العدد 1493 - السبت 07 أكتوبر 2006م الموافق 14 رمضان 1427هـ

المشاركة تخلق لنا قيادات فاعلة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

بدأ المترشحون في حملاتهم الانتخابية من خلال الخيام الرمضانية والندوات والتقاء الناس، ووتيرة التواصل بين مختلف الفئات في ازدياد مطرد، وستزداد أكثر خلال الأسابيع المقبلة.

ومن الطبيعي أن يزداد الحراك الاجتماعي - السياسي خلال الفترة النشطة الحالية، وهي فترة انموذجية للتعارف بين جميع الاتجاهات والفئات المجتمعية.

المترشحون والجمعيات السياسية في أشد الحاجة إلى الناخبين الآن، والناخبون يعلمون أن صوتهم مرغوب، وأنهم بسبب ذلك لديهم قوة المساءلة والاستفسار قبل أن يدلوا بأصواتهم.

ما يعطي الأجواء الحالية حيويتها هو أن الاتجاهات الرئيسية في المجتمع قررت المشاركة بقوة، وعلى رغم السلبيات التي لن تخلو منها أية ممارسة في أي مكان كانت، فإن المشاركة خيار سياسي مؤثر على المستويات القريبة والبعيدة. وقد تعلمنا من العام أن المقاطعة لها أثر قصير الأمد، وهو مشوب بالكثير من المخاطر التي تؤدي الى ضياع الهدف المرجو، وهو الاصلاح المستمر. كما ان المقاطعة أدت الى تشريع قوانين مكبلة للحريات، ولم تنفع المعارضة من خارج البرلمان، والصحافة عملت ما استطاعت أن تعمل، ولكن يبقى أن ميزان القوى سيميل إلى صالح من بيده الصلاحيات الفعلية داخل أجهزة الدولة.

لقد آن الأوان للمعارضين، ولمن كان خارج دوائر النفوذ أن يكون صوته مسموعاً ومن الداخل وان يكون له نفوذ وتأثير. البعض قد يطرح أن المشاركة لا تنفع، وأنها تضفي الشرعية على ما هو محل اختلاف... ولكن السياسة هي التعاطي مع الواقع من اجل اصلاحه، أما المقاطعة فهي قد ترضي الجانب النفسي للخطاب المشكك في التجربة السياسية، لكن هذا الارضاء النفسي لن يؤثر كثيراً في ميدان السياسة.

إن ما حدث خلال الاسابيع الماضية يمكن قراءته من زوايا مختلفة، وبالنسبة لي، فإن ما حدث انما يؤكد ان مشاركة القوى الوطنية ذات الرأي المعارض لها أثر كبير، وهو السبب في ارتباك بعض الجهات من ذلك.

إن بلادنا تحتاج الى ان تتنفس سياسياً، وأن تنمو اقتصادياً، ومادامت هناك فرصة سانحة، حتى لو كانت هذه الفرصة محدودة، فيجب ان نستفيد منها من أجل الغاية الأسمى المتمثلة في حماية مصالح المجتمع. إن المشاركة في الحياة العامة لا تضر إن لم تنفع، وفي اعتقادي فإن منافعها كثيرة، ومنها انها ستخلق لنا قيادات مخلصة قادرة على العطاء

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1493 - السبت 07 أكتوبر 2006م الموافق 14 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً