العدد 3682 - الجمعة 05 أكتوبر 2012م الموافق 19 ذي القعدة 1433هـ

القطان: بر الوالدين فريضة وواجب وعقوقهما من أشنع الجرائم

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان أن بر الوالدين فريضة شرعية، وواجب محتم، وعقوقهما جريمة من أشنع الجرائم، وكبيرة من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله تعالى، «وكيفما تخيلت عظم حقهما فهو أعظم، ومهما قدمت لهما من بر، فهو دون ما قدماه لك لا محالة».

وقال القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (5 أكتوبر/ تشرين الأول 2012): «إن أعظم الحقوق الواجب على المسلم أداؤها بعد توحيد الله تعالى وعبادته، حق جعل الله جزاء من أداه في الدنيا، مداً في الرزق والأجل، ولم يرضَ له جزاء في الآخرة إلا الجنة، ورتب على نقضه عاجل عقوبته في الدنيا، وأليم عذابه في الآخرة، إنه يا عباد الله حق الوالدين».

وتساءل «أخي الكريم... هل بلغ برك بوالديك بر هذا الرجل بأمه؟ بل هل بلغت ببرك ما قاله حبيبك محمد (ص) (وأطع والديك وإن أمراك أن تخرج من الدنيا فافعل)، وهل طبقت شروط البر كلَّها؟ وما أدراك ما شروط البر!!؟».

وأوضح أن شروط بر الوالدين ثلاثة، الأول: أن يؤثر الولد رضا والديه على رضا نفسه وزوجته وأولاده والناس أجمعين. والثاني: أن يطيعهما في كل ما يأمرانه به، وينهيانه عنه؛ سواء وافق رغباته أم لم يوافقها، ما لم يأمراه بمعصية الله تعالى».

وأضاف «أما الشرط الثالث فهو: أن يقدم لهما كلَّ ما يلحظُ أنهما يرغبان فيه من غير أن يطلباه منه، عن طيب نفس وسرور، مع شعوره بتقصيره في حقهما ولو بذل لهما دمه وماله».

وذكر القطان أنه قرأ هذه الشروط، في الوقت الذي «لانزال نتأثر كلما رأينا أو سمعنا أو قرأنا قصة تتحدث عن عقوق الوالدين، ومن ذلك ما قرأته مؤخراً، عن قصة لعاق رمى بأمه في دار العجزة والمسنين ولم يزرها لعدة سنوات، حتى الاتصال لم يتصل عليها، حَرَمَ نَفسَه برها، واكتسب الإثم بعقوقها، وعندما حانت ساعة وفاتها وأخذت في الاحتضار بكت، ونادت المسئولين وقالت لهم اتصلوا على ولدي، أريد أن أضمه إلى صدري قبل أن أموت، أريد أن أقبله، أريد أن أعانقه، مع كل ذلك العقوق إلا أن حنانها وعطفها وحبها لوليدها أبى عليها إلا أن تضمه وتقبله وتعانقه! فماذا عساه أن يفعل ذلك العاق المجرم؟ أيهرع لزيارتها؟ أينكب عليها مقبلاً ومتسامحاً؟ أيذرف دموع الحزن والأسى على ما فرط في جنب أمه؟».

وتابع في عرضه لقصة العاق لوالدته «كانت المفاجأة المتوقعة منه ومن أمثاله أهل العقوق والإجرام، حيث اتصلوا به، وقالوا له: إن أمك تحتضر وتريد أن تراك، وتقبلك وتملأ عينيها برؤيتك قبل أن تموت، فقال هذا المجرم العاق: ما عندي وقت، وقتي ضيق، عندي أعمال، عندي تجارات ثم أغلق الهاتف، ثم ماتت هذه الأم، ولم ترَ ولدها، ماتت وهي ساخطة عليه تشكو إلى الله ظلم الأبناء، فاتصل المسئولون على الولد فقالوا له: لقد ماتت أمك العجوز، فرد قائلاً: أكملوا الإجراءات وادفنوها... الله أكبر، يا له من عقوق وأي عقوق».

واستنكر القطان هذا الفعل متسائلاً: أترمى الأم في دار المسنين، أترمى قرة العين، ومهجة الفؤاد دور الرعاية، أترمى من جعلت بطنها لك وعاءً، وصدرها لك طعاماً، وحجرها لك مجلساً، أتترك تلك الحبيبة التي سهرت الليالي والأيام حبيسة الجدران، أتعقّ من قاست المتاعب والآلام، وتركت الشراب والطعام من أجل راحتك وخدمتك».

ودعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي إلى حب الوالدين وبرهما وطاعتمها، مشدداً «لا تستكثر حبك لوالديك وشفقتك عليهما، فإنه مهما بلغ ذلك منك فلن يصل إلى حد حبهما لك».

وطالب القطان جميع من استمع لخطبته بأن «يعاهد الله أنه إذا كان بينه وبين والديه شنآن أو خلاف أن يصلح ما بينه وبينهم، ومن كان مقصراً في بر والديه، أن يعاهد الله أن يبذل وسعه في بر والديه. ومن كان باراً بهما فليحافظ على ذلك، وإذا كانا ميتين فليتصدق لهما ويبرهما بدعوة صالحة أو عمل صالح يهدي ثوابه لهما، وأما أنت أيها العاق فاعلم أنك مجزى بعملك في الدنيا والآخرة، وأسأل الله تعالى أن يهديك سواء السبيل».


العصفور يحذر من الأزمات الأخلاقية ويدعو للتعامل معها بفاعلية

رأى إمام وخطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور أن إدارة الأزمات فن يحتاج إلى «أسس وقدرات من معرفة ورؤية ثاقبة وبصيرة وتشخيص دقيق وجدية»، مشيراً في خطبته أمس الجمعة (5 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) إلى أن «القرآن الكريم يستعرض لنا نموذجاً من أروع التجارب في التاريخ، وقد سرد هذه القضية في سورة كاملة وبصورة مفصلة، وهي سورة يوسف (ع)، هذا النبي العظيم الذي استطاع بفضل الله أن يجنب مصر أخطر أزمة اقتصادية وأن يخرجها من هذا المأزق الخطير إلى ساحل الأمان والاستقرار بل إلى مرحلة الرخاء والنماء والبناء».

وذكر أن «سورة يوسف سورة مكية نزلت في أصعب الفترات التي مر بها النبي وأصحابه في الفترة المكية، فكانت من جهة تسلية للمؤمنين في تحمل الصعاب والمحن والشدائد، وما يعقب ذلك من انفراج وانتصار وتعريف بهذه التجربة الفريدة أو النموذج الأمثل، لتحمل الأزمات والتخطيط المحكم والمتقن لتجاوزها بنجاح تام من جهة أخرى».

واعتبر أنها «كانت بحق نموذجاً فريداً في ذلك الوقت لعلاج مسألة من أهم القضايا الأساسية؛ وهي الأمن الغذائي الذي سيبقى الإنسان على مر العصور يحمل همه؛ لكونه يشكل تحدياً كبيراً للدول والشعوب كافة في الأرض حتى أن بعض الخبراء يرى أن الأزمة العالمية المرتقبة هي أزمة الغذاء وأن الثورة القادمة هي ثورة الجوع».

وقال: «إن الأزمات على اختلافها سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم غير ذلك تشكل تحدياً كبيراً في عالمنا المعاصر ولكن الأخطر على الأمم والمجتمعات البشرية هي الأزمة الأخلاقية وانحسار القيم والمبادئ وتحول الإنسان إلى الحياة البهيمية في البحث عن اللذائذ والرغبات والشهوات ولا يعرف شيئاً سوى الجشع والاستغلال».

وأوضح العصفور «طبيعة الحياة الدنيا لا تخلو من المنغصات والضغوط والآلام والأكدار، كما لا يكاد يخلو مجتمع مَّا من المشكلات والأزمات، وإن تفاوتت شكلاً ومقداراً في بعضها إلا أن غالبية المشكلات في المجتمعات متشابهة، وكما قال أمير المؤمنين (ع) في وصف طبيعة الدنيا (دار بالبلاء محفوفة وبالعناء معروفة وبالغدر موصوفة)».

وأضاف «كما أن الأزمات والضغوط تختلف من عصر إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر وفي العصر الحديث، ونظراً إلى اتساع مجالات الحياة وتشعبها، وكثرة المتطلبات وتنوعها، على رغم التقدم العلمي الهائل والتيسير والتسهيل؛ فإن هناك أزمات ومشكلات لا حصر لها تعاني منها المجتمعات البشرية مع كل الجهود الكبيرة التي تبذل لمحاصرتها ومعالجتها والبحث عن الحلول المختلفة».

وبيّن أنه «قد توجه الإنسان في العصر الحديث إلى دراسة وبحث مجال حيوي مهم، وهو كيفية إدارة الأزمات، وهو وإن مارسها الإنسان قديما وطبقها عمليّاً بمقدار مّا، إلا انه من جملة المفاهيم التي لم تتبلور إلا في العصور المتأخرة».


مطر: يجب الاهتمام بطهارة القلب كاهتمامنا بمظهرنا الخارجي

قال إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر إنه يجب الاهتمام بسلامة الصدر وطهارة القلب، كالاهتمام بالمظهر الخارجي، والحرص على النظافة.

وذكر مطر، في خطبته أمس (الجمعة)، «نهتم كثيراً لمظهرنا الخارجي، ونحرص على نظافة أبداننا وثيابنا وهذا أمر مطلوب مرغوب إذا كان باعتدال، وهو من حسن الخلق والأدب مع الناس، ولكن بالمقابل هناك من يهمل نظافة ونقاء الداخل».

وأضاف «يجب علينا الاهتمام بنظافة الداخل وذلك بمراعاة سلامة الصدر وطهارة القلب، والنصح للمسلمين وحب الخير لهم، فهي من أعظم وأروع صفات المؤمنين أهل التقوى والدين، أصحاب القلوب النقية الطاهرة التي لا تحمل غلاً ولا حقداً على أحد أبداً. ففرق بين صاحب القلب الأبيض النظيف وبين صاحب قلب يغلي على إخوانه، قد امتلأ حقداً وغلاً عليهم».

ودعا مطر إلى أن «نحرص على سلامة صدورنا وصفاء نفوسنا، وطهارة قلوبنا من الغل والحقد والحسد وسائر أمراض القلوب. فذلك طريقنا بعد الإيمان إلى رحمة الله وجنته ورضوانه، وطريقنا إلى الحب والسعادة وراحة البال والطمأنينة، فصاحب القلب الذي لا يحمل شيئاً على الآخرين هو المستفيد الأول، وطريقنا أيضاً لتربية أنفسنا، وبناء أسرنا ومجتمعنا وتقويته والمحافظة على تماسكه وترابطه».

العدد 3682 - الجمعة 05 أكتوبر 2012م الموافق 19 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:14 ص

      الله يطول بأعمارهم يارب

      بر الوالدين أوصانا به الله تعالى و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و ارحمهما كما ربياني صغيرا و اللي ما يبر والدينه اولاده ماراح يبرونه مثلما تُدين تُدان

    • زائر 1 | 3:18 ص

      بارك الله فيك

      والله ياشيخنا القطان مع كل الأحترام لك هذا الموضوع تعلمناه من الدراسة في الخمسينات وعملنا به و راينا النتائج من المعاملة الأيجابية والسلبية بين الأسر القريبة مننا

اقرأ ايضاً