العدد 3595 - الثلثاء 10 يوليو 2012م الموافق 20 شعبان 1433هـ

احتفال النصف من شعبان في سترة

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هذه عينة من مشاهد حية اكتست بها البحرين الحبيبة برمتها في احتفال النصف من شعبان، ولكنني سأسرد ما شاهدته حياً في جزيرة سترة العزيزة، التي يأخذني الشوق إليها، وأكون مرغماً أن أتحيز لهذه المنطقة، لأنني ترعرعت وتربيت فيها منذ الطفولة، ويربطني بأناسها كل الود والمحبة، لما يتمتعون به من دماثة الخلق، وصدق المشاعر، والاحترام المتبادل، والوفاء عند القول، وصفاء السريرة.

أثناء تجوالي بين المناطق في هذه الجزيرة، شهدت فرحة عارمة تغطي وجوه الناس المتجمعة، من الأطفال، الشباب، وكبار السن، لم نشهدها منذ 14 فبراير/ شباط العام الماضي، فالكل شارك في هذا الاحتفال البهيج، الذي تخللته أناشيد مواليدية بهذه المناسبة العظيمة على كل المسلمين.

كانت جميع البيوت مفتوحة تستقبل المهنئين، وتعج بالعوائل من الزوار الذين يشاركون بعضهم البعض الفرحة، والشوارع اكتست بالزينة، والأنوار تتلألأ في كل الطرقات، والحلويات والأغذية المتنوعة توزع من كل حدب وصوب وزاوية.

ما يلفت الانتباه، أن الجميع تناسى جراحاته، وأخفى البؤس والحزن خلف ظهره، وقدَّم الابتسامات والتهاني، وكل منطقة احتفلت بطريقتها الخاصة، من توزيع الحلوى، وتقديم الوجبات المختلفة والمتنوعة.

كانت الأهالي تنتقل من بيت إلى آخر، لتقديم التهنئة بالمناسبة، والبشر منتشر في الساحات، والكل كان مبتهجاً، حتى الذي لديهم أعزاء خلف القضبان، واللاّتي فقدن شهداء كنَّ أول المشاركين في هذا المولد العظيم.

بعض الأطفال مبتهجون فرحون بالألعاب التي جُلبت لهم بهذه المناسبة، والبعض الآخر يتنقلون من منزل إلى آخر حاملين عدتهم (خريطة أو شنط لتجميع الحلويات)، للحصول على هديته المعهودة من المال والحلوى، وكنت أتمنى لو أزور بعض المناطق المختلطة بالطائفتين الكريمتين، لأرى مشاهد حية لزيارات متبادلة، لنتذكر العلاقات الحميمة بين الشعب، ولكن ليس لدي شك أن شركاءنا في الوطن، قد شاركوا أخوانهم بهذه المناسبة العظيمة، كون أنني متيقن أن شعبنا متسامح، متآخٍ، ومتحاب، تربطه علاقات أسرية، وصداقات قديمة لا يمكن فكها بأزمة طارئة عصفت بالبلد، وأن الجميع اعتبرها سحابة صيف هطلت ما بها، وأذابت ما انتابها من أحقاد كرَّسها إعلام بغيض، وطائفيون استغلوا هذه الأزمة، لشحن النفوس بالكراهية بين الناس.

هذه البحرين أيام زمان والمستقبل بإذن الله، وكل الأحزان ستنجلي وستنقشع، وستعم الفرحة، والبهجة، والسرور عمَّا قريب، والتي ظهرت مؤشراتها في الأفق.

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3595 - الثلثاء 10 يوليو 2012م الموافق 20 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 4:01 ص

      متباركين بالمولد الشريف

      نعم يا أستاذ أحمد ، هذه قلوب الناس الطيبين المحبين الموالين لأهل البيت هكذا تحلو بأخلاقهم ينسون الإساءة لا يعرفون للإنتقام منهج بالرغم من الجراحات العميقة والإساءة اليهم ووثوب أصحاب الضغائن للنيل منهم والرقي بكل الطرق على أكتافهم نسوا وعايشو تلك الليلة بكل صفاء ومحبة واحتفلوا بمولد القائم (عج) ومدوا أيديهم مرحبين بكل ضيف زار مناطقهم بترحاب قوي وهم ليس في غفلة عما يجري ولكن يامحبا بهالليالي الطيبة ويامرحبا بضيوف الإمام ويا هلا ويا هلا وللأمام.

    • زائر 5 | 2:43 ص

      شكرا لكم

      موضوع جميل وشيق وشكرا لكاتبه الذي دائما ما ينورنا بكتاباته . نحن شعب واحد لا شعبين .جميل ما ذكرته في سترة وهذا ماحدذفي كل المناطق . واااه إن معانا عوائل كثيرة في مدينة حمد إحتفلت بالمناسبة وبعض اطفالهم حصلوا على جوائز .... ولكن ماذا نعمل مع الاعلام البغيض كما ذكرتم .

    • زائر 4 | 1:12 ص

      أم محمد81

      هالمرة الإحتفال كان له طابع بهيج جداً وأكثر من كل مرة طافت، كان عندي شعور روحاني غريب بالمناسبة كأني كنت في الحج من كثر العالم الموجودة الكل كان في الشارع يظهر إبتهاجه وفرحه.

      اللهم أدم علينا هذه النعمة، نعمة الولاية وعجل لوليك الفرج

    • زائر 3 | 12:47 ص

      احتفالنا بمولد الامام المهدي عليه السلام في النصف من شعبان بالأهمية الدينية التي أنستنا "مؤقتاً" آلام الجراحات..

      كانت جميع البيوت مفتوحة تستقبل المهنئين، وتعج بالعوائل من الزوار الذين يشاركون بعضهم البعض الفرحة، والشوارع اكتست بالزينة، والأنوار تتلألأ في كل الطرقات، والحلويات والأغذية المتنوعة توزع من كل حدب وصوب وزاوية.
      ما يلفت الانتباه، أن الجميع تناسى جراحاته، وأخفى البؤس والحزن خلف ظهره، وقدَّم الابتسامات والتهاني، وكل منطقة احتفلت بطريقتها الخاصة، من توزيع الحلوى، وتقديم الوجبات المختلفة والمتنوعة.

    • زائر 1 | 11:23 م

      اللهم ادخل على اهل البحرين السرور

      نسأل الله ان تعود لنا هذه المناسبه في حال افضل بحضور صاحبها المنتظر ارواحنا فداه.. كانت جميع مناطق البحرين مبتهجه بهذه المناسبة العطره .. شخصيا زرت ثلاث مناطق ( الدراز - بني جمره - باربار)
      وكانت المناطق المذكورة كما ذكرت عن حال ستره فالبشر في الوجوه وكأن الناس تشعر بقرب الفرج الاكبر .. اللهم اجعل ايامنا ملئه بالفرح والشرور بجاه الحبيب المصطفى وآله الاطهار .

اقرأ ايضاً