العدد 1468 - الثلثاء 12 سبتمبر 2006م الموافق 18 شعبان 1427هـ

موقع (سويس انفو) أورد التقرير الآتي:

منتديات… بلوغرز #«تخلف» سويسري عن مسيرة «البلوغرز»#

ويستغرب الخبراء لـ «تخلف» سويسرا عن ركب «البلوغرز» وخصوصاً أن الإمكانات التي تتوافر لها تسمح لها بال 

12 سبتمبر 2006

كلمة الـ «البلوغ» (blog) هي اختزال لـ «ويب لوغ» (weblog) التي تدل أساسا على «يومية شخصية على شبكة الإنترنت». وتسمى عملية تحديث هذه اليومية بـ «بلوغين» (blogging)، أما مؤلفو الـ «البلوغز» فيطلق عليهم اسم «البلوغرز» (bloggers).

ويتم تحديث اليوميات الشخصية على الإنترنت باستخدام برامج معلوماتية بسيطة تسمح للمستعملين - حتى إن كانوا لا يتوافرون على أية خبرة تقنية - تفريغ إنتاجهم اليومي في الشبكة.

وفي تبسيط لعالم «البلوغز»، كتب فرنسيس بيزاني في مقال نشرته النسخة العربية لصحيفة «لوموند ديبلوماتيك» الفرنسية، بعنوان «جنون المفكرات الإلكترونية (ويب لوغز) على شبكة الإنترنت»:

«البلوغ» هي يوميات شخصية على الشبكة يتم إدراجها بواسطة برامج بسيطة تسمح طبع نص على الحاسوب وإرساله فور الاتصال بالشبكة ليظهر على صفحة الموقع المعني. وهي تمزج عمدا بين المعلومات والآراء كما تترافق مع ربط بمصدر أصيل أو بمفكرة أخرى أو بمقال ينصح به كاتب اليوميات أو يعلق عليه.

«سلام باكس»

ومن أشهر الـ «بلوغرز» أو مؤلفي اليوميات الشخصية على الإنترنت، مهندس عراقي شاب يبلغ من العمر 29 عاماً ذاع صيته بالاسم المستعار «سلام باكس» في الأشهر التي سبقت سقوط نظام صدام حسين.

وكان الشاب يحكي في يوميته الشخصية مشاهد الحرب وتفاصيل حياته الأسرية والاجتماعية، وحتى خصوصياته الجنسية. كما كان ينقل مناحي الحياة اليومية في بغداد المحتلة ولا يبخل على الرئيس المخلوع صدام حسين بانتقادات لاذعة وبأسلوب مثير وقد أثارت يومية «سلام باكس» وشخصية كاتبها فضول واهتمام وسائل الإعلام الدولية التي كرست لهذا الشاب الظاهرة عدداً مهماً من المقالات، لا بل صدر كتاب عنه بعنوان «سلام باكس: اليومية السرية لعراقي عادي».

ليست رائدة على رغم إمكاناتها

ولا تحظى اليوميات الشخصية على الإنترنت بعد بشعبية واسعة في سويسرا، مثلما أوضح لـ «سويس انفو» روجي فيشر من شركة «كايوا» التي يوجد مكتبها بمؤسسة «تيكنوبارك زيورخ» والتي تأوي حاليا نحو 350 يومية شخصية على الإنترنت على ملقمها «سيرفر». ولا يتجاوز عدد هذه اليوميات الـ 1000 في سويسرا بحسب فيشر الذي يشير إلى أن عددا قليلا فقط من الناس يفهم معنى كلمة «ويبلوغز».

أما، أستاذ وسائل الإعلام الجديدة في المدرسة العليا للفنون في زيورخ ماريو بوركاتوفر، فيعرب عن دهشته لعدم الإقبال على «البلوغز» في سويسرا. ويقول في هذا السياق: «مع الأخذ في الاعتبار الشبكة التي تتوافر لدى سويسرا، يفترض أن تقوم بدور ريادي في هذا المجال».

ومنذ عام ونصف العام، أصبح الرئيس السابق لنسخة «النويه تسورخر تسايتونغ» على الإنترنت يستخدم على يوميته الخاصة على الشبكة. ويقول مارتان هيتز في تصريح لـ «سويس انفو»: «أنا لا اعتبرها يومية شخصية على الإنترنت، بل بالأحرى موفر معلومات، أو «بلوغاً متخصصاً»، يدعو المستخدمين والقراء على التعاون لإثراء اليومية. وقد زار 4500 متصفح موقعه «medianspiegel» الشهر الماضي لمتابعة تطورات الساحة الإعلامية في سويسرا.

على الهاتف النقال!

ريتو باشمان غموور، الذي طور «سوفت وير» والذي يتابع عن كثب تطورات الشبكة العنكبوتية، يستخدم «بلوغ» ينشر مقالات اليوميات الشخصية المفضلة لديه على الإنترنت.

ويقول غموور: «بدل قراءة الصحف المجانية في القطار، أقرا دائما يوميتي الشخصية على الإنترنت عبر هاتفي النقال. أجد فيها مقالات طرية للـ «بلوغز» المفضلة لدي، وأي متصفح يمكن أن يطلع عليها ويستفيد منها».

ويتمكن غموور من الاطلاع على هذه المقالات المختلفة بفضل الإمكانات التي يتيحها نظام (Rich Site Summary). فهو يسمح نقل الأخبار والنصوص - التي يفرغها أصحاب «بلوغز» أخرى في الشبكة - نحو يومية شخصية تم اختيارها لاستقبال تلك الأخبار والنصوص. وتتم هذه العملية بصفة أوتوماتيكية.

وهنا يكمن الفرق بين الـ «بلوغز» والمواقع التقليدية على الشبكة التي تفرض على المستخدم أن يشرف شخصيا على عملية التنقل بين المواقع (عبر النقر على عناوينها).

ويؤكد غموور أن «تغذية» اليومية الشخصية على الإنترنت بفضل نظام «RSS» أساسية وأن هذه «اليوميات توفر مقاربة جديدة تماماً للإنترنت».

السويسريون غير ميالين إلى الاتصال؟

أما من يحاول اكتشاف اليوميات الشخصية السويسرية على الإنترنت فغالبا ما يجد نفسه أمام مفكرات يومية خاصة يحكي فيها مؤلفوها تفاصيل حياتهم اليومية: مشاعر، صور مع الصديق أو الصديقة والأسرة، ثم المشكلات التقنية التي واجهها المؤلف مع هذا الجهاز أو ذاك...

وتظل الميزة الأساسية بطبيعة الحال عدم ضرورة الإلمام بتقنيات وبرامج الحاسوب لتحديث معطيات اليومية والتحكم في مضمونها. ويقول روجر فيشر من شركة «كايوا» في هذا الصدد: «في شركتنا، يمكن للشخص حتى إرسال صورة من هاتفه النقال إلى يوميته الشخصية على الإنترنت مباشرة. كما بوسعه أيضا قراءة اليوميات الأخرى والتعليق عليها».

وعلى رغم عدم شعور مزودي الخدمات بانزعاج كبير من عدم انتشار الـ «بلوغز» في سويسرا، فإنهم يعربون عن الأمل في تطور الوضع. ويقول فيشر بتفاؤل إنها «مسألة وقت فقط» قبل أن يعطي شخص متحمس ويحب المنافسة إشارة الانطلاق.

ويشار هنا إلى أن الحزب الديمقراطي المسيحي لديه يوميتان على ملقم شركة «كايوا».

ولدى مقارنة الصحافي مارتين هيتز بين وضع اليوميات الشخصية على الإنترنت في سويسرا وفي الولايات المتحدة التي تتوافر فيها كل التيارات السياسية على يومياتها الخاصة، يقول: «في سويسرا، نظل أقل ميولا إلى الاتصال مقارنة مع الولايات المتحدة. وليس مستبعدا أن يحول طابعنا المحافظ دون تحقيق ازدهار فعلي للـبلوغز».

ويعرب بعض المحللين عن قناعتهم بأن «البلوغرز»، أي مؤلفو اليوميات الشخصية على الإنترنت، لا يقتنعون بالمعلومات التي توفرها لهم وسائل الإعلام التقليدية، لذلك يشبعون فضولهم بفضل البلوغز. أما الخطوة المنتظرة في هذا المجال فتظل صناعة «البلوغرز» بأنفسهم الأخبار.

ويقول ريتو باخمان غموور في هذا السياق: «الأمل هو تحقيق اللامركزية في عملية اختيار المعلومات ورفع الجودة»

العدد 1468 - الثلثاء 12 سبتمبر 2006م الموافق 18 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً