سقط فريق المحرق في فخ التعادل للمرة الثانية على التوالي بتعادله مع فريق الحالة بهدف لكل منهما في المباراة التي جمعتهما مساء أمس على استاد نادي المحرق بعراد في ختام مباريات الجولة الخامسة لدوري فيفا للدرجة الأولى لكرة القدم، ليكون هذا التعادل خاسراً للمحرق الذي كان يطمح للحاق بالصدارة ليصبح رصيده 8 نقاط ويظل في المركز الثالث ليتسع الفارق بينه والبسيتين المتصدر إلى 4 نقاط فيما أوقف الحالة مسلسل هزائمه في المباراتين السابقتين ورفع رصيده إلى 4 نقاط متقدماً إلى المركز السابع.

تألق حالاوي

وجاءت المباراة جيدة بصورة عامة تبادل خلالها الفريقين السيطرة والتفوق إذ كان المحرق الأفضل في الشوط الأول وتقدم بهدف وأهدر بعض الفرص قبل أن يختفي فجأة في الشوط الثاني الذي تعملق فيه الحالة وفرض تفوقه ونجح في التغلب على نقصه العددي وأدرك التعادل.

ونجح الفريق الحالاوي في تقديم أفضل مبارياته حتى الآن وكان نداً عنيداً للمحرق ونجومه طيلة المباراة على رغم فارق الإمكانات والنجومية وكذلك ظروف المباراة التي واجهها وأبرزها الهدف المحرقاوي المبكر وكذلك النقص العددي الذي لعب به نحو 60 دقيقة بعد طرد لاعبه محمد البناء لكنه ظل تماسكاً واستطاع التفوق في الشوط الثاني وتوج ذلك بإدراك التعادل، فضلاً عن الروح المعنوية العالية التي لعب بها الفريق وثقة لاعبيه داخل الملعب.

وعلى رغم البداية المهزوزة للفريق البرتقالي في الربع الساعة الأول والتي شهدت دخول الهدف المبكر، إلاّ أنه دخل المباراة تدريجياً في منتصف الشوط بتنظيم جيد وخصوصاً في خط وسطه بتواجد علي حرم والشقيقين جاسم وحمد عياش في تأدية المهام الدفاعية والهجومية مع تحركات ثنائي المقدمة يوسف زويد والنيجيري جامبو مع مساندة عبدالرحمن مبارك الذي قام بدور مختلف عن مركزه المعتاد وأن كانت الخطورة الحالاوية لم تظهر كثيراً خلال الشوط الأول.

وفي الشوط الثاني تمكن البرتقالي أن «يعصر» نفسه فنياً ونفسياً ويظهر متميزة بنشاط واضح لدى لاعبيه لم نشعر بوجود نقص في صفوفه بطرد لاعبه محمد البناء في الشوط الأول ونجح مدربه الوطني محمد زويد من التعامل الايجابي مع مجريات المباراة وتبديلاته الموفقة في المحافظة على توازن فريقه وعدم التأثر بالطرد، إذ فرض ثنائي الوسط جاسم عياش وعلي حرم حضورهما في منطقة العمليات وساندا ثنائي الهجوم يوسف زويد وجامبو بصورة فعالية أكبر ما كان عليه الحال في الشوط الأول وسبب ذلك إزعاجاً لدفاعات المحرق وفتحت فيها ثغرات حتى نجح من إحدى انطلاقات عياش من التوغل داخل منطقة جزاء المحرق وواجه الحارس عبدالله الكعبي وسددها لترتد من المدافع إبراهيم المشخص ومن حسن الحظ أن الكرة تهيأت أمام زويد المتربص ليلعبها في الشباك المحرقاوية مسجلاً هدف التعادل في الدقيقة 70.

وواصل البرتقالي محاولاته الهجومية المباغتة التي كاد أن يضيف منها هدفاً ثانياً لو أحسن التعامل مع الكرات التي حصل عليها في الدقائق الأخيرة، فيما نجح الدفاع الحالاوي بقيادة المغربي عبو وأحمد بوبشيت من تشكيل خط متماسك حد كثيراً من محاولات المحرق وخصوصاً في الشوط الثاني وحافظ على مرماه على رغم قوة الهجوم المحرقاوي.

فشل محرقاوي يثير التساؤلات

في المقابل فشل فريق المحرق في تحقيق هدفه من هذه المباراة بالفوز على رغم أن المؤشرات الأولية كانت تشير لصالحه بفوز سهل بعد الهدف المبكر الذي سجله مهاجمه العائد جيسي جون في الدقيقة الرابعة وكذلك طرد لاعب الحالة محمد البناء في الشوط الأول فضلاً عن تفوق إمكاناته الفنية لكنه فشل في استثمار جميع تلك العوامل وفاجأ الجميع بظهوره المتواضع في الشوط الثاني، ودخل المحرق اللقاء بتشكيلة شهدت أغلب عناصره الأساسية وعمد إلى فرض تفوقه منذ البداية بالامتداد نحو الهجوم عبر الضغط المبكر معتمداً على فوزي عايش ومحمود جلال وسيدضياء سعيد في صناعة الكرات والهجمات نحو ثنائي الهجوم جيسي جون والمحترف النيجيري أوتشي حتى تمكن المحرق من تحقيق هدفاً مبكراً في الدقيقة الرابعة عن طريق لعبة متبادلة بين أوتشي وجون الذي انفرد على إثرها وأودعها الشباك الحالاوية، وفرض المحرق سيطرته على المباراة في النصف الأول من الشوط بتفوقه في وسط الملعب، وسنحت عدة فرص للمحرق لكنها لم تستثمر بسبب التسرع تارة وعدم الجدية تارة أخرى.

وفي الشوط الثاني كانت التوقعات تشير إلى تفوق محرقاوي في ظل النقص العددي الحالاوي لكن ما جرى على أرض الملعب كان مفاجئاً للجميع إذ غاب الفريق عن أجواء المباراة بصورة كبيرة وخصوصاً لاعبي خط وسطه وثنائي الهجوم جون وأوتشي اللذين لم نشعر بوجودهما سوى في الهدف الأمر الذي دفع بالمدرب عيسى السعدون لأجراء تغييرات بهدف تصحيح أمور فريقه بإشراك المخضرمين راشد الدوسري وحسين علي «بيليه» لكن لم يغير ذلك من الوضع الفني السلبي الأحمر في الشوط الثاني، وازدادت الأمور سوءاً بطرد الدوسري بعد دقائق من نزوله بحصوله على إنذارين فتلقت الشباك المحرقاوية هدف التعادل الحالاوي وظل الفريق تحت الخطر حتى النهاية لترسم المباراة مجدداً علامات استفهام بشأن الوضع الفني للفريق الذي مازال بعيداً عن الصورة المقنعة التي تتماشى مع ما يضمه من نجوم ومحترفين.

نجاح تحكيمي

أدار المباراة بنجاح الحكم الدولي جميل جمعة الذي نجح في أدارته المباراة مع مساعديه وكانت قراراته صحيحة ومتابعته دقيقة للأخطاء وأبرزها طرد اللاعبين محمد البناء «الحالة» وراشد الدوسري «المحرق».

الزي الجديد لم يبتسم للمحرق

ظهر فريق المحرق في مباراة الأمس بالزي الجديد للملابس وهي بيضاء اللون مع أرقام باللون الذهبي والذي يبدو أنه لم يكن فألاً حسناً على المحرقاوية في مباراة الأمس فخرج الفريق متعادلاً.

طرد غريب للدوسري في دقائق معدودة

شهدت مباراة المحرق والحالة حالتي طرد أبرزهما لقائد فريق المحرق راشد الدوسري الذي حصل على البطاقة الحمراء بعد لحظات بسيطة من دخوله بديلاً في الشوط الثاني إذ حصل الدوسري على بطاقتين صفراوين بقرار سليم من الحكم الدولي جميل جمعة وخصوصا أن الإنذار الثاني كان نتاج اعتراضه للمهاجم الحلاوي المنطلق نحو المرمى جامبو على رغم أن الدوسري عرف عنه خلقه الرياضي العالي وقلة ارتكابه الأخطاء الخشنة، فيما كانت حالة الطرد الأولى من نصيب لاعب الحالة محمد البناء بسبب خشونته مع لاعب المحرق محمود جلال في الشوط الأول.

زويد يوقع إشعار عودته بهدف غالٍ

وقع قائد ونجم فريق الحالة يوسف زويد إشعار عودته إلى فريقه بقوة بتسجيله هدف التعادل البرتقالي في مرمى المحرق أمس والذي يعتبر من الأهداف الحالاوية الغالية التي تعادل بها مع المحرق بعد سلسلة من الهزائم في لقاءات الفريقين في المواسم الماضية، وذلك في ثاني مشاركة لزويد بعد غيابه عن أول مباراتين لعدم جهوزيته إثر ظروفه الخاصة.