في روسيا، وفي كثير من الأحيان تصادف حالات حيث الجو العام في البلاد يتدهور بسبب عدم وجود مناقشة عامة لمشاريع القوانين المهمة. كما لا يتم سماع صرخات وسائل الإعلام المستقلة.
وهكذا، أحدثت المبادرة التشريعية لإدارة مكافحة المخدرات الروسية الكثير من الضجة، ولكن العواقب الحقيقية لتطبيقه يمكن التكهن بها فقط.
الرابطة العالمية «العقل من دون مخدرات» المعروفة بمشروعاتها طويلة المدى بدأت بمرحلتها الأولى في (3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010)، المتمثلة بالمسابقة الدولية عبر الإنترنت «مايا» (والتي تعني «الوهم» باللغة السنسكريتية)، والتي عند تطبيقها على الدول الناطقة بالروسية تمت مشاركة ما يزيد على 100 ألف شخص من 97 دولة مختلفة في هذه الحركة الدولية المبتكرة لمكافحة المخدرات.
وفي (2 فبراير/ شباط 2012)، خرج مشروع «مايا» إلى المستوى العالمي ووسع نطاقه بطريقة كبيرة. واليوم يوجد على موقع المسابقة ساحة نقاشية عالمية بسبع لغات عالمية (الإنجليزية والصينية والفرنسية والعربية والإسبانية واليابانية والروسية) على أسئلة الزوار من مختلف أنحاء العالم يقوم بالإجابة حائزون جائزة نوبل، وأساتذة من الجامعات الرائدة في العالم (يمكن الاطلاع على القائمة الكاملة للأسماء في موقع المشروع)، ويتم أيضاً القيام بمؤتمرات مباشرة. وسيكون الأول من هذه السلسلة مؤتمر عن موضوع مشروع قانون إدارة مكافحة المخدرات الروسية.
من جانب آخر، فإن إدارة مكافحة المخدرات الروسية تعتزم التشديد على الرقابة على تعاطي المخدرات.
ووفقاً للإدارة، يجب محاكمة الأشخاص وبشكل منتظم من يتعاطى - مرتين أو أكثر في السنة - مواد يحظرها القانون، وكعقوبة للمجرمين – وهكذا سيعتبر المدمنون - يتم النظر في بديل عن طريق العلاج الإلزامي.
لسان حال إدارة مكافحة المخدرات الروسية بتقديمهم لهذا القانون يقول إن متعاطي المخدرات يشكل خطراً حقيقياً على المجتمع، والحل لهذه المشكلة سيكون بعزله. على رغم أن تفاصيل مشروع القانون لاتزال غير متاحة، على الأرجح أنه في روسيا على وشك أن يتم العقاب على التعاطي كما في فنلندا وسويسرا وأستراليا واليونان، ومن الصحيح أن فرض مدة سجن في هذه البلدان نادرة للغاية.
أما بالنسبة للعلاج، فالإلزامي دائماً أسوأ من التطوعي. من ناحية، طريقة عزل المدمنين قد تزيد من الضغط على موازنة الحكومة بالنسبة للعلاج، أو تتسبب في زيادة تعاطي المخدرات في السجون التي ستملأ بمدمني المخدرات. ومن ناحية أخرى، فان مثل هذا الإجراء الصارم قد يكون الخطوة الوحيدة في واقعنا، حيث لا الأمثلة ولا النصائح بإمكانها إجبار الناس على التخلي عن المخدرات.
وبهذا الصدد، الرابطة العالمية «العقل من دون مخدرات»، تدعو إلى الساحة النقاشية لمشروع «مايا» الصحافيين وجميع الذين يهتمون لمناقشة مختلف جوانب مشروع قانون إدارة مكافحة المخدرات الروسية وعواقبه، وكيف على الدولة أن تتصرف فيما يتعلق بمدمني المخدرات.
وفي حدود المؤتمر المباشر على الإنترنت سيقوم بالرد على الأسئلة خبراء عالميون في مجال علم النفس، والإدمان، والسياسة، القانون، العلوم الإنسانية، وشخصيات بارزة أخرى في عصرنا الحاضر. من بينها: محامٍ ومدير تطوير مجموعة هلسنكي في موسكو أندري يوروف، روسيا، أستاذ القانون الدولي العام في مركز حقوق الإنسان في جامعة كزافييه، خبير وطبيب إدمان، ومدير في وزارة الصحة ليوبولد فون بيرن، كاتب، ومدير الجمعية الوطنية للوقاية من الإدمان على المخدرات، فرنسا جان لوك ماكسانس وغيرهم عدة من الخبراء.
وستكون التعليقات الحصرية من الخبراء، وإجاباتهم المختصة والاقتراحات العقلانية التي تلقيناها من المشاركين في المؤتمر الذي سيعقد في (25 ابريل/ نيسان 2012)، الساعة الحادية عشرة صباحاً (بتوقيت غرينتش)، على موقع مشروع «مايا» ستساعد على وضع توصيات لإصلاح التشريعات في مجال كفاح الإدمان على المخدرات.
العدد 3513 - الخميس 19 أبريل 2012م الموافق 27 جمادى الأولى 1433هـ