العدد 3626 - الجمعة 10 أغسطس 2012م الموافق 22 رمضان 1433هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

دَورُ المُؤاخاة في بناء الدولة الإسلامية

أُخُوةٌ اقتضت البذل والعطاء، وتجسيد كُل معنى للتضحية والفداء، تجاوزت بهم كل عواصف المحن والفتن، والرواسب التي خلَّفها الزمن، ليتحرروا من ربقة العصبية، والنظرة الجاهلية، وينطلقوا في بناء أنفسهم بما افترضته الشريعة الإلهية، من مبادئ وقوانين ربانية، تنهض بالإنسان وجميع المجتمعات الإنسانية.

ذكر المؤرخون في كتبهم والرواة في سيرهم أنَّ النبي (ص) آخى بين المسلمين من المهاجرين والأنصار من بعد وصوله أرض يثرب، وأسس المسجد الذي سيصبح فيما بعد مركزاً للقيادة، وداراً للعبادة، ومقراً لبيان أحكام السماء، وتبليغ الشريعة السمحاء، التي قامت عليها الحضارة الإسلامية، وهي الخطوة الاستراتيجية الثانية للنبي الأعظم (ص) في حركته الصاعدة في دعوته المعروفة بالجهرية.

إِنَّ لمتتبع سيرة النبي (ص) أَنْ يقف على عددٍ من الخطوات الاستراتيجية، والتي بدأها بهجرته أرض مكة المكرمة في 1 ربيع الأول من السنة 13 للبعثة، ووصوله إلى أرض يثرب «المدينة المنورة» في 12 من نفس الشهر، ليستقر فيها، ويَشَرَعَ من خلالها في تكوين الدولة الإسلامية وبنائها سياسياً واقتصادياً وفكرياً واحتماعياً، ومن دون شكٍ فإنه واجه العديد من التحديات والمشاكل والعقبات التي كانت تتطلب جدارة عقلية، وعظمةً فكرية، وأخلاقاً عالية، وروحاً سامية، فضلاً عن رعاية ربانية، وعناية إلهية، من توفيق وتسديدٍ، توفَّر عليها شخص الرسول (ص)، ونهض بواقع العرب، ونستطيع إجمال حركته ونهضته في خطواتٍ خمس: الهجرة إلى يثرب «المدينة المنورة»، المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ترتيب الوضع الداخلي بالمدينة المنورة في إطار الاتفاق المعروف بـ «معاهدة المدينة»، تحويل القبلة، إعداد القوة العسكرية اللازمة لمواجهة الخطر المُحدِقِ بالإسلام ودولتِهِ الحديثة.

على أنَّ المهم لنا في هذه السطور هو الخطوة الاستراتيجية الثانية، وهي مؤاخاة الرسول (ص) بين المهاجرين والأنصار.

معنى المؤاخاة: قيل في اللغة، آخَى الرجلَ مُؤَاخاةً وإِخاءً ووخاءً بمعنى اتخذه أخاً، فبينهما علاقة أُخوَّةٍ وصداقةٍ وصحبة، وفي مثله قال ابن المقفع في وصية رائعة له في «الأدب الكبير والأدب الصغير»: «اجْعَل غايةَ تَشَبُّثكَ في مُؤاخاةِ مَن تُؤاخِي ومُواصَلةِ مَن تُواصِلُ تَوْطينَ نفْسِكَ على أنَّه لا سَبِيل لكَ إلى قَطيعةِ أخِيكَ، وإنْ ظهَر لكَ منهُ ما تكْرهُ».

أما في الاصطلاح التاريخي فهي مؤاخاة النبي (ص) بين أصحابه المسلمين من المهاجرين والأنصار في أرض يثرب (المدية المنورة).

شذرة من تاريخ المؤاخاة: آخى النبي (ص) بين المسلمين الأوائل في مكة المكرمة قبل الهجرة، وفيها يذكر المُحدِّثون أنه آخى بين أبي بكر وعمر، وبين حمزة وزيد بن حارثة، وبين عثمان وعبدالرحمن بن عوف، وبين طلحة والزبير، وبين سلمان وأبي ذرّ الغفاري، وبين عبادة بن الحارثة وبلال، وبين مصعب بن عمير وسعد بن أبي وقّاص، وغيرهم.

أما بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، فكانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، مِثلِ أبي بكر وخارجة بن زهير الخزرجي، وبين عمر بن الخطّاب وعتبان بن مالك الخزرجي، وبين معاذ بن جبل وأبي ذر الغفّاري، وبين حذيفة بن اليمان وعمّار بن ياسر، وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب الأنصاري وغيرهم، ويذهب المؤرخون إلى أَنَّ مجموع من آخاهم (ص) في المدينة كانوا تسعين رجلاً؛ خمسة وأربعون من المهاجرين، وخمسة وأربعون من الأنصار، وقيل في عددهم غير ذلك.

معالم يثرب قبل الهجرة: لابد لنا ونحن نتحدث عن المؤاخاة التي عقدها الرسول في المدينة أَنَّ نتساءل: لماذا اختار يثرب- المدينة - دون سواها كمنطلق للدعوة ومقراً للدولة الإسلامية الواعدة؟

أولاً: العامل الجغرافي: تبعد يثرب عن مكة نحو 400 كيلومتر في الاتجاه الجنوبي الغربي من أرض الحجاز، وهو الأمر الذي تَسْهُلُ فيه الحركة التبليغية للنبي (ص)، وتُعطيه مساحة واسعة لحرية نشر التعاليم الإسلامية، ويبقيه على خطوط التماس من ما يحدث في مكة، وعليه فإنَّ هذا العامل يؤمَّن جانب المفاجأة والمباغتة التي من الممكن أن تعتمدها الجبهة الخارجية المتمثِّلة في كفار قريش من أجل وأد حركة الرسول (ص).

ثانياً: العامل الاقتصادي: في الوقت الذي كانت فيه مكة العاصمة الدينية والتجارية، كانت يثرب قوة زراعية، تمتلك من القوة والإمكانيات ما يؤهلها لتكون عاصمة اقتصادية تُنافس مكة، مضافاً على أنها تقع في طريق التجارة الرابط بين مكة والشام. وهو ما يمثِّلُ ورقة سياسية واقتصادية رابحة إذا ما تمَّت السيطرة عليها، وفي غزوة بدر الكبرى خير شاهد ومثال، حيث اعترض المسلمون قوافل قريش وحاصروها وغنموها، وهم بذلك لفتوا أنظار القرشيين إلى الموقع المتفوق الذي استحوذوا عليه، والذي من خلاله سيربكون أمورهم الاقتصادية ويؤثرون على موازين القوى، والتي من نتائجها الظفر بتجارتهم وأموالهم.

ثالثاً: العامل الاجتماعي: اتفقت كلمة المؤرخين حول شرائح يثرب المجتمعية وسكانها الأصليين بأنهم كانوا من قبيلتي الأوس والخزرج، الذين تشكَّلَت منهم غالبية الأنصار، وذلك أنهم نصروا الرسول وآزروه، من بعد أَنْ اتبعوه وأحبوه. كما أَنَّ فيها يهوداً أصليين أيضاً، قد اشتهروا بثلاث قبائل هي: بنو قينقاع، وبنو قريظة، وبنو النضير، ويضيف البعض إليهم قبيلة ثعلبة اليهودية التي قيل إنها تنحدر من أصول عربية. أما المتهوِّدون فهم من الأوس والخزرج وغيرهما من القبائل، وسبب تهوّدهم هو مجاورتهم لمنطقة خيبر اليهودية، والتي كانت عبارة عن قلاع وحصون. كما أنَّ مجموعة من المشركين كانت تسكن يثرب آنذاك تأخر إسلام كثير منهم إلى السنة الرابعة بعد الهجرة.

يشار إلى أن العلماء والباحثين في الشرق والغرب بحثوا مسألة وجود اليهود في المدينة، وهل كان وجودهم أصيلاً، أم أنهم انحدروا من جهة فلسطين، وأموراً أخرى خارجة عن نطاق هذه السطور.

مشكلة يثرب الكبرى: إِنَّ التنوع الإثني، والانقسام القبلي التي عاشته يثرب شَكَّلَ أوضاعاً صعبة، مضطربة غير مستقرة، بسبب الحروب والصراعات الدامية، والتي كانت آخرها الحرب العظيمة (بُعاث)، والتي قُتل فيها أكابر القبيلتين وأشرافها من الأوس والخزرج، وهي الحرب التي انتصرت فيها الأوس على الخزرج للمرة الأولى، وهنا لا ينبغي إغفال الدور اليهودي، حيث حالف يهود بني قريظة الأوس، وحالف يهود بني النضير وبني قينقاع الخزرج، وهو ما ساهم في خلق حالة كبيرة من الشحناء، وتأصيل البغضاء بين القبيلتين التي استُنزفت قواهما، وقُطِّعَت أوصالهما، بهدف السيطرة على يثرب وشئونها.

ولعلَّ النص الوارد من جماعة الأنصار للرسول عندما تشرَّفوا بلقائه في السنة العاشرة أو الحادية عشرة للبعثة من شهر ذي الحجة يوضح لنا أملهم في تخليص النبي لهم من نزاعاتهم والتناحر فيما بينهم، حيث قالوا: «إنّا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشرّ مثل ما بينهم، فعسى أن يجمعهم اللّه بك، فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم اللّه عليه، فلا رجل أعزّ منك».

أحمد عبدالله

كابوس في شهر رمضان!

كنت في خلوة مع نفسي أناجي رب الأرباب والعباد جبار الجبابرة، في أفضل بقعة على وجه الأرض بين الركن والمقام في أفضل شهر من شهوره وفي أواخر أيامه وأفضل ساعاته أكاد أحسد نفسي على ما أنا فيه من هذه الأجواء العبادية لله والعبودية ممن حولي من الخدم والنعم والبذخ وأنا في ضيافة العظيم الأعظم ملك الملوك والجبابرة مشغولاً بنفسي الأمارة بالسوء على ما اقترفت يداي من نهب وسلب وبروحي التبعية والمعاونة وبعقلي المدبر والمخطط للذنوب والآثام الموثقة علي في كتابه الكريم صوتاً وصورة لا يغادر صغيرة ولا كبيرة.

لحظات وإذا بطارق يطرق على كتفي ما إن التفت من خلفي وإذا بشاب يشع منه النور ورائحة المسك والعود جميل الطلعة والبسمة كسير الكلمة والدمعة يرفع المبتدأ وينصب الخبر لغة أو هلعاً يطلب حاجة، بلكنة لا شرقية ولا غربية لم أفهمها اقتربت منه وسلمت عليه فرد بأخس منها، ضحكت منها ووقع في قلبي حالته، ابتسمت له كعادتي مع من يتوسلني ويركع لي كل يوم، وإذا به يحمر وجهه كوردة حمراء يانعة دنا اقتطافها من جمالها تأسر المستبدين، كما اقتطفت المئات منها في الربيع العربي! إما تنكيلاً أو قتلاً خوفاً على كرسي الحكم أو قصر الأمارة! لفتتني أيضاً عيناه المغرورقتان بالدموع، اقتربت منه أكثر وقد هالني حاله ومنظره وبكاءه وكأن مصيبة حلت به أو فقد عزيزاً له تساءلت: ما بك يا هذا؟ لم ينطق بل أشار إلى الكنز الذي يشع نوره وهو بين يدي، أقلب صفحاته كل يوم دون وعي ولا دراية ولا تدبر في آياته وعبره، كما أقلب قوائم أموالي وأملاكي وعقاراتي في مكتبي كل يوم من كثرتها! وهو كما يبدو ذو قلب مخفوق وصوت مخنوق حسبت أنه سيموت بين يدي فأكون من الملومين على موته! أعدت عليه السؤال، فرد علي أنا ما أقرأ قرآن لماذا بادرته؟ فأشار إلي لا أستطيع!

ومع انتهاء حرف العين انفجر باكياً! قلت له اقرأ باسم ربك! وأنا أربت على كتفيه وأهدئ من روعه وهلعه، الذي علمك القلم! أنت الآن بمكة بيت الله علم الإنسان ما لم يعلم! وأسأله أن يعلمك ويهديك وأن يعينك على قراءة القرآن!

كفكف دموعه في مشهد لن أنساه ما حييت حيث رفع الشاب كلتا يديه وهو يدعو الله بعنف قائلاً: (اللهم أطلق لساني أحفظ قرآن واللهم افتح ذهني أحكم بالقرآن واللهم نور قلبي أعدل بالقرآن!).

ثم سكت هنيئة وختمها بصرخة أفجعتني حتى وصلت إلى الصفا والمروة قائلاً يا هذا وكيف أقرأ القرآن وأنا لا أفهم ما أقرأه ولا أعي معانيه ولا أعتبر لعبره! فاستغربت منه ومن عباراته التي سبقتها عاصفته وصرخته علي التي لست معتاداً عليها، ولا أحد يجرؤ أن يصرخ علي من العباد وأنا لم أعرفه بعد! ثم قال: أنا هموت ما قرأت وما فهمت قرآن في حياتي! قلت له في قلبي: إن شاء الله ستقرأه وتفهمه كاملاً وتختمه مرات ومرات وستحرقه قبل أن تموت كما حرقه اليوم غيرك مرات مرات! أو تقرأه في النهار وتوشي حفظته الأبرياء في السجون كما فعل الكثيرون اليوم! سألته: هل تقرأ الفاتحة؟ فأشار بسبابته إلى بداية الكنز! فزاد إعجابي به وبشجاعته إلى حد بعيد! ثم قال: إذا أنا أموت ما قرأت قرآن أنا في نار! هذا كلام الله العظيم! ولم أتمالك نفسي من التساؤل! ما هذا الشاب الغريب! شاب في بلد الإسلام وفي بيت الله الحرام! لا يجيد العربية ولا تلاوة القرآن! ويخشى أن يلقى الله ما لم يقرأ كتابه، ثم تركته وعدت لخلوتي ثانية طالقاً هذه المرة العنان لعقلي ونفسي في أمري وأمر هذا الشاب، وما هي إلا برهة ولأول مرة ينتصر عقلي على نفسي الذي قادني وكأنني المقصود والمجرم والمعني بالأمر! فحياتي ماجنة ورغباتي مترفة ومتعددة وسلوكياتي فاسدة وخلواتي مع جميع الجنسيات متعددة! كي أعود لمشروعي الإصلاحي فأختلي كل عام بنفسي في هذه البقعة الشريفة وهكذا أعود كما كنت، (كالثعلب الذي دخل الحديقة جوعان وخرج منها جوعان)! وقبل أن ينطق لساني قطعني نحيبه وبكاؤه ثانية ناحية الكعبة! اقتربت منه وأنا أربت على كتفيه كما ربت علي من قبل! مابك ثانية وما يبكيك ثم قام من مكانه ورمقني بعينين حمراوين أخافتني كما كنت أفعل مع المستضعفين! ولم يعرني أدنى اهتمام بل ومشى برجليه ناحية الصفوف وأنا واقف مستغرب ومتحير منه، وقبل أن يبتعد عني خطوات ناديته: يا هذا لم تقل ما اسمك؟ لم يلتفت لي، صحت به ثانية وفي الثالثة وقبل أن يتوارى عن الأنظار وبأعلى صوتي وليتني لم أفعل، التفت لي وإذا وجه صار أسود قبيحاً مخيفاً وعيناه محولتين كالشبح تماماً، وخصلات شعر رأسه بيضاء طويلة متناثرة على وجهه في شكل لا يطاق النظر إليه، والأعظم من ذلك ثوبه السوداء الرثة، ورائحتها النتنة المنفرة عن بعد، حتى لم تتمالك نفسي منها مستغرباً خائفاً وجلاً متلعثماً بلساني الذي توارى وكأن على رأسي ملك الموت، وأنا في عجلة من أمري كي أسأل نفسي يا إلهي أين ذهب ذاك الشاب الجميل المشع نوراً ومسكاً وعنبراً، ولكن تساؤلي بالكاد خرج من فمي وكان الجواب كالصاعقة ارتعدت فرائصي ومرارتي (أنا ذاك الشاب الجميل بهي الطلعة).

يا عبدالله الذي كنت أنت هو قبل سبعين سنة يوم كنت مدللاً في عز حياتك ومقتبل عمرك غصناً أخضر يانعاً نظيفاً شريفاً لم تدنسك الدنيا بأنجاسها ولم تلوثك الأموال بأذيالها ولم تغرك نفسك بحبائلها وبطاناتك السيئة بمكرها وغدرها وبفجورها لتخون الأمانة، وقبل أن أرد تلعثمت ثالثة!

وانفطر قلبي بهذه العبارات، أنا عملك يا عبدالله، نعم عملك في الدنيا فأصلحه قبل فراق روحك عن جسدك الليلة، أعد حقوق الناس التي سلبتها، أعد الأراضي والبساتين لجارك وللفقراء! أعد الأمانات لأصحابها، اعتذر عما بدر منك تجاه الضعفاء والمساكين والمظلومين وأنت في ضيافة الله وفي شهر الله حيث اليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل، ففزعت منه وانفجرت بالبكاء والنحيب من شدة ما هالني وما إن فتحت عيني المغرورقة بالدموع إلا وثيابي رثة مبللة نتنة من العرق وحولي زوجتي وأولادي وحاشيتي وكل من يعنيه شأني ومصلحته في ديوانيتي، خائفون وجلون عند رحيلي وهم يهدؤون من روعتي وهلعي، فعرفت حينها أنني كنت في حلم مزعج و كابوس مرعب، وما هالني أكثر دموع أحد أولادي الصغارالتي سبقت تساؤله، حينما قال هل ستحلم غداً أيضاً يا بابا؟ أرجوك لا تحلم غداً يا بابا!

مهدي خليل

العدد 3626 - الجمعة 10 أغسطس 2012م الموافق 22 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:41 ص

      اين حقي في الحصول على سكن

      الى يكفي 17 سنه من الا نتظار

      خمسة اشخاص يسكنون في غرفه صغيره غير صحيه ببيت الوالد

      اين حقي في الحصول على سكن

اقرأ ايضاً