العدد 3519 - الأربعاء 25 أبريل 2012م الموافق 04 جمادى الآخرة 1433هـ

جلسةٌ لوقف استخدام مسيلات الدموع!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

اعتادت وكالات الأنباء أن توزّع أخباراً خفيفة ضمن باقة أخبارها، تختارها الصحف للصفحة الأخيرة تخفيفاً على قلوب القراء الذين ذبحتهم السياسة!

هناك دولٌ عربيةٌ محدّدةٌ تنتج بشراهةٍ مثل هذه الأخبار، بفعل واقعها السياسي والاجتماعي المغلق، الذي ينتج كثيراً من المفارقات. وكانت بعض الصحف المستقلة حين تنشر مثل هذه الأخبار، تتهمها صحف وكتاب الموالاة بانتقاء هذه الأخبار لتشويه تلك الأنظمة السياسية! والحقيقة أن الخبر الطريف أو الغريب أو العجيب هو الذي يأخذ طريقه للصفحة الأخيرة!

ويبدو أننا كبلد ديمقراطي، مرشّحون لإنتاج مثل هذه النوعية من الأخبار الطريفة والغريبة والعجيبة. وآخر ما أنتجته السياسة البحرينية إرجاء محكمة الأمور المستعجلة أمس (الأربعاء) القضية المرفوعة من قبل جمعية الوفاق ضد وزارة الداخلية بخصوص استخدام الغازات المسيلة للدموع، حتى 8 مايو/ أيار لتقديم المرافعة الختامية من طرفي الدعوى.

«الوفاق» تُعتبر أكبر جمعية سياسية معارضة في البحرين كما يتردّد هذه الأيام في تقارير وكالات الأنباء والفضائيات الأجنبية (وبعضها لا ينسى أن يذكر التشكيل المذهبي للشعب البحريني ويحدّد نسب الطوائف والأعراق بالمِلِّي!). وكانت الوفاق حتى قبل 14 شهراً، تحظى بأكبر كتلةٍ نيابيةٍ في البرلمان، وكانت عندما تشارك في الانتخابات ترتفع نسبة المشاركة إلى الثمانين والتسعين في المئة، وعندما تقاطع يهبط السهم إلى بعض الأرقام والكسور الصغيرة التي لا تكاد تُذكر (1 إلى 3 في المئة فقط).

المناطق التي انتخبت «الوفاق» مصنّفةٌ سياسياً على «المعارضة»، وتشهد احتجاجات بين يوم وآخر، وتشهد أحياناً مسيرات يتفاوت حجمها بين عشرات الأفراد وعشرات الآلاف، ينتهي أكثرها إلى احتكاكات ومناوشات مع قوات الأمن التي تستخدم أسلحتها ما بين قنابل صوتية ورصاص انشطاري، وإن كان الأغلب في الأشهر الأخيرة استخدام الغازات والقنابل المسيلة للدموع. وخلال هذه الفترة اكتسب المواطنون خبرةً بأنواعها وأشكالها وألوانها المتعددة، كما اكتشفوا أن هناك أنواعاً جديدة مجهولة بلد المنشأ، ويُرجّح أن لها مكونات سامة لتسبّبها في حالات إجهاض واختناق ووفيات.

ليس جديداً الحديث عن الاستخدام المفرط لمسيلات الدموع، فقد بات مادة خبرية للكثير من الفضائيات والصحف العالمية. بل إن الأمين العام للوفاق تعرّض منزله مراراً لإلقاء هذه العبوات، وتم تكسير زجاج سيارته مرتين أو أكثر، كما تم تكسير نوافذ منزله الواقع عند مدخل البلاد القديم، ما اضطره إلى تركيب شبّاك معدنية، وخصوصاً بعد تعرض أسرته للاختناق. ومثل هذا الخبر يمكن أن يأخذ طريقه بسلاسةٍٍ لوسائل الإعلام المختلفة.

الوفاق لجأت إلى القضاء لترفع شكوى ضد وزارة الداخلية، في خطوةٍ ربما هي الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي، حيث تطالب بوقف نفاذ قرار الوزارة (المدّعى عليها) بالسماح لمجنّديها باستخدام قنابل الغاز في المناطق السكنية وما جاورها بغرض فض التجمعات والمسيرات، وإلزامها بالامتناع عن استخدام القنابل الغازية والأسلحة الأشد منها في تفريق أي تجمعات أو مسيرات بالمناطق السكنية، إلى حين الفصل في موضوع الطعن المقدّم بشأن هذا القرار أمام القضاء، وإلزام المدّعى عليها (وزارة الداخلية) بالرسوم والمصاريف القضائية.

في جلسة أمس، قدّم ممثل الداخلية مذكّرةً، وقرّرت المحكمة إرجاء القضية لتقديم المرافعات الختامية. لننتظر ماذا يقرّر القضاء: استمرار أم توقّف الاستخدام المفرط لمسيلات الدموع.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3519 - الأربعاء 25 أبريل 2012م الموافق 04 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 51 | 10:41 م

      سؤال ؟

      يعني رمي المنتوف وحرق الاطارات والتوانكي وسد الطرقات والسلندرات عاجبك مثلاً يا استاذ ؟

    • زائر 50 | 4:50 م

      ماساة وطن

      و أنا الآن أكتب هذا الرد و جميع من في البتي مختنق بسبب القاء عدة عبوات داخل فناء المنزل..الى متى سستوقف هذه السموم..لقد اصبحت جزء من حياتنا اليومية! الى متى هذا الاضطهاد بحق المواطنين

    • زائر 49 | 3:13 م

      للوقاية من تأثيرات الغازات المسيلة للدموع ينصح باستخدام أقنعة واقية، أو وضع منديل مبلل بالماء والخل على الأنف، أو غسل الوجه مسبقا بالماء وصابون زيت الزيتون.... ام محمود

      وخروج الغاز من القنبلة
      وتلزم قوانين الأنظمة الموصوفة بالديمقراطية قوات الشرطة بالتدرب جيدا على استخدام القنابل المسيلة للدموع، وعدم إطلاقها إلا في حالة الضرورة مع مراعاة معايير قانونية محددة لهذا الغرض
      يمكن أن يتسبب التعرض للغازات المسيلة للدموع لفترات طويلة وفي أماكن سيئة التهوية في حدوث مشاكل صحية خطيرة من بينها الجلوكوما المسبب أحيانا للعمى والحروق من الدرجة الثانية والموت الناشئ عن حروق كيميائية للرئتين أو البلعوم وتعريض النساء الحوامل لخطر الإجهاض
      _
      س: هل توجد دولة مثلنا في استخدامه؟

    • زائر 48 | 3:08 م

      تتمه ......... ام محمود

      ثلاثة تختلف فيما بينها وفقا لتأثيراتها وهي
      * الأقل تأثيرا: وهو الشائع الاستخدام ويصنع من غاز سي إن ذي التأثير الوقتي والذي يتلاشي سريعا.
      *المتوسط التأثير: ويصنع من غاز سي إس ويعتبر أكثر فعالية وسمية وإضرارا بالبيئة
      *الأقوى تأثيرا: غاز سي آر وتم إيقاف استخدامه عام 1956 بسبب تأثيراته المسببة لتقيؤ متواصل قد يفضي إلى الوفاة
      تصنع قنابل الغاز المسيل للدموع المستخدمة في فض الاحتجاجات السياسية في الغالب من جسم خارجي من الألمونيوم بأعلاه خمسة ثقوب وأسفله ثقب واحد مغطاة كلها بطبقة من الشمع اللاصق

    • زائر 47 | 3:05 م

      مخاطر استخدام مسيل الدموع من موسوعة ويكيبيديا ........ ام محمود

      من الوسائل القديمة المستخدمة في السيطرة على الاحتجاجات المدنية وفض التجمعات الاحتجاجية، وإنهاء أعمال الشغب. ويتكون من رذاذ الفلفل الأسود وثلاثة مواد كيميائية يرمز لها اختصارا بالحروف (CN) و(CR) و(CS). قامت بصنعه شركة بريطانية في خمسينيات القرن العشرين.

      وترجع المصادر التاريخية استخدام الغاز المسيل للدموع إلى نحو ألف سنة خلت، وتشير إلى سبق الصينيين في هذا المجال بإفقاد أعدائهم الرؤية بقذفهم بالفلفل المطحون المغلف بأوراق قش الأرز
      وينتج في العالم من هذه الغازات ما يقارب 15 نوعا من أشهرها ثلاثة

    • زائر 46 | 2:30 م

      وقف الغازات السامة

      الرجاء الرحمة والرأفة بهذا الشعب المحب لوطنه واتمني ان يعم الحب والسلام بين الجميع

    • زائر 45 | 1:46 م

      كلام سليم ولكن

      كلامك سيدنا على الراس ولكن لا نصير بعد مثل الاعلام الأعور نشوف بعين وحدة، المسيل والغازات ذبحت العالم من دون أدنى شك، وأكلمك وأنا منظر منها، لكن ترى حتى التواير والتوانكي المحروقة أثرها مو قليل!!

    • زائر 44 | 1:36 م

      bahraini

      Al sallam Alikum ,,I have one fever to ask please How about we use the tear gas in places in bahrain they never try it before so all bahrainis share the same Air ,,thank you,,waiting for respond ,,thanks again

    • زائر 43 | 9:19 ص

      ما ذنب الاجنة ؟؟؟

      فقدت جنيني في شهره الثالث بعد انتظار

    • زائر 41 | 9:05 ص

      ما ذنب الأجنة في بطون أمهاتهم؟؟؟

      فقدت جنيني في شهره الثالث ولم تكتمل فرحة الانتظار

    • زائر 38 | 7:39 ص

      سيدنا

      تعبنا ياسيد من هالغازات واللي انفرضت علينا بدون سبب الله على الظالم

    • زائر 37 | 6:22 ص

      القرن والقرين والاسد في العرين

      هناك ما يهم وكذلك ما يعم. فكما خلق الله أزواج خلق القرين والشبه..
      فالاسد يشبه الاسد لكن من الصعب أن تجد مثيل مهما تشابة الاسود. فهل قرينه عرينه؟
      وبالمثل نلاحظها ذلك في العمل والافعال ..ونتائجها .
      فهل الاعتداء ليس عدوان؟
      وهل الاعتداد قرين التكبر أم توأم للتعالي؟

    • زائر 34 | 5:01 ص

      تعجبني صراحتك وعدم اللف والدوارن سيدنا

      سيدي الكريم نرجوا التصحيح وأنت تعرف بأن الذي تستخدمه وزارة الداخليه هي غازات سامه وإسم مسيلات الدموع غير دقيق.. وأنا على يقين بأنه بأن القضيه ستنقلب على جميعة الوفاق ولن يتوقف العقاب الجماعي على المناطق السكنيه المكتضه بالسكان

    • زائر 31 | 4:40 ص

      اي والله

      تشويه الانظمة السياسيه ههههههه ليش ما يقولون هذي الحقيقه ماحد يقدر اشوه شي الحقيقه تفرض نفسه اللي يشوه نفسه هو الشخص المخطى

    • زائر 28 | 3:59 ص

      لا شوزن ولا مسيلات الدموع الغازات السامة

      جميعها مخالفة للقوانيين الدولية التي وقعت عليها حكومة البحرين بنفسها بذاتها هي ، وجميع المنظمات الدولية ومن فيها الدول المصنعة ذاتها تقول محرمة دوليا ، ومكتوب عليها طريقة الاستخدام والتحذير بالطريقة الخاطئة الميتخدمة في البحرين ولا خيار في ذلك محرمة دوليا ويعاقب عليها القانون الدولي ؟؟

    • زائر 27 | 3:55 ص

      جلسه لوقف استخدام الغازات السامه

      للتصحيح فقط الدعوه المفروض عنوانها لوقف الغزات السامه وليس مسيلات الدموع لان ما يستخدم غازات سامه بمعني الكلمه التي لا تسبب سيلان للدموع

    • زائر 19 | 1:46 ص

      اي والله

      هاي ماصارت تلوث بيئي وصل حده انقذوا بيئتنا

    • زائر 14 | 12:53 ص

      ههه

      مسيلات الدموع ولا الشوزن

      ثائر

    • زائر 12 | 12:39 ص

      ان الله مع الصابرين

      يبقى الحال على ماهو عليه وعلى المتضرر اللجوء للقضاء.

    • زائر 4 | 10:37 م

      أشياء كثيرة خاطئة و مدمرة يجب أن تتوقف حالا .. و فورا ومنها مسيلات الدموع و رصاص الشوزن .... ام محمود

      بعد ما نشرته الوسط أمس من تحركات منظمات دولية و أطباء و طبيبات من الخارج ومنها منظمة أطباء لحقوق الانسان و ما جاء على لسان مستر ريتشارد يعتبر جرس انذار يجب ان ينتبه اليه الجميع و لو جاء متأخرا بعض الشيء ... جمعية الوفاق ايضا تحركت و تقدمت بشكوى للقضاء بعد ان رأت استهتار العاملين بوزارة الداخلية الناس و استخدامهم الخاطيء للسلاح الذي بأيديهم و هم يعتقدون انهم فوق المحاسبة
      الناس هلكت و استشهدت ومنهم الطفل والشاب و كبير السن ولم تحس او يهتز لها طرف
      جميع الممارسات يجب ان تتوقف او البحرين ستتهاوى

اقرأ ايضاً