العدد 3678 - الإثنين 01 أكتوبر 2012م الموافق 15 ذي القعدة 1433هـ

المؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني.. ثمَّ!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هذه المؤسسة أسّسها السيد سهيل القصيبي، في مبادرةٍ منه إلى لمّ الشمل والقضاء على الطائفية، وهي مبادرةٌ إن استمرّت بالأفكار المطروحة حولها، ستجد صدى مهماً في الساحة البحرينية، وعليها سنؤسّس جيلاً بحرينياً جديداً بعيداً عن الألقاب والمسمّيات والفئات، ولكن المؤسسة البحرينية... ثمّ!

نعم... ثمّ ماذا؟ سمعنا وقرأنا العديد من المساندين لها، والكثير من الغاضبين عليها، والبعض يستصغرها، ويصفها بأنّها للنخبة فقط، وأنّها من ذوات الأربع نجوم، ولكن لو عوّل الجميع بوضع يده في هذه المؤسسة وساند فكرتها، لوجدنا أنّ جملة «ثمّ ماذا» الاستنكارية، ستنتج ثمرات ناضجة، تساعد مجتمعنا على التخلّص من بعض الآفات الموجودة فيه.

هناك من يقول انّ المشكلة القائمة في البحرين ليست طائفية، ونحن معه قولاً وقلباً وقالباً، ولكننا نعدّل عليها ونقول انّها «كانت» سياسية وليست طائفية، ولكنّها اليوم اختلطت بالطائفية البشعة، فأحدثت لنا شرخاً في العلاقات التي بنيناها سنين طويلة بين بعضنا البعض.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، اخوة افترقوا وأصدقاء أصبحوا أعداء، وأبناء عم أو خالة كان أبوهم من تلك الطائفة أو من هذه الطائفة، لا يتحدّثون مع بعضهم بعضاً بعد الأحداث، ولا يطيقون الجلوس في مكان واحد.

قد قيل عن بعض الكتّاب انّهم يكتبون في صحيفة «.....»، وتمّ الالتفات إلى أشكالهم والاستهتار بما يحاولون القيام به، ولكن لو ابتعد الجميع عن المرسل واهتمّوا بالرسالة، لوجدنا أنّنا جميعاً سنحاول الخروج من الأزمات بأقل قدرٍ ممكنٍ من الدمار، ولكن هذا هو طبع البشر، عندما يخاف لا يرى النور الصادق.

إذاً هناك مشكلات على الرف نحتاج عن طريق هذه المؤسسة الى فتحها ومحاولة دمل جراحها، فالدنيا قصيرة وغرّارة ولا تبقى منها إلاّ الأخلاق، والمرء هو الهدف الرئيسي من ذلك كلّه، فإن ذهبت أخلاقه ذهبت إنسانيته.

قامت المؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني على مجموعة صغيرة ومازالت، ولكن أجندتها تخدم المجتمع البحريني وتهدف إلى نسيجه الكبير، هذا النسيج الذي بُني على الثقة والاحترام، والذي نشاهد أواصره تتهدّم كل يوم.

نشكر الأخ سهيل القصيبي على مبادرته الرائعة، في ردم فجوة أحدثتها السياسة، ونتمنى منه إكمال ما قام به هو ومن معه ومن يعارضه ومن يسانده، ففي النهاية المخلص موجود والمنافق منتهي الصلاحية لا يدوم. فشكراً لكم جميعاً على بذل الجهد والمحاولة والسعي من أجل خير البحرين.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3678 - الإثنين 01 أكتوبر 2012م الموافق 15 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 2:42 م

      كل الشكر للأصيل سهيل و لكن..

      الشكر لصاحب هذه المبادرة الطيبة كصاحبها، و لكن أتمنى عليه أن يركّز على الطرف الذي أوجد هذا الشرخ في النسيج البحريني و أطلق دعوات الإنتقام و نشر الكراهية، و الأستاذ سهيل يعلم جيداً أي الطرفين يدعو للخير و أيهما يدعو للشر و لمزيدٍ من الدماء ليشفي غليله من إخوةٍ له في الدين والوطن. اما الطرف الآخر فرغم جراحاته و معاناته فإنه لم يكره إخوته الذين ظلموه و رقصوا فرحاً على جراحه

    • زائر 18 | 2:16 م

      كلام وايد وماكو فعل

      الشرخ يكبر والالم يعتصر كل شي
      والجروح لن تندمل وهيهات ان انسى مارايت هيهات ان انسى انني ظلمت هيهات ان انسى من كانو اخوانا جعلونا عدوة لهم لانني شيعية فقط وافتخر بمذهبي واجترم اي مذهب ولكنكم نثرتم النار على جروح اخوانكم هنئيا لكم بالقبور يامن كنتم عضدا لي ولبلدي والان تسيرون على جثث ابناء البلد
      يامنتقم يارب

    • زائر 17 | 12:49 م

      محرقية

      هي ليست اختلاف طائفي والله الطائفتين السنية والشيعة مع بعض من قديم الزمان حتى التراث الشعبي امتزج مع بعض ولكن المشكلة سياسية بحته وان اى حل سياسي توافقي يحلم به الشعب البحريني

    • زائر 15 | 6:07 ص

      كلام سليم ..ولكن

      لا أرى الطائفية تصدر سوى من جزء من أحد الطرفين ..وهذا الجزء هو من يحتاج الى علاج ويجب أن يتوقف عن محاولاته المستميتة لتوسعة الشرخ..
      عندها فقط سنكون بخير.

    • زائر 14 | 5:55 ص

      أسئلة:-

      "هذه المؤسسة أسّسها السيد سهيل القصيبي، في مبادرةٍ منه"
      ألا يفترض من المؤسسة الرسمية أن تكون هي المبادرة إلى مثل هذا الحراك,,,,
      و ثانياً,,,, ألا يكشف ذلك من أين بدأ التشطر المجتمعي,,,,,

    • زائر 13 | 5:52 ص

      الحل القادم

      هو نظام الابرتهايد كل طائفه تكون مستقله بمدارسها وحتى قصاصيبها وخضرواتها
      وان يتم الفصل في وسائل المواصلات لان الان معظم الاعمال بدات وتمت فيها هذه العمليه اغلب الوزارات من طائفه واحده وان وجد من الطائفه الاخرى فهي مضهده وفي طريقها للاضمحلال واغلب مدرسي وزارة التربيه يتمنون التقاعد المبكر اليوم قبل بكره
      نظام الفصل العنصري هو الحل لان الجماعه مو نيتهم اي حل
      طبعا الشرطه مفروض ما تدخل مناطق الفئه المغضوب عليها الا ان يكون بموافقه من طرف من الامم المتحده او تدرون نظام كونفدرالي احسن

    • زائر 12 | 3:28 ص

      المشكلة ليست في المؤسسة

      الاخت مريم
      مشكلتنا الحقيقية ليست في الطائفية فقط ولو انها مشكلة كبيرة وهناك من يسترزق منها.مشكلتنا مع من يريد ان يركب الموجه.
      لنتمكن من تصديق ما يهدف اليه عليه أولاً يجب أن يعتذر عن تصريحاته ولقاءاته التي هاجم فيها الشباب خارج البحرين واتهمهم بالكثير.
      ثم ليست المؤتمرات والاجتماعات والتعامل الفوقي هو ما سيحل المشكلة.
      كلا كما ذكر احد الأخوان السابقين.كم هي عدد الزيارات التي قمتم بها للقرى المنكوبة؟كم عدد اعضائكم من ابناء القرى؟هناك الكثير مما يحتاج الى مراجعة.

    • زائر 11 | 2:49 ص

      ميثاق الوحدة

      رغم اني لاارى الطائفية بل على العكس هناك مواقف كثيرة حصلت لي زدت من قناعتي انها لاتوجد الاعند اصحاب المصالح،فهي السبيل الى تكاثر الثروات المسلوبة من خيرات هذا البلد، العلاقة التي تتهوى بسبب خلاف في الراي او الفكر ليست جديرة بالبقاء ويكون المشكل في بانيها ولا تعمم وقد تنهار باي سبب،اقول اذا كان لابد من ذلك فالاجدر ان يتولى العلماء علاج هذا الموضوع عبر الدعوة لصلاة موحدة يدشن فيها لميثاق الوحدة يوقع فيه كل من يرفض اشكال الطائفية يصون فيه وحدة الجميع ويجرم فيه الداعي والمحرض وهو ماسيكشف كل زيف.

    • زائر 10 | 2:46 ص

      دس السم في العسل

      تتحدثون عن الطائفية وأنتم تشعلون نيرانها ... تتحدثون عن المصالحة وأنتم تنحازون وتتجاوزون وتتعامون عن حدث ألم بأمنا البحرين وطعنت طعنة قاسية ممن يدعون أنهم أبناءها وتتكلمون وكأنه لم يكن وتتكلمون عن النتيجة وتغفلون عن السبب فتتهمون من وقف ليدافع عن أمه بالطائفية ... ما هذا التفكير الأعور؟

    • زائر 9 | 2:04 ص

      متهم ب ا ل ط ا ئ ف ي ة 4

      يتبع..
      الذي نصبته الجهة الرسمية كما وقع ذلك المكون بسهولة والى الآن متمرغ في وحل الفخ ويبدو انه لا يريد الخروج منه،
      أخيرا: من الخطأ أن نساهم في خلط الاوراق وتصوير المشكلة بين الطائفتين بانها عداءات متبادلة بينما هي لا زالت من طرف واحد والاخر مرارا وتكرارا يغض النظر حتى أتهم رموزه احيانا من الداخل بالنفاق.. اما هذه الجمعيات فليس بسوء ظن انما بقراءة الواقع نرى جليا انها محاولة تشويش الراي العام بانها مشكلة بين طائفتين وليست جهة مستبدة قبلية..
      فالقلم مسؤولية..

    • زائر 7 | 1:44 ص

      ناس تعمر و ناس تهدم

      حتى الذي ينصح الناس بنية صافية بالابتعاد عن الطائفية و نكون شعب واحد يُهاجم مثلكِ يا اختي مريم ناس يهاجمونك بس لانك تنصحين بالابتعاد عن الطائفية و يخّونون الشعب شلون البلد بينصلح اذا ناس بهالعقلية موجودين؟!!

    • زائر 6 | 1:37 ص

      الحق‏ ‏

      اصبح‏ ‏الشرخ‏ ‏عميييييييييييق‏ ‏في‏ ‏الأنفس‏ ‏‏ ‏ويحتاج‏ ‏لوقت‏ ‏اطول‏ ‏مما‏ ‏نتصور‏ ‏؟........

    • زائر 5 | 1:19 ص

      لاثقة في هذه المؤسسة

      هذه المؤسسة مع الاسف فاقدة المصداقية ، والسبب مؤسسها نفسه، ويمكن العودة لتصريحات الرجل إبان بداية الأحداث، وأرشيف التلفاز والصحف فكيف يقنع السيد بمبادرته هذه ، ومتى نقيس الفرد بنياته ونرى تصريحاته ومواقفه منحازة، فهو جزء من المشكلة اساسا،

    • زائر 4 | 1:16 ص

      وجهة نظر

      اي انسان لديه مشروع او بادرة لا بد له من النزول للجهة المستهدفة ، لا ان يتقوقع على نفسه او في حدود مكانه ويريد من الناس المبادرة بينما هو يفخر بأنه صاحب الفكرة ، من يريد ادارة مثل هذه المبادرات ، يتطلب منه النزول للشارع وليس الفنادق والخيام ، النزول للمجالس في القرى والبلدات ، وهذا ما لم نراه ، دليني يا عزيزتنا مريم على زيارة واحدة قام بها المبادرون لقرية او مدينة غير مؤتمراتهم وتوصياتهم ، هذا ليس تقليلا من منهم ولكن هذا هو الحال القائم .نشكرهم ولكن يحتاجون لخبرة المصالحة .

    • زائر 3 | 1:04 ص

      المسئول هو المسئول

      اذا كانت اكبر جهة اعلامية حكومية في المملكة (واعني بذلك التلفزيون) هي من تغذي الطائفية فكيف تستطيع موسسات اهلية ان تنقذ البحرين من الطائفية .. انه لامر صعب التنفذ

    • زائر 2 | 12:42 ص

      المؤسسة البحرينية للمصالحة

      انها فكرة رائعة ولكنها تحتاج الى ترجمة أهدافها الى واقع من خلال عملية رصد لكل ما من شانه الإساءة الى الوحدة الوطنية من تصريحات رسمية وأهلية الى إجراءات وقرارات وسياسات اي مظهر من مظاهر الإساءة والفرقة عليها ان ترصده وعلى تلك النتائج تضع خطة عملها وسياساتها بالتعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني اما ندوه هنا ومحاضرة هناك فلن تجدي نفعا

    • زائر 1 | 10:38 م

      بوعلي

      الجريح عميق والكل يحول مداوات هذا الجرح الذي كل يوم يزداد .كثير من جمعيات ناشئه وافراد اجتهدوا لكي يحيدو من اتساع الشرخ ولكنه مع الأسف يزداد كل يوم اتساع لأن الحل لا زال نظري وليس عملي.

اقرأ ايضاً