العدد 3683 - السبت 06 أكتوبر 2012م الموافق 20 ذي القعدة 1433هـ

الدين يعارض التمزق وانتهاك الحقوق

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

البعض يطرح تساؤلات عن مصير الربيع العربي في منطقتنا التي شهدت انتفاضات واحتجاجات من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، وفيما إذا كان الانبعاث الديمقراطي يواجه حاليّاً خطر اتجاهات تمزيقية معادية لمبادئ التعددية وحقوق الإنسان، والأخطر أنها تلبس لباس الدين والطائفة لتمارس مختلف أنواع العنف وأقبح ممارسات التمييز ولا يهمها تمزيق المجتمعات إلى أجزاء متناحرة. لا شك أننا نواجه مخاطر عدة ونحن نرى كيف يتلذذ البعض في إنزال الأذى بالآخر تحت عنوان مناصرة الدين والطائفة، ونرى كيف يوظف هذا الطرف أو ذاك ما تتوافر له من إمكانات في الدولة ومن مؤسسات رسمية ومن قوانين وإجراءات لتنفيذ عمليات انتقامية غير إنسانية ضد الآخر الذي لا ينتمي إلى فئته أو توجهه الديني.

في تاريخنا الإسلامي كان الدين يلعب دور الموحد، ودور الصاهر لجميع القبائل والملل والنحل تحت راية واحدة، وكانت الأخوّة الإيمانية هي السائدة وذلك بدلاً عن القرابة القبلية أو الانتماء الفئوي أو الطائفي. كما تمكن الإسلام في تاريخه العظيم من توفير مساحة كبيرة لمن لا يؤمن بالدين الإسلامي لكي يعيش وينمو بأمان في دار الإسلام. آنذاك كانت الآية معكوسة في مناطق أخرى، مثل أوروبا، التي كانت تمر بحروب طاحنة باسم الطوائف المسيحية والتي تقاتلت فيما بينها على مدى فترات تاريخية طويلة، وكانت أيضاً تقاتل الأديان الأخرى باسم الصليب... ولكن هذا الوضع المأساوي في أوروبا انتهى - بصورة عامة - منذ 1648 مع التوقيع على «معاهدة وستفاليا» التي أنهت الحروب الطائفية.

وحاليّاً يبدو أن منطقتنا التي انتعشت فيها صحوة ديمقراطية شعبية منذ مطلع العام 2011 تواجه تحدّياً من جماعات تعمل باسم الدين والطائفة، وترى حاليّاً كيف أن مواطناً يتلذذ بإيذاء مواطن آخر من نفس بلده تحت عنوان الطائفة، بل ويدعو إلى المزيد من إنزال العذاب عليه، بينما يتعاطف هذا الشخص ذاته - ويحشد ما لديه من إمكانات - لمناصرة شخص آخر في بلد آخر تحت عنوان الانتماء الطائفي.

شخصيّاً أنا من الذين يرون أن ما يجري حاليّاً إنما هو امتحان كبير - قد يطول أو يقصر - ربما احتجناه من أجل أن تتكشف الأمور بصورة أوضح، وتنكشف القوى والاتجاهات التي تقف ضد حركة التاريخ، كما أنه امتحان يبرز من خلاله الواقفين على الجانب الصحيح من التاريخ. أمّا الذين يلبسون عباءة الدين أو الطائفة، وفي الوقت ذاته يبررون لأنفسهم تمزيق المجتمعات وانتهاك حقوق الآخرين والمساس بكرامتهم، ليس لهم علاقة بدين أو مبدأ؛ والمخاض كفيل بتوضيح ذلك، وكفيل بتأسيس أرض صلبة لمستقبل تعددي يحفظ كرامة شعوب المنطقة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3683 - السبت 06 أكتوبر 2012م الموافق 20 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 3:12 م

      زائر

      الغريب انكم تمارسون الاقصاء والتمييز الى ابعد الحدود ثم تخافون الانتقام منكم بالمثل؟؟؟!!!
      عجبا حلال عليكم وحرام على غيركم؟!
      ومع ذلك اطمئن مذهبنا لايزدري بالطوائف الاخرى ولا يهدم مساجدها ولا يجتاح قراها ويغتصب نسائها ويستحب اموالها
      ديننا هو الاسلام المحمدي الحقيقي الذي يدعوا الى التسامح ونبذًالعنف

    • زائر 28 | 10:27 ص

      أحزاب طائفية

      لايمكن لأحزاب طائفية أن تبني ديمقراطية وتعددية

    • زائر 26 | 7:49 ص

      الطائفية

      بطبيعة الحال يا دكتور فان الذي حصل عندنا ليست ثورة وطنية و انما طائفية صرفة، لماذا لا نواجه الواقع، هناك طرفان في المعادلة, طرف يرى انه يدعي للاصلاح و طرف اخر يخشى ماحصل في العراق.انظر كيف سخرت ايران وحزب الله اعلامها للطائفة التي ينتمي اليها ثم بدات ظهور اعلام للطرف الآخر كردة فعل.كذلك فان المعارضة وايران وحزب الله صفقت للثورات العربية جميعها ماعدا لثورة سوريا مما اعتبرت مهانة واحتقار للطرف الآخر. هذه حقيقة يجب ان لا نستغفلها.
      اما اتهام السلطة بافتعال الطائفية فهذا دليل اننا منزهون عن الخطأ

    • زائر 24 | 6:47 ص

      مفهوم ولكن غير واضح يا ستاذ

      انا معجب بشخصيتك جدا مع اني ليس من طائفتك الكريمه ومقلتك ممتعه, وعندما تتحدث عن التمزق الطائفي لا تحدد التيارات ومن هو الجاني والمجني عليه , تبقي صيغة المجهول على عناصر وابطال المسرحيه وتغيب المؤلف والمخرج لهذة المسرحيه , استاذي الكريم مصارحة ومصالحة النفس عقائديا و المعتقد الدين هو الاهم بهذا الموضوع وسياسة الغالب والمغلوب ولمن الغلبه بالاخر , المعتقد الديني بين الطائفتين اصبح به فجوة كبيرة لا يمكن ترقيعها بالكلام فقط ,المعتقادات متجذرة بأنفسنا لانها مسالة دين لا يمكن التخلي عنها من الطرفين .

    • زائر 20 | 6:00 ص

      تشويه المجتمع و البنيه الدمغرافيه

      دكتور
      اناافكر كيف سبتخلص هذا المجتمع من هذا التشويه الكبير الذي اصاب البنيه الدمغرافيه و هل من يطالب البوم باالدمقراطيه سيقبل التعايش مع هذا التشويه الكبير و
      اساله يراد لها اجابات

    • زائر 18 | 5:56 ص

      المعارضة مزقت الوطن وهي من بدأت

      وراهنت علي طائفة من بد الطوائف كلها...فهي من اجازة التمزق وراهنت عليه فبذلك هي من خالفة الدين علي حسب مقالك

    • زائر 17 | 5:04 ص

      عجل يا دكتور

      المعراضة تعارض الدين!!!!!

    • زائر 15 | 4:54 ص

      متا ما خلصت ايران

      راح تخلص سالفة البحرين

    • زائر 19 زائر 15 | 6:00 ص

      نعم يا أخي استخدام المذهب وهم ليسو منا

      أيران أكبر المستفيدين من ما يحصل في البحرين ولا أحد مختلف علي ذلك الا الخفافيش او النعام ....وطائفتنا الشيعية لم تنتبه لذلك جيدا ولم تأخذ خط واضح يبعد عنها ذلك...ولم تستنكر علي ايران اي عمل او استفزاز او تهديد للبحرين والخليج العربي

    • زائر 22 زائر 15 | 6:36 ص

      ايران سقوطها علي الابواب

      وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب سينقلبون

    • زائر 13 | 3:59 ص

      وماذا قال الشاعر؟

      جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقـي
      وما شكري لها إلا لأني عرفت بها عدوي من صديقي

    • زائر 12 | 2:01 ص

      مهنية أم جهالة

      مشكلة الانسان قد لا تبدو في النسيان أنه انسان. وقد لا تبدو المهنية بين الامتهان والامتحان، لكن عند الامتحان يكرم المرء أو يهان. فالكرامة والاهانة ليستا سواء بل شتان تماما. فالكرم من الكريم، الذي كرم بني آدم لكن إمتهان كرامة انسان ليس فيه احترام ولا تقدير لخالق هذا الانسان ومكرمه. فقد لا تبدوا الا في أيام الجاهلية الأولى أكثر مما عليه في هذا العصر.
      فهل النسيان قد غلب؟ أم أن إهانة الدجاج وإهانة الانسان لا تستويان؟

    • زائر 11 | 1:57 ص

      خوش كلام

      متميز دكتور في الطرح والتشخيص تفوح منك محبة الناس جميعاً وحب الوطن بمن عليه تحياتنا.

    • زائر 10 | 1:54 ص

      الخير ثم الخير

      الخير سيعم العالم ولو كره أعداؤه
      والشر سيندحر مهما عمل أنصاره

    • زائر 9 | 1:51 ص

      من مخطط التقرير المثير

      ما يحصل في البحرين الان ضد الربيع العربي هو ما كان مخطط له منذ 2006 بأثارة الفتنه المذهبية والفزعه من اشخاص موظفين لهذه الفوضى لاجل الفوضى لا اكثر

    • زائر 8 | 1:46 ص

      الناس و الدين

      لا يخفى على المتأمل أن الناس لم يعودوا يتعاملون مع بعضهم بالدين و الدين لا يتجاوز تراقيهم و يتحابون أو يتحاربون بمقاييس دنيوية و لا حول و لا قوة إلا بالله.

    • زائر 7 | 1:06 ص

      صح لسانك

      السلام عليكم يا دكتورنا العزيز صباح الخير لقد اجدت وابدعت وأحسنت التوصيف والمسؤلية تقع على عاتق العلما

    • زائر 6 | 12:58 ص

      ديننا الاسلامي ياليت الكل يطبقه ولكن للاسف

      الله فوقنا يشهد
      يمهل ولا يهمل

    • زائر 5 | 12:51 ص

      زائر مستغرب!

      انظر للموضوع من ناحية اخري. انا لا ارى التوظيف طائفي بالتهويل الذي ذكرته ولكن ماذا سوف يكون رد فعل الطائفه الاخرى لو نجح الكذب والتلفيق في الوصول الى مرادهم لاقدر الله! انا لست بطائفي ولكني واقعي. هل ياترى سوف يوظفون الغير موالين لهم والا سوف يتم توظيف من هم محسوبون عليهم! انظر الى وزاراة الصحة والكهرباء وبابكوا و طيران الخليج وا...الخ. لاتذهب بعيد دوليا وانظر الى العراق!.

    • زائر 27 زائر 5 | 9:07 ص

      هذا احنا والعراق

      كلمة وكلمة قلتون العراق كانه العراق حقوق الطائفة الاخرى مهضومة . انا اشوف القتل والتفجير والتفخيخ صاير كل على الطائفة الثانية بسكم لوعتون جبدنا من هالاسطوانة؟ تظلمون شريك اليكم في الوطن وتدعمون السلطة ان تضرب بيد من حديد بحجة العراق . مالنا ومال العراق ؟

    • زائر 4 | 12:51 ص

      الاصطفاف الطائفي

      لا احب أخوض في موضوع الطائفيه البغيضه ولكن جهه ما استغلت ماحدث في

    • زائر 3 | 12:11 ص

      اجدت الوصف يا دكتور

      كما بينت يا دكتور ان من يقوم او يبارك لاعمال التنكيل والقتل والتشفي والتمييز وقطع الارزاق وهدم المساجد وبث البغضاءوالشحناء في النفوس بين المواطنين ليس لهم دين ولا ضمير وهذا ما وجدناه حتى وان تزيّوا بثوب الدين سواء رجال دين او كتاب او مسؤولين ..

    • زائر 2 | 11:38 م

      متى يقف الازدراء بمذهب المواطنين و معتقداتهم

      كل الحقوق المدنية صارت تمرر عبر بوابة الطائفية العنصرية البغيضة وبكل سلاسة و أمان فانك ان كني شـ.... لن توظف ولن ترقة و لن تبتعث ما اتطاعوا اليه سبيلا وسرقتك و قتلك و انتهاك حرماتك لا تجرم واذا جرمت بتخفيف متناهي - حتى التأوه اعتبروه طائفي مطلوب منك ان تداس او تخنق كالحشرات دون ان يصدر منك صوت واحد

    • زائر 1 | 11:31 م

      اشاعة ظاهرة العنف بإسم الاسلام.

      اذا كانت من مبادئ احد المذاهب ممن تدعي الاسلام, استباحة دم ومال وعرض بل وتكفير من تختلف معه من المذاهب الاسلامية الاخرى, فماذا تتوقع من اتباع هذا المذهب غير اتباع مشايخهم في شق الصف الاسلامي واشاعة ظاهرة العنف بإسم الدين.

اقرأ ايضاً