أبرزت الصحف البريطانية تصريحات رئيس الأركان البريطاني بشأن العراق متسائلة عن خروج تلك التصريحات من طرف عسكري، وتناولت استطلاعا يظهر تأييد البريطانيين لموقف سترو من النقاب، ثم تحدثت عن آخر الحلقات في سلسة إساءة المعاملة في غوانتنامو.
علقت صحيفة «الإندبندنت» على تصريحات رئيس هيئة الأركان ريتشارد دانات غير المسبوقة عن ضرورة الانسحاب من العراق بأسرع وقت ممكن لأن الوجود الأجنبي يفاقم الوضع الأمني، قائلة إن سلطة رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير تعرضت لضربة قوية الليلة الماضية عندما حاول أن يقلل من أهمية الخلاف مع دانات. وحاولت الصحيفة أن تسلط الضوء على الدعم الذي لقيه دانات من قبل الكثير من عناصر الجيش عبر الرسائل الإليكترونية والمدونات الشخصية. فنقلت عن جندي كتب في موقع غير رسمي للجيش، تعليقا يقول فيه «لقد كذب علينا ومازال يكذب». ونقلت عن آخر يقول «مضت عقود من الزمن قبل أن يقف مسئول كبير في الجيش ويدافع عنا، جنودا وعائلات». ومن جانبه قال ضابط صف إن «دانات كان محقا، وأعتقد أن الجميع يشعر بذلك، ولكن أحدا لا يستطيع أن ينطق بها، وأنا أوافق على ضرورة العمل للخروج بأسرع وقت ممكن».
وفي هذا الإطار علقت صحيفة «الغارديان» في افتتاحيتها تحت عنوان: «نيران صديقة» تؤيد فيها وجهة نظر دانات ولاسيما أن الحال الأمنية في العراق أضحت كارثة وأثبت الجنود البريطانيون والأميركيون عجزهم عن إيجاد حل لها. ومضت تقول أيضا إن استراتيجية الخروج مازالت غامضة ولن يكون الأمر أكثر من انتظار الأوامر من واشنطن التي تعتمد على الاعتبارات السياسية المحلية الأميركية وليس على الوقائع في العراق. ولكن الصحيفة وضعت إشارات استفهام بشأن ما إذا كان دانات كعنصر عسكري هو الرجل المناسب للخروج بمثل هذه التصريحات وعلى صفحات «الديلي ميل».
ومن جانبها قالت صحيفة «الديلي تلغراف» في افتتاحيتها إن السؤال المطروح الآن هو: هل يسهم الجنود البريطانيون في احتواء الحرب الأهلية في العراق، أم أن الوجود الأجنبي يفاقم الوضع؟ لتجيب بأن كلا العاملين يلعبان دورا مشتركا، مضيفة أنه مع كل يوم يمر، تميل الحقيقة إلى العامل الآخير. ثم رحبت الصحيفة بتصريح دانات لأنه نبه إلى التفاوت بين الآمال المتوقعة من القوات العسكرية وبين المصادر المتوافرة لديها، منتقدة الحكومة لاستعدادها إرسال قواتها إلى مسارح قتالية بعيدة من دون تجهيزهم بما يلزم.
أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «الغارديان» بالتعاون مع ICM يؤكد فيه معظم المشاركين ضرورة قيام المسلمين ببذل جهود أكبر للاندماج في المجتمع البريطاني، وأن المسئولية تقع على كاهل المسلمين في تحقيق الاندماج في المجتمع البريطاني. ويشير الاستطلاع إلى أن 53 في المئة قالوا إن وزير الخارجية السابق جاك سترو كان محقا في تصريحاته عن النقاب، مقابل 36 في المئة اعتقدوا أنه مخطئ. إلا أن المستطلعة آراؤهم لا يريدون أن يُفرض حظر على ارتداء النقاب خارج المنزل، إذ يعارض 74 في المئة أي قيود على ذلك في حين يفضلها 20 في المئة فقط.
تناولت صحيفة «الإندبندنت» الشهادة الخطية التي رفعتها جندية في مشاة البحرية لوزارة الدفاع (البنتاغون) تسرد فيها اعترافات الحراس العاملين في معتقل غوانتنامو بممارستهم التعذيب الوحشي بحق المعتقلين. وتقول هيثير سيرفيني (23 عاماً) في شهادتها إنها التقت بعدة حراس في ناد للقاعدة العسكرية وأخبروها بإساءتهم معاملة المعتقلين، وادعوا أن تلك الأفعال كانت معتادة ومبررة.
وقالت الصحيفة إن تلك الشهادة رفعت الأسبوع الماضي إلى المفتش العام بالبنتاغون وفقا لسياسة تشجيع العسكريين على نقل مثل تلك الحوادث، بعد ما عصفت بالبلاد سلسلة من الانتقادات المحلية والدولية تتعلق بمعتقل غوانتنامو. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك التصريحات هي آخر ما جاء في سلسلة التقارير بإساءة المعاملة، ولكنها كانت محرجة لأنها تأتي لتدحض الطمأنة الأخيرة التي صدرت عن البيت الأبيض بأن المشكلة تم التعامل معها
العدد 1505 - الخميس 19 أكتوبر 2006م الموافق 26 رمضان 1427هـ