العدد 3681 - الخميس 04 أكتوبر 2012م الموافق 18 ذي القعدة 1433هـ

رغم الهجوم الأخير... تركيا لا ترغب في التورط بالحرب الدائرة بسورية

فشلت محاولات كل من نظام الرئيس السوري، بشار الأسد وقوات المعارضة والتي استمرت على مدار أشهر لجر رجل تركيا الدولة المجاورة إلى الحرب الأهلية الدائرة في سورية. لكن ها هو الجيش التركي يطلق ولأول مرة النيران عبر الحدود مع سورية وعلى الرغم من ذلك فإن تركيا لا ترغب في التورط في حرب في سورية.

وعلى الرغم من أن الحكومة التركية تقف بشكل واضح في صف المعارضة السورية إلا أن أنقرة لم تقدم خلال الأشهر الماضية على التدخل بشكل مباشر في سورية. ووفقاً لتقديرات مراقبين سوريين فإن إطلاق الجيش التركي النيران صوب أهداف في سورية رداً على هجوم بالقذائف أطلق من الأراضي السورية لا يعني أن تركيا أصبحت طرفاً في الحرب الدائرة في سورية. ورأى هؤلاء الخبراء أن هذه الخطوة من جانب الجيش التركي الذي أطلق قذائف مدفعية صوب مواقع للجيش النظامي السوري تعتبر إجراء لحفظ ماء الوجه لحكومة أنقرة التي لا ترغب في الظهور ضعيفة أمام هذه التطورات.

وأصبح المعارضون السوريون هذه الأيام أكثر ثقة في انتصارهم من أي وقت مضى إذ يقول أحد السوريين الذين يعيشون في المنفى والذي يدعو كل يوم أن يسقط نظام بشار الأسد: «أعطونا 24 صاروخ أرض جو و24 صاروخاً مضاداً للدبابات وعندئذ ستنتهي الجلبة في غضون أسابيع قليلة». وأضاف «وإذا تخوفتم من إمكانية سقوط هذه الأسلحة في أيدي مسلحين إسلاميين فأرسلوا في الوقت نفسه بضعة جنود أميركيين أو ضباطاً أتراكاً يقومون بتشغيل هذه الأسلحة». من جانبها، كانت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أشارت في عدد صدر قبل وقت قصير إلى أن الأسلحة التي طلب المعارضون السوريون الحصول عليها في مثل هذه المرحلة الحاسمة من الحرب الأهلية في سورية جاهزة للتسليم. وأضافت الصحيفة أن الصواريخ التي تم الحصول عليها بمساعدة قطرية لم يتم تسليمها إلى الثوار السوريين بعد، وذكرت أن هذه الأسلحة سيتم إرسالها إلى سورية عندما تنجح المعارضة المسلحة في الاتفاق على تشكيل قيادة مشتركة. فقد انقسم الجيش السوري الحر الذي تشكل من منشقين عن الجيش النظامي إلى العديد من الفصائل، كما أن كتائب المتطوعين الإسلاميين والكثير من الحراس المحليين ما زالوا حتى الآن خارج نطاق أي سيطرة.

وكانت قناة «الجزيرة» تحدثت نهاية الأسبوع الماضي عن اجتماع ضم قيادات للجيش السوري الحر في ريف إدلب أسفر عن اتفاق أكثر من عشرين ضابطاً على الانخراط في قيادة مشتركة، لكن هناك العديد من القادة الذين ظلوا بعيدين عن هذا الاجتماع. وعن هؤلاء القادة يقول نائب قائد الجيش السوري الحر، العقيد مالك الكردي في نبرة ملؤها المرارة إن «هذه المجموعات انشقت عنا حتى يحصلوا على أسلحة من دول الخليج». والعقيد الكردي منضم إلى جناح الجيش السوري الحر الذي تأسس في يوليو/ تموز تحت قيادة العقيد رياض الأسعد والذي يسعى إلى ألا تكون له علاقة مع كتائب الإسلاميين المدعومين من السعودية وقطر.

يذكر أن تركيا على قناعة بأن القذائف التي سقطت على القرية التركية الحدودية أطلقتها قوات الرئيس بشار الأسد. في الوقت نفسه فإن مجموعات المعارضة المدعومة من عدة دول لا تعارض دخول الأتراك الحرب في سورية. غير أنه مع مرور الوقت تزداد الصعوبة التي تواجه تركيا في النأي بنفسها عن الصراع الدائر في سورية، ففي بداية الأمر كان هناك إطلاق للنيران من الأراضي السورية صوب الحدود التركية، والآن وصل الأمر إلى حد سقوط قذائف من سورية على المناطق الحدودية التركية الأمر الذي أسفر عن مقتل أم وأطفالها الأربعة. وليس من المعروف حتى الآن من أطلق هذه القذائف.

العدد 3681 - الخميس 04 أكتوبر 2012م الموافق 18 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً