العدد 3655 - السبت 08 سبتمبر 2012م الموافق 21 شوال 1433هـ

مهنة الصحافة الرياضية

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

بمناسبة احتفالنا بمرور 10 سنوات على انطلاقة صحيفة «الوسط» التي اجد فيها الوسطية في كل شيىء، وكأنها تحاكي قوله تعالى «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً» تدفعني هذه المناسبة الى التأمل في مشوار حياتي الصحافي، واتأمل فيه حال الصحافة بين الامس واليوم، والفارق الكبير بين الحقبتين.

فحينما بدأت اولى خطواتي في عالم الصحافة لم ادخله من باب الرياضة، فقد كنت اهوى كتابة القصة القصيرة، ومازلت اتذكر لحظات الفرح التي كانت تعتريني وانا اقرأ ما اكتبه في بريد القراء بصحيفة الاضواء، وحينما تخرجت من معهد العالي للمعلمين وتخصصت في مادة التربية الرياضية توجهت الى الكتابة في الصحافة الرياضية، وكانت بدايتي مع اول عدد صدر من مجلة المواقف، الا انني لم استمر طويلا معها بسبب تواجدي خارج البحرين لحضور دورتين تدريبيتين متتاليتين في معهد اعداد القادة بدولة الكويت الشقيق استغرقتا اربعين يوما، الاولى كانت في مجال تدريب العاب القوى والاخرى في قانون كرة اليد، وأدين بحضوري هاتين الدورتين الى صاحب الاسم الكبير في تاريخ الرياضة البحرينية الاستاذ سيف جبر المسلم الذي رشحني لحضور الدورة الاولى حينما كان مديرا لادارة التربية الرياضية، اما الثانية فقد كان سفيرا في دولة الكويت، فأصر على بقائي لحضور دورة كرة اليد لعدم وجود مرشح بحريني فيها.

وحينما عدت الى الكتابة كانت من بوابة مجلة «الرياضة» التي تعلمت فيها على يد الاب الروحي رئيس تحريرها عبدالرحمن عاشير امورا كثيرة، ولكنه جعل من مهنة الصحافة جزءا من حياتي العملية، فأصبحت مديرا لتحريرها، ثم مسئولا عن القسم الرياضي بمجلة البحرين ومراسلا لصحيفة الاتحاد الاماراتية، ولكن بعد ذلك ترأست قسم العلاقات العامة بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة، فرضت علي هذه المهنة الابتعاد عن كتابة الكلمة النابضة الحية والتوجه الى الكلمة الرسمية المنمقه.

وأقول بصدق من خلال السنين الطويلة التي قضيتها في بلاط صاحبة الجلالة السلطة الخامسة، إن المؤسسة العامة واللجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية ساهموا في صقلنا كمحررين، وأتاحوا لي ولزملائي حضور العديد من البطولات والدورات التي مكنتنا من تعلم فنون المهنة واصولها واصبحنا قادرين على مجارات كل ما هو جديد، كما كنا في تلك المرحلة نستنشق هواء نقيا خال من السموم وخال من المادة والمصلحة الخاصة.

هذه الذكريات أسوقها لزملاء المهنة العاملين في الملاحق الرياضية لاقول لهم إن الامس بالنسبة الينا افضل - على رغم شحة الأموال - لاننا وجدنا من يأخد بيدنا، ويقدم لنا التوجيه ويتيح لنا فرص التدريب والاعداد والصقل... ولكن - للاسف - بعد ان كنا قد سبقنا دول مجلس التعاون الخليجي في اصدار اول مجلة رياضية متخصصة بداية سبعينيات القرن الماضي وانهينا دخول العقد الاول من الالفية الثالثة، لا يكون لهذه المهنة كيان رسمي او لجنة توفر دورات التدريب والصقل، وتحامي عن مصالحكم المهنية، وتهتم بحضوركم الدورات والبطولات الرياضية المختلفة بشكل منصف لا تحتاجون فيه مجاملة او مداهنة احد يكون على حساب مهنيتكم اوكرامتكم.

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 3655 - السبت 08 سبتمبر 2012م الموافق 21 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً