العدد 1510 - الثلثاء 24 أكتوبر 2006م الموافق 01 شوال 1427هـ

أغلى وأرخص المدن العالمية

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

تعتبر مدينة أوسلو النرويجية أغلى مدينة في العالم، إذ تزيد كلفة المعيشة فيها نحو 21 في المئة عن مدينة نيويورك الأميركية التي تم اتخاذها كمؤشر قياسي. بدورها حلت عاصمة مملكتنا (المنامة) في المرتبة 45 بين المدن المشمولة في الدراسة، إذ تقل كلفة المعيشة فيها بنسبة 36 في المئة مقارنة بمدينة نيويورك.

تبين ذلك في دراسة حديثة لبنك (يو بي أس) السويسري بشأن أغلى وأرخص المدن التجارية. المعروف أن المصرف يقوم بإعداد دراسة (الأسعار والمداخيل) مرة كل ثلاث سنوات. وشملت دراسة العام 2006 تحديداً 70 مدينة فضلاً عن مدينة نيويورك الأميركية التي تم اعتبارها مقياساً للمدن الأخرى. تعتمد الدراسة على ثلاثة متغيرات فيما يخص تصنيف المدن وهي كلفة المعيشة والأجور الفعلية والقوة الشرائية. بداية يلاحظ أن غالبية المدن المشمولة في الدراسة تقع في أوروبا الغربية. المدينتان العربيتان الوحيدتان من بين سائر المدن العربية المشمولة في الدراسة هما دبي والمنامة . ويبدو أن مشكلة غياب الدول و المدن العربية تعود بالضرورة إلى نقص الإحصاءات.

وجاء في بيان للبنك، أن الدراسة غطت متوسط الأسعار بالنسبة إلى 122 سلعة وخدمة تم جمعها بواسطة فروع (يو بي أس) المنتشرة في العالم.

المنامة في المرتبة 45 عالمياً

بحسب الدراسة تعتبر مدينة أوسلو النرويجية أغلى مدينة في العالم بحيث تزيد كلفة المعيشة فيها نحو 21 في المئة عن مدينة نيويورك الأميركية والتي تم اتخاذها كمؤشر قياسي.وقد احتلت مدينة نيويورك نفسها المرتبة السابعة في العالم بعد كل من أوسلو ولندن و كوبنهاغن و زيورخ و طوكيو وجنيف.

بدورها تبوأت مدينة دبي المركز رقم 36 في العالم إذ تقل كلفة المعيشة فيها بواقع 26 في المئة قياساً بمدينة نيويورك. كما أسلفنا حلت مدينة المنامة في المرتبة 45 بين المدن المشمولة في الدراسة.وتقل كلفة المعيشة في البحرين بنسبة 36 في المئة مقارنة بمدينة نيويورك.

تأثير تراجع الدولار

كما أشارت الدراسة إلى تراجع كلفة المعيشة في بعض المدن الأميركية مثل نيويورك وشيكاغو على خلفية تدني قيمة الدولار أمام العملات الصعبة الأخرى. وكانت السلطات الأميركية قد عمدت ومنذ فترة غير قصيرة إلى تخفيض قيمة الدولار لغرض تشجيع الصادرات وبالتالي احتواء العجز في الميزان التجاري من بين الأمور الأخرى. يذكر أن الميزان التجاري الأميركي سجل عجزاً قدره 800 مليار دولار في العام 2005 منها 200 مليار دولار بسبب التجارة البينية مع الصين.

ولطالما الحديث عن الصين، حصلت مدنها المشمولة في الدراسة على نتائج حسنة ما يعني أنها أقل كلفة من عدد كبير من المدن الأخرى وذلك بسبب ضعف قيمة العملة. المعروف أن السلطات الصينية لا تزال تعارض رفع قيمة العملة الوطنية خشية فقدان ميزة تنافسية لصادراتها. تتميز السلع الصينية بكلفتها وليس بالضرورة بجودتها. بالمقابل هناك اعتقاد واسع مفاده أن قيمة صرف العملة (الدولار الأميركي يساوي 8 يان) لا تعكس متانة الواقع الاقتصادي للمارد الآسيوي. ولا غرابة جاء ترتيب مدينتي شانغهاي وبيجين الصينيتين في المرتبتين 60 و 62 على التوالي في الدراسة.

حقيقة القول إنه لأمر غير مقبول التدخل من جانب السلطات المالية أو الحكومية في تحديد قيمة العملة. الصواب هو ترك الأمور لعوامل السوق مثل العرض والطلب. كما أن تحديد قيمة العملة بشكل غير واقعي له سلبياته. فيلاحظ على سبيل المثال ارتفاع قيمة الواردات من السلع الأجنبية في الصين الأمر الذي يضر برفاهية المستهلكين ويعني فيما يعني تدخل الدولة في قرار الشراء من عدمه.

كوالالمبور أرخص مدينة

حسب الدراسة، تعتبر مدينة كوالالمبور الماليزية أرخص مدينة تجارية من بين 71 مدينة مشمولة في الدراسة. لا شك أن تدني الكلفة يساعد على جلب الزوار لماليزيا وعلى الخصوص أثناء فصل الصيف (قامت الخطوط الجوية الماليزية بتسيير رحلات من وإلى البحرين أثناء فصل الصيف). أما المدن الأربع الأخرى الواقعة في ذيل القائمة فهي مومبي (أو بومبي العاصمة التجارية للهند) فضلاً عن بيونس أيرس (العاصمة الأرجنتينية)، دلهي (العاصمة الهندية) ومانيلا (العاصمة الفلبينية). لكن لا يكمن التحدي في استمرار المدن الآسيوية في المحافظة على هذه المراكز في ضوء المتغيرات العالمية مثل ارتفاع أسعار البترول وبقائها مرتفعة. يذكر أن غالبية الدول الآسيوية (مع بعض الاستثناءات مثل أندونيسيا) تستورد النفط الخام والمنتجات النفطية.

باختصار يلاحظ بشكل واضح أن المدن الأوروبية هي الأغلى في العالم. أما أرخص المدن فتقع في قارة آسيا. لكن كل شيء قابل للتغير في المستقبل خصوصاً في حال دفعت الضغوط الدولية باتجاه رفع قيمة العملة الصينية. كما تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على دول أخرى بانهاء حال ربط عملاتها الوطنية بالدولار بحجة أن سياسة الربط لا تعكس حقيقة الأوضاع الاقتصادية في هذه الدول. فارتفاع قيمة العملات الأخرى يساعد على جلب المزيد من الواردات الأميركية. ختاماً المؤكد أن هناك أموراً يمكن للبحرين كسبها من ماليزيا التي جعلت من نفسها (آسيا الحقيقية)

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1510 - الثلثاء 24 أكتوبر 2006م الموافق 01 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً