العدد 3585 - السبت 30 يونيو 2012م الموافق 10 شعبان 1433هـ

براءة الكادر الطبي... وتجريم من أساء إليهم قانونياً

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

منذ اليوم الذي نطقت فيه محكمة الاستئناف بحكم البراءة لتسعة من الكادر الطبي من جميع التهم التي وجهت إليهم، والناس بمختلف توجهاتهم في ذهول كبير، ويتحدثون بصوت عال عن مأساة الكادر الطبي طوال الفترة الماضية، وهم يتساءلون بينهم عن أصل القضية، وكيف حولت القضية الوهمية إلى قضية جنائية كبرى؟ ولماذا تناولتها الوسائل الإعلامية المتنوعة، المرئية والمسموعة والمقروءة وقدمتها للناس وكأنها حقيقة؟ ولماذا قامت بالتشهير بهم ونعتهم بنعوت غير لائقة وبعيدة عن اللباقة المهنية؟ ولماذا عقدت المؤتمرات الصحافية، وأعدت البرامج التلفزيونية والإذاعية من أجل طمس الحقيقة؟ ولماذا راح البعض من كتاب المقالات والأعمدة النيل من مكانتهم الطبية و الوطنية والإنسانية؟ ولماذا نسجوا القصص والروايات الخيالية التي تهدف إلى الإساءة إليهم والتشهير بهم والتأجيج الطائفي ضدهم؟ من حقهم أن يسألوا، لماذا استخدمت معهم كل تلك الشدة المفرطة بكل ألوانها ومسمياتها؟ لماذا انتهكت حقوقهم المهنية والإنسانية بهذه النسبة الكبيرة التي فاقت كل التصورات؟ والتي أثبتتها ودونتها اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق في تقريرها الذي قدمته في (23 نوفمبر/تشرين الثاني 2011)، وكتبت عنها وأدانتها عشرات المنظمات الحقوقية الدولية، وانتقدتها وأعلنت عن قلقها الكثير من الدول العالمية وأصدر الاتحاد الأوروبي بيانات تنديدية بها أكثر من مرة، لم يعد ما تعرض له الكادر الطبي من انتهاكات مهينة لحقوقهم الإنسانية والمهنية خافية على أحد، وقد أفصحوا هم ونقصد الكادر الطبي مرات كثيرة عن حجمها وهولها وفضاعتها وقساواتها بكل وضوح أمام القضاة وتحدثوا بصوت عال سمعه كل العالم، عن حيثيات ما أصابهم من الأذى النفسي والجسدي وقت وجودهم في السجن الذي لم يخطر ببالهم أبدا، السؤال الذي يطرحه العقلاء، هل انتهت القضية إلى هذا الحد، أم القضية بدأت قانونيا مع كل الأطراف التي كان لها الدور البارز في تضليل الرأي العام الداخلي والخارجي؟ أليس من حق المجتمع بكل أطيافه وفئاته أن يطالب بمقاضاة كل الجهات التي سخرت بهم واستخفت بعقولهم طوال المدة الماضية؟ بالتأكيد لا أحد يستطيع أن يطعن في حكم البراءة، مادام الأمر كذلك، وبعد أن أصبحت القضية واضحة جلية للعالم، نقول بكل صراحة إلى كل من شهد ضدهم زورا وبهتانا وضلل المحكمة، ومن كتب المقالات والأعمدة التحريضية، ومن قدم البرامج التلفزيونية والإذاعية التي أججت المشاعر الطائفية، ومن عقد المؤتمرات الصحافية وأكد فيها خلاف ما توصلت إليه المحكمة، ومن سافر إلى مختلف الدول العالمية لنقل صورة مغايرة عن الحقيقة، هل يمتلكون الشجاعة الأدبية والأخلاقية والوطنية والإنسانية، ويعتذرون للوطن أولا، وللكادر الطبي الذي ظلمتموه ثانيا، وللمواطنين الذين أخفيتم عنهم الحقيقة ثالثا، ويعلنون على رؤوس الأشهاد عن الأسباب الحقيقية التي دفعتهم إلى التعامل مع القضية بهذه الأساليب التضليلية التي أثبتها الحكم القضائي بأنها متجنية إلى أبعد الحدود؟ أليس من حقهم قانونيا وحقوقيا وإنسانيا المطالبة بمحاسبة كل من أساء إليهم بالقول أو الفعل، وطلب التعويضات عن الأضرار التي أصابتهم جسديا ونفسيا ومعنويا ومهنيا، ورد الاعتبار إليهم بذات الوسائل التي استخدمت للتشهير بهم وحياكة القصص الخيالية عليهم، التي مست عمق مشاعرهم الوطنية والمهنية والإنسانية؟ والله نسأل أن يفرح الوطن ببراءة العدد المتبقي من الكادر الطبي، لتكتمل الصورة الحقيقية لهذه القضية.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 3585 - السبت 30 يونيو 2012م الموافق 10 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 10:24 ص

      سؤال

      هل قرات الفصل السادس من تقرير بسيونى ؟؟ انصح بالعودة اليه قبل الخوض في متاهات القضية

    • زائر 12 | 10:20 ص

      اكمل !

      لماذا لا تكمل .. ما هو رايك في من تم ادانته ؟ او انت مهتم فقط بمن تمت براءته ، وعلى كل جنائيا قد يكون برئ ولكن مهنيا يجب ان يعرض على مجلس تاديبى لاتخاذ القرار حول مستقبله المهنى . ارجو ان تكون ملما بذلك ايضا لان ذلكما يتم في كل العالم ونحن لسنا استثناء

    • زائر 11 | 8:28 ص

      محاكمة الاطباء

      أذا تمت برائتهم في الدنيا بسبب الضغوطات الدولية لانهم اطباء وكأن على راسهم بطحة ففي الاخرة بيتم محاكمتهم من رب العالمين

    • زائر 7 | 2:47 ص

      تساؤل

      وماذا لو كان الاظباء فعلاً مدانين؟ نحن جميعا نقول انهم ابرياء ولكن بكل صراحة نحن لا نملك دليل برائتهم. صحيح انهم اطباء ولكنهم بشر وليسوا ملائكة اي انهم ليسوا معصومون من الخطأ بحكم طبيعة عملهم. فقد رأينا الشرطة وكيف تعاملت مع المتظاهرين مع انهم (الشرطة) من واجبهم حماية الناس وليس الهجوم عليهم وقد حصل مالا يحمد عقباه من ضحايا..فكيف لنا ان نقول ان الاطباء مختلفون فقط بحكم طبيعة عملهم وما يقوله لنا الناس عنهم؟ اذا كانت هناك ادلة على برائتهم فلماذا يحاكمون؟ اما اذا هناك ادلة ادانة..الله يعينهم!

    • زائر 6 | 2:35 ص

      تلك فرصتكم

      براءة الذمة قبل ضياع الفرصة وحلول يوم الحساب وذممكم مشغولة بحقوق الأطباء الذين شاركتم في ظلمهم

      ياللعار ياللفضيحة يالعذاب الاخرة

    • زائر 5 | 2:27 ص

      هل يمتلكون الشجاعة ؟؟؟

      هل يمتلك كل من أساء للاطباء الشجاعة ويعتذر لهم

      بنفس الوسيلة التي أساء لهم بها أم يعمل بالقول ( النار أولى من ركوب النار )

    • زائر 4 | 2:19 ص

      صدى من الخارج

      صديق أجنبى طبيب يعمل فى الخارج. أخبرنى بأن هذه الأحكام كانت لها صدى سيء و كبير فى الخارج. الأطباء هناك ينتظرون نهاية القضية قبل أن يتخذوا قرارا جماعيا على مستوى العالم. الأفضل تخطى هذه لفترة بعقلانية و بعيدا عن العناد. كفاية إنتكاسات.

    • زائر 3 | 12:53 ص

      يا سماء إشهدي بما عاناه المظلومين

      الحكم القضائي لا يسري إلا بشهادات الشهود
      والشهود شهدوا ولكن ما مدى صدقيتهم؟
      هناك شهود في السماء أمام محكمة إلهية ، وسيكون الحكم الألهي أعدل من جميع الأحكام ويا قوي على كل قوي ، إننا في ترقب حكم السماء ، فانتظرو إنا منتظرون والويل لمن كذب وتولى

    • زائر 2 | 12:47 ص

      إذا ضربت الشاهد على رأسه انسيته ما سيشهد عليه

      هذه خلاصة ما حصل للاطباء والكل يعرف ملخص العنوان
      اصبح الاطباء في حيص بيص لانقاد انفسهم من قضايا لفقت لهم بدل من ان يكونوا شهودا فاجبروا على التفكير في قضيتهم بدل من ان يكونوا شهودا

    • زائر 1 | 12:19 ص

      نحن لا ننتظر شيء من أحد بل ننتظر ما سترينا محكمة السماء..

      وبعد أن أصبحت القضية واضحة جلية للعالم، نقول بكل صراحة إلى كل من شهد ضدهم زورا وبهتانا وضلل المحكمة،
      ومن كتب المقالات والأعمدة التحريضية،
      ومن قدم البرامج التلفزيونية والإذاعية التي أججت المشاعر الطائفية،
      ومن عقد المؤتمرات الصحافية وأكد فيها خلاف ما توصلت إليه المحكمة،
      ومن سافر إلى مختلف الدول العالمية لنقل صورة مغايرة عن الحقيقة،

      هل يمتلكون الشجاعة الأدبية والأخلاقية والوطنية والإنسانية، ويعتذرون للوطن أولا، وللكادر الطبي الذي ظلمتموه ثانيا، وللمواطنين الذين أخفيتم عنهم الحقيقة ثالثا..

اقرأ ايضاً