العدد 3576 - الخميس 21 يونيو 2012م الموافق 01 شعبان 1433هـ

الاستراتيجية الأميركية تجاه البلدان الإفريقية

باراك أوباما comments [at] alwasatnews.com

رئيس الولايات المتحدة الأميركية

قبل نحو ثلاثة أعوام، صرحت أمام البرلمان الغاني أن أفريقيا تشكل جزءًا أساسيًا من عالمنا المترابط. ومنذ ذلك الوقت، تشاركنا مع القيادات والشباب والمجتمع المدني في أفريقيا لتعميق مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتوسيع الفرص الاقتصادية، ودعم أولئك الذين يسعون لتحقيق السلام حيث أنزلت الحروب والحرمان الكوارث بالمجتمعات الأهلية. إن أفريقيا وشعوبها شركاء لأميركا في خلق ذلك المستقبل الذي نرغب به جميعنا لأبنائنا- مستقبل قائم على النمو، والمسئولية المشتركة، والاحترام المتبادل.

وعندما نتطلع إلى المستقبل، يتضح لنا أن أفريقيا أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة لأمن وازدهار المجتمع الدولي، ولا سيما بالنسبة للولايات المتحدة. إن اقتصادات أفريقيا هي من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم، ومع التغيرات التكنولوجية التي تجتاح القارة، أصبحت أفريقيا تقدم فرصًا هائلة في مجالات الخدمات المصرفية، والطب، والسياسة، والأعمال. وفي الوقت نفسه، أصبح السكان الشباب الذين تتزايد أعدادهم في أفريقيا يغيرون الاقتصادات والأنظمة السياسية بطرق عميقة.

يتطلب التصدي لمشكلة توفير الفرص ومعالجة التحديات في أفريقيا اعتماد سياسة أميركية شاملة تكون استباقية، وتتطلع إلى المستقبل، وتوازن بين مصالحنا الطويلة الأجل مع الضروريات القصيرة الأمد. تساهم الاستراتيجية الأميركية تجاه الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى في ترسيخ ودفع العديد من المبادرات التي أطلقناها منذ أن توليت منصبي لأجل تحقيق ذلك التوازن، وترفع مستوى جهدين سيكونان حاسمين بالنسبة لمستقبل أفريقيا، وهما: تقوية المؤسسات الديمقراطية، وزيادة النمو الاقتصادي القائم على قاعدة عريضة، بما في ذلك من خلال التجارة والاستثمار. تولد المؤسسات القوية والديمقراطية الخاضعة للمساءلة، نهضةً يؤازرها التزام عميق بسيادة القانون، وقدرًا أكبر من الازدهار والاستقرار، وتحقق نجاحًا أكبر في تخفيف حدة النزاعات وضمان الأمن. يشكل النمو الاقتصادي المستدام والشامل مكونًا رئيسيًا للأمن والاستقرار السياسي والتنمية، ويدعم أسس الجهود الهادفة إلى تخفيض الفقر وخلق الموارد التي ستزيد الفرص وتتيح للأفراد تحقيق كامل إمكاناتهم.

وفي حين أن الكثير من البلدان في القارة أنجزت خطوات هائلة لتوسيع نطاق المشاركة السياسية وتخفيض الفساد، فلا يزال هناك المزيد من العمل الضروري لضمان العمليات الانتخابية النزيهة، والمؤسسات الشفافة التي تحمي الحقوق الأساسية للإنسان، وتوفر وتحمي الأمن والصالح العام. رسالتنا واضحة لا لبس فيها إلى الذين قد يحاولون تحويل العملية الديمقراطية عن مسارها الصحيح: لن تبقى الولايات المتحدة مكتوفة اليدين عندما تهدد الجهات الفاعلة الحكومات المنتخبة شرعيًا أو تتلاعب بعدالة ونزاهة العمليات الديمقراطية؛ ونحن سنقف بشراكات ثابتة مع الذين يلتزمون بمبادئ المساواة والعدل وسيادة القانون.

تؤمن أميركا بأن أفريقيا تشكل منطقة للفرص والوعود المتزايدة بالنسبة لشعوبها، وبالنسبة لأميركا، وبالنسبة لجميع شعوبنا واقتصاداتنا. إننا نؤمن بأن أفريقيا يمكنها أن تشكل قصة النجاح الاقتصادي التالية. سنعمل مع شركائنا الأفارقة لبناء مؤسسات قوية، وإزالة القيود بوجه التجارة والاستثمار، وتوسيع الفرص المتوفرة للبلدان الأفريقية للتمكن من الوصول الفعّال إلى أسواق بعضها البعض وإلى الأسواق العالمية، وتبني نظاماً اقتصادياً سليما، وتنويع اقتصاداتها إلى أبعد من الاعتماد الضيق على الموارد الطبيعية، وبدرجة أكثر أهمية، خلق الفرص لشعوب أفريقيا للازدهار. وفي الوقت الذي ندعم فيه هذه الجهود، سنشجع الشركات الأميركية على اغتنام الفرص التجارية والاستثمار في أفريقيا، كي توفر مهاراتها ورساميلها وتكنولوجياتها لدعم التوسع الاقتصادي الإضافي للمنطقة، وفي نفس الوقت المساعدة على خلق فرص العمل هنا في أميركا.

وستحدد الولايات المتحدة الأولويات لجميع هذه الجهود الهادفة لتمكين الجيل الجديد من القيادات الأفريقية. لقد أظهر هؤلاء الشباب والشابات مرة تلو الأخرى رغبتهم وقدرتهم على تغيير مجتمعاتهم الأهلية وبلدانهم نحو الأفضل، وستبقى الولايات المتحدة حليفتهم وشريكتهم الثابتة. ستمتد شراكة أميركا مع هذا الجيل الجديد من الأفارقة إلى أبعد من حكومتنا لأجل إنشاء علاقات واسعة وعميقة بين شعبينا، وقطاعات الأعمال والمؤسسات لدينا. ستقود هذه الجذور طريقنا إلى مستقبل تسود فيه الديمقراطية والسلام والازدهار لأجيال قادمة عديدة.

إقرأ أيضا لـ "باراك أوباما"

العدد 3576 - الخميس 21 يونيو 2012م الموافق 01 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 7:39 ص

      سيدي الرؤيس

      ياحبذا لو تنظر الأداره الأمريكيه الى الشعوب بمنظار شراكه حقيقيه وصداقه وذلك عن طريق ترسيخ الحقوق المدنيه في بلدانهم

    • زائر 1 | 2:18 ص

      أنتوا ضبطوا اموركم مع الشعوب العربية اول

      إن الشعوب العربية تنظر للادارة الامريكية بنظرة العداء بسبب مواقف هذه الادارة من الشعوب العربية وتعاملها معها بطريقة السيد والعبد

اقرأ ايضاً