العدد 3621 - الأحد 05 أغسطس 2012م الموافق 17 رمضان 1433هـ

وزارة العدل وسياسة دفع التفاهمات!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أرسلت وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف خبراً عبر الايميل إلى الصحف عصر السبت الماضي، عن لقاء الوزير عدداً من رؤساء وممثلي الجمعيات السياسية في إطار ما أسماه عملية «التواصل».

الخبر كان مبهماً تماماً، إذ جاء دون صورٍ للقاء، ودون أن يذكر أسماء الجمعيات أو ممثليها، ما أثار الكثير من التساؤلات والشكوك التي عكستها تعليقات القراء على الموقع الالكتروني. وفي الوقت الذي اختارته إحدى الصحف مانشيتاً مع صورة أرشيفية، نشرته الصحف الأخرى خبراً صغيراً على الصفحة الأولى حتى دون صورة، أو نقلته للمحليات في الداخل.

الخبر صياغته تقليدية تماماً وجمله من النوع الإنشائي الذي لا يتضمن أي جديد، فهو ينوّه بـ «الروح الوطنية العالية التي تجلت في أيام وليالي هذا الشهر، مجسّدةً بذلك أجمل صور التآخي والتزاور وروح الأسرة الواحدة في ظل الأجواء الروحانية والإيمانية المباركة إحياءً لهذا الشهر الفضيل».

الخبر الذي أهمل أسماء الجمعيات، أشار إلى استعراض رؤاها العامة المتصلة بمجالات التطوير السياسي، وأبرز قضايا الساحة الراهنة. وذكر أن هذه اللقاءات «تأتي في سياق العمل لدفع التفاهمات بين الجميع في مجال العمل السياسي بما يُسهم في تحقيق المزيد من التنمية والتقدم عبر المؤسسات الدستورية القائمة ومن خلال تعزيز الأرضية المشتركة... والثوابت الوطنية الجامعة»، وهكذا يعيدنا الخبر مرةً أخرى للكليشيهات والعبارات الفضفاضة.

كلمة «دفع» و«تفاهمات» كان لهما تأثيرات سيكولوجية مختلفة على المتلقي، فكلمة «دفع» أوحت للكثيرين بأن الحضور، الذي تأكّد أنهم من طيف واحد، لم يكونوا مقتنعين أو راضين بما سمعوه كما يبدو، ما استدعى عملية «دفع» لإقناعهم بوجود مصلحة ما في إيجاد «تفاهمات»، لا يؤمنون بها حتى الآن!

من الجانب الآخر هناك شكوكٌ كبرى في إمكانية عقد أية «تفاهمات» مرحلية كبرى، مادمنا نراوح مكاننا منذ 18 شهراً، في الاتفاق على «تفاهمات صغرى»، من قبيل عودة بقية المفصولين لأعمالهم مع حفظ كرامتهم، ووقف الاستهداف لعشرات وعشرات من المعلمين الذين تم إيقافهم ومعاقبتهم عدة مرات للسبب ذاته، فضلاً عن ملف الأطباء والممرضين والمسعفين، الذين تكشّف أن أغلب التهم التي وُجّهت إليهم كانت كيدية، ولدوافع سياسية. والأسوأ في القصة كلها أن أطباء من زملائهم تقدموا بشهادات زورٍ ضدهم أمام المحكمة وقدّموا معلومات مضلّلة للقضاء، دون أن تتخذ وزارة العدل أي إجراء لمحاسبتهم حتى الآن، أو إعادة الاعتبار للأطباء الذين برّأ ساحتهم القضاء.

قبل الترويج لـ «تفاهمات كبرى»، حريٌّ بنا البدء بالتفاهمات الصغرى التي مازلنا نصرّ على عدم تجاوزها، مثل ملف المساجد التي تم هدمها في لحظةٍ حزينةٍ من تاريخنا الحديث. ففي هذه الواقعة الغريبة، دافعت الوزارة المعنية بالشئون الإسلامية والعدل والأوقاف، عن هدم عشرات المساجد بدعوى «عدم الترخيص». وهي مفارقةٌ لا ينقضي العجب منها، وستظل سابقةً على مستوى العالم العربي والإسلامي كله لعشرات السنين.

الوزير أكّد في تصريحه على «إدانة العنف» بصورة صريحة وحاسمة، بينما تتناقل الفضائيات ووكالات الأنباء الأجنبية ووسائل التواصل الاجتماعي ليلياً، عشرات الصور ولقطات الفيديو عن اعتقالات جديدة وانتهاكات للمنازل واستخدام واسع للغازات المسيلة للدموع في الأحياء السكنية. وهي وقائع لم تفنّّدها الجهات المعنية بردودٍ مقنعةٍ تثبت عدم وقوع مثل هذه الانتهاكات، التي تدمّر أجمل صور التآخي وروح الأسرة الواحدة، وتعكّر الأجواء الروحانية والإيمانية المباركة في هذا الشهر الفضيل.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3621 - الأحد 05 أغسطس 2012م الموافق 17 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 2:46 م

      محرقية

      .... العدل الشعب الصامد الصابر

    • زائر 18 | 10:23 ص

      اليس هو من تحدث في المؤتمر الصحفي

      اليس هو من تحدث في المؤتمر الصحفي وقال

      في الأطباء ما قال من تهم وشهد شهادة زور

      هل بامكانه نفي ما قال ويعتذر عنه قبل الدعوة الى تفاهمات أم يريد ان تبقى ما قال من تهم في رقبته حتى يوم يلقى الجبار المنتقم

    • زائر 17 | 10:16 ص

      مساجد \\مساجد

      وله تمللنه فى كل موضوع جايبين سيرة مساجد مهدمة فى البحرين فيها اكثر من الف مسجد اله يريد الصلاة فابواب مساجد مفتوحه للجميع المصلين

    • زائر 16 | 8:23 ص

      الكتاب ينعرف من عنوانه

      لو الخبر. جدي وذو مصداقيه لذكر فيه اسماء الجمعيات التى تم الاجتماع بها ونشرت صوره للاجتماع

    • زائر 15 | 7:28 ص

      شئون العدل وعدالة الاسلام شئون العدل وعدالة الاسلام

      ليس من عجائب الدنيا السبع أن يكون للاسلام شئون وللعدل وزارة لكن الواقع اليوم يحكي قصص التراث كما ويتحدث عن صوره الحالية.
      فانشطة وزارة الصحة مجالها معروف. وكذلك الوزارة الاخرى مثل الاعلام والبلديات ... كل وزارة لها مجال وتخصص فلا علاوات ولا وقت اضافي للمارسة العمل الاضافي الخارج عن مجالها. لكن في المشهد الحالي :
      هل من أجل التفاهم و التراضي بالسياسة والعلاقات نبحث عن شؤون العدل في الاسلام؟
      ولما نحتاج الى سياسة وعلاقات اجتماعية للتفاهم؟ أوا ليس الاسلام به عدل وسمح؟

    • زائر 14 | 6:45 ص

      عدل الوزارة المدفوع بسياسة التفاهمات

      ليس من الأسرار ولا الغيبيات الحديث عن العدل والاسلام اللذان اجتمعا في وزارة واحدة. لكن هل من العدل دخول السياسة والعلاقات العامة التي لا تجلب سعادة لوزير بحقيبة وزارتين؟. فوزارة العدل مضاف لها الشئون الاسلامية والاوقاف أعبائهما لا تستحمل إضافات العلاقات العامة والأنشطة الاجتماعية والسياسية.
      فهل الأنشغال بالعدل في المحاكم لا يجلب سعادة لوزير العدل الا بالعلاقات العامة ؟
      أم الانشغال بالاسلامي دين الحق لا يكون الا بالانشطة السياسية؟

    • زائر 13 | 6:01 ص

      سيدى حبيبي

      سلمت يداك وسلم قلمك الصادق ياخلف جبدى باط اجبودهم انت وزملاءك الوطنين المخلصين مثل الفردان الله يحرسكم ياحبايبي ياللي تبردون الفواد وهيهات منا الذلة

    • زائر 12 | 3:57 ص

      إدانة العنف من جهة واحدة فقط

      الشعب اذا رفع عقيرته وطالب بحقوقه فهذا عنف غير مبرر وهو عنف مدان لأن المفروض من الشعب ان يسكت على كل شيء ولا يقول كلمة (اطالب بحقي)
      لأنه لا يعرف حقه ولا يعرف كيف يحصل عليه ولا يعرف متى يظلم ولا يعرف متى يتألم لا بد للآخرين هم من يجب ان يقولوا له ان لك حقا او متى تطالب بحقك او متى تتألم حتى الاحساس بالألم لا يجب ان يتفوه به اذا لم يحصل على إذن، ذلك هو المطلوب.
      وإذا حصل وخرق هذا الشعب اي من هذه الكلمات فإنه صاحب عنف مدان

    • زائر 11 | 1:44 ص

      انت تفصل ونحن نلبس

      بالإشارة الى عنوان التعليق يدل على حال الجمعيات التي حتى لو لم تحضر هذا إلقاء وقيل عنهم ماقيل فهم لا يوجد عندهم اي مانع في ذلك اما بخصوص المدرسين والأطباء هاؤلاءالاشراف لهم رب عظيم يرعاهم ويرجع حقهم المسلوب من الظالمين شكرًا سيد الشجعان

    • زائر 10 | 1:40 ص

      فصل حزين جداً أن تهدم بيوت المسلمين في ديار المسلمين

      أخجل عندما يقولون لي في منتدى حواري إكتروني أنت من البحرين التي تهدم المساجد عندها لا أستطع تبرير هذا الفعل وأضطر للسكوت أو الإنسحاب
      وأحزن أكثر عندما يرتبط ذلك بكثرة دور الدعارة في بلدي

    • زائر 9 | 1:36 ص

      مساجد

      مساجد يا مسلمين تهدم اين الإسلام ويان انتم

      عبادة الله تهاجم كيف بكم مع الله ..

    • زائر 8 | 1:34 ص

      جمعيات...!

      يبدو ان الجمعيات التي التقاها الوزير جمعيات تفشل وغير مؤثر في الساحة, لذلك لم يذكر اسمها.. والله العالم

    • زائر 7 | 1:32 ص

      نعم الدفع للتازيم

      نعم الدفع للتازيم و ليس للتفاهم و الدليل هو خلق اتحاد عمالي جديد من اجل تفتيت المتفتت اصلا

    • زائر 6 | 1:27 ص

      الحلم

      سيدى لا تمني بالعسل .. لا توجد ولن توجد تفاهمات .. هناك عوائق موضوعية ونفسية تحول دون ذلك ، ولك يوم يمر تتضح مدى الخسارة بسبب الطيش السياسي ، ولا ننسى التحولات الاقليمية ومؤشرات الهزائم القادمة ؟ الطيش والشطط يقود الى الكوارث

    • زائر 4 | 12:24 ص

      الغرض منها احراج المعارضه فقط ..1!!

      لا يوجد أي بوادر لحد الآن وكل ما قيل أو يكتب هنا وهناك ليس الأ تخدير موضعي لقرب البحث في ملف البحرين في جنيف ,, الأنسان بحد ذاته أذا لم يعترف بوجود المشكله وحتي لو كان هو السبب فيها فأنها لا تحل أبدآ ,, يجب الأعتراف بمكامن الخطأ ووضع النقاط علي الحروووف وكفي مزايدات ومانشيتات يوميه ماتوكلش عيش يا باشا ....

    • زائر 2 | 11:37 م

      سيدنا صل على النبي

      سيدنا ويش نقول اويش نخلي ، ملف ا

    • زائر 1 | 10:56 م

      الياس

      شكراً أستاذنا السيد
      فالجميع متعطش لتفاهمات كبرى وحلول عظمى تزيح الهم والكرب والحزن عن وطننا الجريح فنحن بانتظار بوصلة الحل السياسي الذي طال انتظاره "المشكلة لازم الگبان يصير سيده أول علشان نبني "

اقرأ ايضاً