العدد 1402 - السبت 08 يوليو 2006م الموافق 11 جمادى الآخرة 1427هـ

الامبراطور والفضائح والدروس

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

نودع مع العالم اليوم شهر المونديال الذي تعايشنا قلباً وقالباً مع مجريات هذا العرس العالمي الذي يتكرر كل أربع سنوات.

ونودع الحدث وكل املنا في تعلمنا الكثير من الدروس والعبر علها تفيدنا في مسيرتنا الكروية المقبلة وخصوصاً ان الكرة البحرينية كانت على ابواب العالمية للمرة الاولى في تاريخها وبالتالي يفترض ان يشكل لنا ذلك قوة دفع لبلوغ مونديال جنوب افريقيا 2010.

وأما عن «قمة العالم» التي ستجمع الجارتين فرنسا وايطاليا فستكون استثنائية لانها ستجمعهما للمرة الاولى في النهائي العالمي الذي لم يتوقعه أحد، وفي ذلك درس من دروس «جامعة المونديال» اذ ان كرة القدم لا تعترف دائماً بلغة الترشيحات والمعطيات والمنطق وذلك سر اثارتها وحلاوتها، ولعل من اطرف ما سمعته في هذا الصدد ان الجوائز المرصودة من قبل وسائل الاعلام لمسابقات الفائز بكأس العالم 2006 ستحجب وسيتم توفيرها لمسابقات أخرى لان لا احد توقع مسبقاً فوز فرنسا أو ايطاليا أو على الاقل تأهلهما معاً إلى النهائي بعد ما كانت الترشيحات تنصب على البرازيل والمانيا والارجنتين.

وصول أو فوز ايطاليا او فرنسا بكأس العالم سيثبت حقيقة ان الواقعية قادرة على جلب البطولات دون شرط الجمالية في الاداء الذي لا يسجله التاريخ ويبقى مجرد خيال يدغدغ العواطف للتذكير فقط!

نظرياً وعلى الورق تبدو الاحتمالات مفتوحة... فكل الطرق تؤدي بالكأس العالمية إلى روما للمرة الرابعة وفي الوقت ذاته تبدو الطرق مفتوحة لذهاب الكأس إلى شارع الشانزليزيه الشهير في باريس الليلة.

ربما لا يتذكر الكثيرون مباريات ايطاليا وفرنسا في الدور الاول الذي مرا منه بهدوء لكنهما خطفا الاضواء بدءاً من دور الـ 16 عندما اطاحا بالفرق الكبيرة وخصوصاً البرازيل والمانيا، والطليان غيروا مفهوماً سائداً في عالم كرة القدم انه خير وسيلة للدفاع هي الهجوم ليتحول إلي «خير وسيلة للهجوم هي الدفاع» وهنا المقصود بالدفاع الايجابي الذي تنطلق منه الهجمات بل ويتحول المدافعون إلى مسجلين للأهداف مثل زامبروتا، بالإضافة إلى ان المدرب الايطالي المخضرم ليبي صنع مفهوماً جديداً انه لا يوجد فارق بين اللاعب الاساسي والاحتياطي في ظل الجماعية وعدم الاعتماد على اسماء معينة وبالتالي يلاحظ قدرة «الازوري» على اللعب بالنسق نفسه تحت أي تشكيلة دون التأثر بغياب اي لاعب، وكل ذلك دروس جديدة من «جامعة المونديال».

واللفت أن الفضائح المحلية بدأت تتحول إلى دوافع ايجابية للطليان في المونديال، إذ حققوا الكأس في مونديال 82 بقيادة النجم الشهير روسي الذي اخرجه المدرب بيرزوت من السجن إلى ملاعب المونديال ليقود الازوري إلى الكأس فيما أصبح الفريق قريباً من الكأس في المونديال الحالي على رغم المحاكمات الدائرة حالياً بشأن الرشاوي والتلاعب في نتائج مباريات الدوري الايطالي.

أما «الديوك الفرنسية» فاختارت الوقت المناسب لتطلق صيحاتها ولا علا «صياحها» فوق اصوات الانتقادات التي طالتها في الدور الاول وكل ذلك بفضل كتيبة المخضرمين بقيادة الامبراطور وبيضة القبان زيدان الذي اثبت ان النجم الحقيقي لا يصدأ وانه قادر على لعب دور رجل المناسبات الكبيرة واللحظات الصعبة، وهو نموذج للنجم «العقلاني» الذي يجيد التعامل مع كل مباراة ويدخلها بروح وحماس كأنها اول وآخر مباراة يلعبها فيعطيها حقها من العطاء والجهد.

وديناميكية وتركيبة المنتخب الفرنسي تختلف عن نظيره الايطالي، لأنها تعتمد على مهارة النجوم المؤثرة وخصوصاً في الوسط بوجود زيدان وفييرا وميكاليلي والاكتشاف الجديد ريبيري لذلك يتوقع ان تكون مباراة اليوم اشبه بـ «معركة الوسط».

وداعاً المانيا 2006 وإلى اللقاء في جوها نسبورج 2010، وكل مونديال وانتم بخير

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 1402 - السبت 08 يوليو 2006م الموافق 11 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً