وقال إن انتصاراتنا في ساحة المعركة أثبتت «ما يمكن أن يحققه البريطانيون والأميركيون عندما يعملون معاً قلباً ويداً». وأضاف: «في الواقع، يمكن للمرء أن يشعر تقريباً أنهم في حال استطاعوا المثابرة على ذلك، فلن يكون هناك أي شيء لن يتمكنوا من تحقيقه، سواء في ساحة الحرب أم في مشاكل السلام التي لا تقل عنها تعقيداً».

ولقد ثابرنا على ذلك - ليس فقط بالانتصار في تلك الحرب من أجل تأمين بقائنا، بل أيضاً من أجل بناء المؤسسات التي تساهم في إرساء السلام والأمن الدوليين. إن التحالف بين الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى ما هو إلا شراكة من القلب، يوثق أواصرها التاريخ والتقاليد والقيم التي نتقاسمها. ولكن ما يجعل علاقتنا خاصة ومميزة - وهي ثروة فريدة من نوعها وضرورية - هو أننا نتكاتف معاً عبر مساعٍ كثيرة. وبتعبير بسيط، نحن نعوّل أحدنا على الآخر، والعالم يعتمد على تحالفنا.

وبصفتنا نُشكل اقتصادين رائدين في العالم، فإننا ننسق بشكل وثيق مع شركائنا في مجموعة الدول الثماني ومجموعة الدول العشرين من أجل إعادة الناس إلى العمل، وتأمين استدامة الانتعاش الاقتصاد العالمي، والوقوف مع أصدقائنا الأوروبيين وهم يعملون على إيجاد الحلول لأزمة ديونهم وكبح الممارسات المالية المتهورة التي كلفت دافعي الضرائب لدينا كثيراً. ونحن نبقى ملتزمين بتوسيع التجارة والاستثمار اللذين يدعمان الملايين من فرص العمل في بلدينا.

وبصفتنا أكبر المساهمين في المهمة الدولية في أفغانستان، فإننا نعتز بالتقدم الذي حققته قواتنا في تفكيك تنظيم «القاعدة»، وكسر شوكة «طالبان»، وتدريب القوات الأفغانية. ولكن كما أكدت عليه الأحداث الأخيرة، تبقى هذه المهمة صعبة. إننا نكرم التضحيات الكبيرة لقواتنا، وباسمهم سنستمر في هذه المهمة.

وسنقوم خلال الأيام القليلة المقبلة بالتشاور في التحضيرات لعقد مؤتمر القمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في شيكاغو، حيث سيقرر تحالفنا المرحلة التالية من عملية الانتقال التي اتفقنا عليها في لشبونة. وتشمل تلك العملية الانتقال إلى دور داعم قبل القيام بتسليم الأفغانيين المسئولية الكاملة عن الأمن في العام 2014، والتأكد من أن حلف شمال الأطلسي سيحافظ على التزام دائم بعدم عودة أفغانستان أبداً ملاذاً آمناً لتنظيم «القاعدة» لشن هجمات ضد مواطنينا.

وكعضوين في المجتمع الدولي، وحّدنا جهودنا لفرض عقوبات اقتصادية قاسية على النظام الإيراني بسبب عدم الوفاء بالتزاماته الدولية. إننا نعتقد أن هناك فسحة من الزمان والمكان لمتابعة السعي للتوصل إلى حل دبلوماسي، ونقوم بتنسيق نهجنا الدبلوماسي مع الصين، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، وشركائنا في مجموعة الدول الخمس زائد ألمانيا. وفي هذه الأثناء، بينما تقوم الولايات المتحدة بفرض أقوى العقوبات الاقتصادية حتى هذا التاريخ، وبينما يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض حظر على استيراد النفط الإيراني، سيتحدد بوضوح الخيار أمام طهران، إما الوفاء بالتزاماتكم الدولية وإما مواجهة العواقب.

وبصفتنا دولتين تدعمان حقوق الإنسان وكرامة جميع الشعوب، فسنستمر في الوقوف إلى جانب أولئك المواطنين الشجعان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة عالمياً. وحيث إننا شاركنا في مهمة حماية الشعب الليبي في العام الماضي، فإننا ندعم الجهود الليبية لبناء المؤسسات الديمقراطية وإجراء الانتخابات الحرة والنزيهة هذا العام. ونحن ندين العنف المروع الذي يمارسه النظام السوري ضد المدنيين الأبرياء، ونركز جهودنا على المهمة الإنسانية العاجلة المتمثلة في إيصال الغذاء والدواء إلى من هم بحاجة إليهما. وسنواصل، بالتعاون مع شركائنا الدوليين، تضييق الخناق على بشار الأسد وزبانيته، والعمل مع المعارضة ومع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان، لوضع الخطة المتعلقة بالعملية الانتقالية التي ستتلو رحيل الأسد من السلطة.

وبصفتنا دولتين من أغنى دول العالم، فإننا نتحمل مسئوليتنا كقائدين في التنمية التي تمكن الناس من العيش بكرامة وصحة، وازدهار. وبينما نضاعف جهودنا لإنقاذ أرواح الناس في الصومال، نستثمر في مجال الزراعة من أجل تعزيز الأمن الغذائي في بلدان العالم النامي. ونعمل على تحسين صحة الأم ووضع حد لوفيات الأطفال الممكن منع حصولها. ومع التزامنا المتجدد بالعمل المتعلق بإنقاذ الحياة الذي يقوم به الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز، والسل والملاريا، أصبح بإمكاننا رؤية بداية النهاية لوباء الإيدز. ومن خلال الشراكة الحكومية المفتوحة، نسعى بجهد لجعل الحكومات أكثر شفافية وأكثر خضوعاً للمحاسبة.

وأخيراً، بصفتنا شعبين ينعمان بالحرية بفضل التضحيات التي قدمها رجالنا ونساؤنا في القوات المسلحة، فإننا نعمل معاً كما لم نعمل أبداً من قبل للعناية بهم لدى عودتهم إلى ديارهم. ومن خلال مشاريع تعاونية جديدة طويلة الأمد لمساعدة محاربينا الجرحى على التعافي، ومساعدة قدامى المحاربين في العودة إلى الحياة المدنية ودعم عائلات العسكريين، فإننا ندرك أن التزاماتنا تجاه الجنود وقدامى المحاربين ستتواصل لوقت طويل بعد انتهاء معارك اليوم.

لقد أظهرت قواتنا وأثبت مواطنونا منذ زمن طويل ما يمكن تحقيقه عندما يعمل البريطانيون والأميركيون معاً، قلباً ويداً، ولماذا تبقى هذه العلاقة أساسية، لدولتينا كما للعالم. وهكذا، وكما فعلت الأجيال التي سبقتنا، سنستمر في المحافظة على هذه العلاقة. لأنه مع ثقتنا بصواب قضيتنا، وثقتنا ببعضنا البعض، مازلنا نعتقد أنه لا يكاد يوجد أي شيء لا يمكننا القيام به.

إقرأ أيضا لـ "باراك أوباما"

العدد 3485 - الخميس 22 مارس 2012م الموافق 29 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:14 ص

      هل أنتم مع الشعوب

      سيدي الرؤيس هل أنتم مع الشعوب في تطلعاته في التحرر والتقدم نحو الديمقراطيه أم أنتم مع الحكم الدكتاتوري القامع لتطلعات الشعوب. نحن نطلب منكم دعم الشعوب في تطلعاته للتحول نحو الديمقراطيه .

    • زائر 3 | 2:18 ص

      سيادة الرئيس الناس لم تعد تثق بحكومة الولايات المتحدة

      ممارسات الحكومة الامريكية جعلت من الناس لا يثقون في المباديء التي تطرحها هذه الحكومات فالقيم الانسانية والدينية كلها تأتي على مؤخرة القوائم
      لديكم فالاولويات هي للمصالح والمصالح ثم المصالح المادية وبعدها تأتي القيم
      لذلك فقد الناس الثقة بما تطرحون ايها الرئيس

    • زائر 2 | 2:13 ص

      رساله الشاعر العراقي عباس جيجان للرئيس اوباما

      سيدي الريس أوباما
      عندنا مليون بس من الأرامل ** وخمسة مليون اليتامه
      وسبعة مليون اتهجر رحنا ** ما بين الدول نطلب إقامة
      احنا أغنى دولة بالعالم يا سيدي** عندنا نهرين ونفط يجرن بقيامه
      وبالحقيقة شعب عايش عالتسول ** لا أمان ولا ضمان ولا ابتسامة
      شحكيلك بعد يا سيدي الريس أوباما
      عن فضيحة أبو غريب بين قوسين** الحكي ما ينحكي وما هي شهامة ديهي حر
      لأن قضية بلاك ووتر شيبت *** حتى الرضيع امه ذبحوها قدامه
      سيدي الريس أوباما نشتكي عندكم عليكم
      لأن كل شي خليتوه بإيديكم ** من أمر تعيين الرئيس لحد برميل القمامة

    • زائر 1 | 12:54 ص

      تساؤل للسيد اوباما ؟؟؟؟؟؟؟

      سياده الرئيس اذا كان بين يديك آله حاسبه بامكانك ان تحسب التحالفات الدوليه ماذا اعطت العالم. كلما ما تمخض عن هذه التحالفات هو دمار وقتل وتدمير للارض والانسان عليها بدل الاعمار من هيرشويما ونكزاكي الى العراق وافغانستان وليبيا وفلسطين والعراق مرورا بفيتنام كم حصدت آلات الحرب لدى التحالف من ارواح ابرياء والقائمه تطول وكأن هذه التحالفات وكيل شرعي ومعتمد للموت فمن لم يمت من الامراض الفتاكه مات من قصف التحالف العشوائي هنا وهناك فهل ياسياده الرئيس بامكانكم عمل تحالف يعمر الارض ولا يدمرها؟؟؟؟ديهي حر

اقرأ ايضاً