العدد 1419 - الثلثاء 25 يوليو 2006م الموافق 28 جمادى الآخرة 1427هـ

أميرة الجنوب

احمد شبيب ahmed.shabib [at] alwasatnews.com

«بنت جبيل» تعني بيت شمس أو بيت صناعة الخزف، وهي أنثى ابن ومصغر جبل، ويقال إن إحدى الأميرات نزحت إليها فعرفت بـ «بنت جبيل». يبلغ العدد الإجمالي لأبنائها نحو 43900 نسمة، يسكن فيها منهم 3800 نسمة تقريباً، بينما ينتشر نحو 72 في المئة من أبنائها في أميركا واستراليا وإفريقيا وبعض الدول العربية والأجنبية، ويقطن ما نسبته 20 في المئة في بيروت ومختلف المناطق اللبنانية.

أيّما يكن سبب تسميتها أو عدد قاطنيها وما تمثل من عمق تأريخي وما أنجبته من رجالات قدموا دماءهم قبل مدادهم فداءً لحرية لبنان وكرامتها، فهي تبقى هذه الأيام حديث الساعة ومحط أنظار العالم بطرفيه الآملين بالنصر والانتصار أو الطامعين في الخضوع والانكسار.

فقبل يومين زعمت «إسرائيل» سيطرتها عليها والتي تسميها «عاصمة حزب الله» وتدعي أنها معقل الحزب ومركز قوته ومنطلق هجماته، وأن بسقوطها يُهزم «حزب الله» ويتضعضع وتهدم بناه التحتية، لكن الأخبار كشفت زيف ذلك، فلايزال الصمود فيها حتى كتابة هذه الأسطر باقياً، وهذه ليست أول مرة تكذب فيها «إسرائيل»، فإعلامها يتعمد إخفاء الخسائر التي تقع في صفوف قواتها ثم يعود بعد ذلك ليعترف بها. فإصابة 50 جندياً بجروح خلال أيام معدودة وإسقاط مروحية من نوع «أباتشي» وتدمير خمس دبابات من نوع «ميركافا» المتطورة هو إنجاز نوعي حققه عناصر حزب الله مقارنة بما يملكه من أسلحة لا يمكن مقارنتها بما لدى الجيش الإسرائيلي من عتاد وما تمده به الولايات المتحدة من مختلف الأسلحة الحديثة.

صمود «بنت جبيل» طوال هذه الأيام أمام الآلة والترسانة الإسرائيلية يمثل انتصاراً وإن كان لا يدركه الغارقون في سباتهم والمتنعمون بثروة شعوبهم. قلوبنا معك يا «بنت جبيل»، وصمودك يمثل أملاً يترقبه مستضعفو هذه الأمة المحرومة من حلم الانتصار، وإن سقطتي - لا سمح الله - فإن رجالك لن يتخلوا عنك كما حرروك سابقاً... والأيام ستشهد على ذلك

إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"

العدد 1419 - الثلثاء 25 يوليو 2006م الموافق 28 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً