أشاد ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بالعلاقات الوثيقة التي تربط مملكة البحرين وجمهورية كوريا وما تحقق من خلالها من مشاريع وبرامج مثمرة وخاصة في المجالات الصناعية والتقنية، قائلاً سموه: إنه في عالم تزداد فيه وتيرة التغيير؛ من الطبيعي أن نسعى لخلق قاعدة متنوعة من التحالفات والعلاقات السياسية والاقتصادية التجارية لضمان فرص أرحب للتطور.
جاء ذلك خلال لقاء سموه مع رئيس جمهورية كوريا لي ميونج باك في المكتب الرئاسي بالعاصمة الكورية (سيئول) أمس الثلثاء (1 مايو/ أيار 2012) بحضور نجله سمو الشيخ محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة.
من جانبه؛ أكد الرئيس الكوري حرص بلاده على توطيد العلاقات الثنائية مع مملكة البحرين، وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي، معتبراً ذلك مكسباً استراتيجيًّا له قيمة كبيرة.
كما أشاد الرئيس بزيارة ولي العهد لكوريا التي تشكل دفعة كبيرة لعلاقات البلدين، مؤكداً ضرورة تبادل الزيارات بين المسئولين في البلدين لمواصلة تعزيز التنسيق والتعاون المشترك.
كما رحب الرئيس بزيارة سموه الرسمية الأولى لجمهورية كوريا، قائلاً: «إن هناك مجالات واسعة لتوثيق عرى التعاون البنّاء بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، محملاً سموه تحياته لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة».
وقال سموه في لقائه مع الرئيس الكوري: «إن المكانة التي حققتها كوريا على المستوى العالمي بنهجها الاقتصادي والتنموي والسياسي وبالتقدم الملموس الذي أحرزته بتفاني قيادتها وشعبها؛ تجربة استحقت الاحترام والتقدير، وننظر في مملكة البحرين بتطلع كبير الى الاستفادة منها وتعزيز الروابط فيما بيننا لتحقيق نتائج تعود بالنفع على بلدينا».
وتناول اللقاء أوجه التعاون والمجالات الواسعة التي من الممكن تعزيز التواصل فيها.
حضر اللقاء وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة ووزير الصناعة والتجارة حسن عبدالله فخرو ومستشار الشئون الاقتصادية والسياسية بديوان سمو ولي العهد الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة ورئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة ومستشار سمو ولي العهد الشيخ أحمد بن خليفة آل خليفة وسفيرة المملكة لدى جمهورية الصين والسفير غير المقيم للمملكة في كوريا بيبي السيد شرف العلوي.
و كان ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة التقى والوفد المرافق في وقت سابق من أمس مع رئيس الوزراء الكوري في مقر الحكومة المركزي، حيث استعرض سموه مجموعة اللقاءات الناجحة التي جمعت سموه مع مسئولين ومؤسسات كورية خلال الزيارة، مبدياً سموه ارتياحه لما نتجت عنه من تقارب في وجهات النظر واتفاق على التأسيس لمزيد من التنسيق المشترك.
وأبدى سموه إعجابه الشديد باعتماد جمهورية كوريا على قوة الإصرار والابداع لدفع الانتاجية والبرامج التنموية، قائلاً: «إن مملكة البحرين تطمح الى الاستفادة مما حققته كوريا من نجاح وخبرات»، مؤكدا ثقته بتجاوز آثار التحديات التي مررنا بها بالاعتماد على عزيمة قيادة جلالة الملك الوالد حفظه الله ورعاه وأهلها الكرام للقيام بدورنا البناء الذي اضطلعنا به سابقاً وبصورة أقوى مما مضى بإذن الله تعالى.
هذا وقد استقبل رئيس وزراء جمهورية كوريا الصديقة كيم هوانغ سيك سمو ولي العهد في مأدبة عشاء رسمية أقيمت لسموه بحضور نجل سموه الشيخ محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة والوفد المرافق.
و قال سموه خلال المأدبة التي ضمت عدداً من كبار المسئولين الكوريين: «إن نجاح العلاقات البحرينية الكورية يجب ألا ينحصر في التجارة والاقتصاد وحسب، وإن علينا أن نضع تقديرًا للعلاقات الحضارية والإنسانية بين الشعوب»، مؤكدًا ضرورة العمل على تحقيق السلام والعزم والازدهار في سبيل تقدم البشرية.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الكوري إن بلاده تدعم الحوار الوطني الشامل في مملكة البحرين وإنها حريصة على استقرار ومواصلة تطور مملكة البحرين الذي يهم كوريا وتعزيز العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة، مرحبًا بزيارة سموه وما تشكله من إضافة نوعية إلى مسار العلاقات بين البلدين.
وشكر سمو ولي العهد رئيس الوزراء الكوري على الحفاوة وحسن الاستقبال اللذين لقيهما، مقدراً دعم كوريا لموقف مملكة البحرين، ومؤكداً سموه أن الاصلاح السياسي والاقتصادي متلازمان في مملكة البحرين لما فيه خير البلاد وأبنائه الكرام تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك الوالد حفظه الله ورعاه.
هذا وقد شهد ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وبحضور رئيس وزراء جمهورية كوريا كيم هوانغ سيك توقيع اتفاقية بين حكومة مملكة البحرين وحكومة جمهورية كوريا بشأن تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي بالنسبة إلى الضرائب المفروضة على الدخل.
وقد وقع الاتفاقية ممثلاً عن حكومة مملكة البحرين وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة نيابة عن وزير المالية ومن الجانب الكوري القائم بأعمال وزيرالشئون الخارجية والتجارة اوه هاو يونغ.
وقد أعرب سمو ولي العهد ورئيس الوزراء الكوري عن سعادتهما بتوقيع هذه الاتفاقية خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها سموه لجمهورية كوريا، معتبرين أنها خطوة تجسد الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين.
من جانب آخر؛ أعرب ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة عن اعتزازه بما حققه برنامج الحكومة الالكترونية في البحرين من انطلاقة رائدة على المستوى الاقليمي في توفير الخدمات الالكترونية والتي نالت تقديرا دوليا، معتبرا ان الشراكة مع جمهورية كوريا التي أحرزت المركز الأول أمميًّا في هذا المجال ستتيح بلا شك الفرصة للمزيد من التميز والتطور.
وقال سموه إن مملكة البحرين أنجزت الكثير، لكننا ما زلنا نطمح إلى تحقيق المزيد، مؤكدًا حرص مملكة البحرين على تسخير الوسائل التي تعزز من موقعها كأحد المراكز الحيوية للأعمال في المنطقة ومواصلة انجازاتها في هذا الجانب.
وأشاد سموه خلال لقائه مع وزير الادارة العامة والأمن والوزير المسئول عن الحكومة الالكترونية هيونغ كيو مانغ بما تمتلكه كوريا من سياسات تقنية وضعتها في مقدمة الدول الرائدة في مجال الاقتصاد المعرفي وتبادل الخبرات والبرامج في مجال الحكومة الالكترونية. ونوه بأهمية التنسيق بين هيئة الحكومة الالكترونية بمملكة البحرين والأجهزة المختصة الكورية وما يشتركان به في مجال نقل الخبرات والبرامج للدول الآسيوية والعربية والأفريقية من خلال المساعدة في بناء القدرات والخطط لتلك الدول. ورحب وزير الادارة العامة والأمن الوزير المسئول عن الحكومة الالكترونية هيونغ كيو مانغ خلال اللقاء بزيارة ولي العهد التي تعد الزيارة الرسمية الأولى لسموه لجمهورية كوريا، مؤكداً الاهتمام الواسع التي تحظى به هذه الزيارة المهمة. كما أعرب عن شكره لحسن الاستقبال الذي حظي به الوفد الكوري الذي شارك في منتدى البحرين للحكومة الالكترونية 2012 الذي انعقد في ابريل/ نيسان الماضي.
وأشاد الوزير بما حققته مملكة البحرين في مرحلة قصيرة في مجال الحكومة الالكترونية وبما يوليه ولي العهد من اهتمام لتطوير هذا القطاع المهم، معرباً عن تطلع بلاده إلى تعزيز مستويات التعاون والتنسيق بينهما في هذا المجال، متمنياً الوزير النجاح للاستراتيجية الوطنية الجديدة لهيئة الحكومة الإلكترونية والمقرر تنفيذها حتى العام 2016 والتي تم اطلاقها في منتدى البحرين مؤخراً.
وقد قدمت الحكومة الالكترونية الكورية خلال الاجتماع عرضاً تناول ما تقوم به من خطط وبرامج.
من جهة أخرى أعرب ولي العهد نائب القائد الأعلى عن التطلع الى خلق قنوات للتنسيق والتعاون مع المعهد الكوري للمواصلات، من أجل تعزيز موقع ودور مملكة البحرين كبوابة اقليمية مهمة، ولما لهذا القطاع من دور حيوي ومهم في توفير البنية التحتية اللازمة للتنمية الاقتصادية.
وأعرب سموه خلال لقائه مع عدد من كبار مسئولي المعهد الكوري للمواصلات واستماع سموه عرضاً عن أنشطة وبرامج المعهد عن تطلع المملكة إلى تعزيز بنيتها التحتية في قطاع المواصلات، وإن هذا اللقاء يأتي ضمن خطط البحرين لمواصلة تطوير هذا القطاع الحيوي الذي يوفر دعماً استراتيجيًّا لا غنى عنه محليًّا وإقليميًّا.
وقال سموه إن الاهتمام في هذه المرحلة سينصب على تحسين الخدمات اللوجستية وخدمات النقل العامة وتأسيس شبكة متكاملة للمواصلات داخل مملكة البحرين ومع دول الخليج.
العدد 3525 - الثلثاء 01 مايو 2012م الموافق 10 جمادى الآخرة 1433هـ
