العدد 3726 - الأحد 18 نوفمبر 2012م الموافق 04 محرم 1434هـ

تصريحات غير موفقة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تقول الحكمة العربية الشهيرة «إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب»، وهو ينطبق أكثر ما ينطبق على أصحاب المناصب الرسمية التي يحيط بأدائها الكثير من الأسئلة والشكوك والانتقادات، وخصوصاً بعد صدور تقرير الرقابة المالية الأخير.

وقد لاحظ المتابعون أن عدداً من الوزراء انتحوا في الفترة الأخيرة جانب كتابة مقالات لنشرها في الصحافة، كنوعٍ من محاولة الوصول إلى الجمهور.

النتيجة التي يمكن أن يخلص إليها الباحث؛ أن كل هذه المقالات، بما فيها من جهد عضلي وفكري، لا تؤتي ثمرتها المطلوبة كرسالةٍ إعلاميةٍ موجّهةٍ إلى الجمهور، بل غالباً مَّا تؤدي إلى إثارة مزيدٍ من الانتقادات القوية واللاذعة، وترسخ القناعة بأننا بعيدون عن الشفافية والتعاطي الصريح مع مختلف قضايا الشأن العام.

في السابق لم يكن ممكناً أن تنتقد وزيراً، مهما يكن تصريحه متهافتاً ومخالفاً للواقع. كان مثل ذلك الانتقاد لا ينشر، وإذا نشر جر على صاحبه الويلات. أما اليوم؛ فمع زيادة عدد الصحف المحلية ضعفين، إذا ضاق صدرها عن النشر، لجأ الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائهم. لقد أسقطت تكنولوجيا الاتصالات الحديثة معبد الرقابة على رؤوس الكهنة.

هذه الأرضية لم تعد تتحمل مقالاتٍ استعراضية لمسئولين يعج تقرير الرقابة المالية بقضايا الفساد في وزاراتهم. ثم إن نظرية الإقناع تقوم على أساس تقديم الحقائق والأرقام، وليس الكلمات والعبارات الإنشائية التي تخالف الواقع.

الجمهور يقيّم كل كلمة أو مقال أو تصريح لوزير. عصر الوزراء الباشوات انتهى ببدء الربيع العربي، بعدما أشعل الشاب البوعزيزي النار في جسده في قريته المنسية بالجنوب التونسي. هذه المرحلة تتطلب خطاباً جديداً، يتوجه إلى العقل، لا أن يتكلم وزيرٌ عن تحسين مخرجات التعليم ومدارس المستقبل، ويفتح باب التوظيف لثلاثة آلاف متطوع ومتطوعة، دون تطبيق شروط التوظيف، من اختبار تحريري وشفوي ومقابلة... فالتناقضات تكشف المناورات.

التناقض نفسه؛ حين تركّز وزارات جلّ جهودها على محاربة الصناديق الخيرية، ووضع العراقيل في طريق عملها، بدعوى تطبيق القانون. وفي المقابل؛ تغض جميع الوزارات الطرف عن خروج وفدٍ رسمي من إحدى الجمعيات السياسية والتسلل داخل أراضي دولة عربية لتمويل حركات مسلحة ومدّها بالمال والسلاح تحت شعار: «من جهّز غازياً...». مثل هذه التناقضات في المواقف والكتابات، تضعف الموقف وتكشف الظهر وتفتح الباب أمام مزيد من الانتقادات.

في يوم العمال العالمي؛ كتب مسئولون عن مكانة البحرينيين العالية في سياسات وخطط وبرامج المملكة، وكيف ان الحكومة تحرص دائماً على حماية حقوق العمال وتطوير التشريعات التي تكفل المزيد من أوجه الحماية والمكاسب المشروعة لهم... بينما تبقى قضية العمال المفصولين من دون حل نهائي.

المسئولون أيضاً وجدوا في يوم التسامح العالمي مناسبة للتصريحات والتعليقات الجميلة عن الحضارات المتعاقبة على البحرين كميناء محبة وتسامح وسلام، وكيف ان البحرين ارتكزت في نهجها لترسيخ التسامح والتعايش على مبادئ الدين الاسلامي الحنيف وحسن التعامل ومحبة الآخرين، بينما لم يتفوه أي مسئول ولو بكلمة عن واقعة هدم عشرات المساجد.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3726 - الأحد 18 نوفمبر 2012م الموافق 04 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 4:36 ص

      ولى عصر الاستحمار

      ولى عصر الاستحمار ومن يريد أن يقبع تحت طائلته فهذا اختياره ياسيدنا العزيز
      اليوم هناك جماعات (تحب) وتسعى لأن تستحمر ، وجماعات وشعوب ترفض الاستحمار.

    • زائر 15 | 4:31 ص

      باختصار

      نقدر نقول باختصار ياسيد انها بلد التناقضات وهكذا اضيف اسم جديد بلد المليون تناقض

    • زائر 13 | 3:48 ص

      سوريا

      نحن شعب عربي ونقف بكل قوة مع اخوتنا في سوريا ضد نظام الاسد ، واللي هب عاجبه يروح يبلط البحر

    • زائر 14 زائر 13 | 4:25 ص

      بس هذا مخالف للقانون

      بس هاذي ياخوك يخالف الغانون وشروط وزارة التنمية الاجتماعية لمحاربة الارهاب وتجفيف منابع تمويله. ما سمعت تصريح الوزارة قبل كم يوم؟ يصير جذي.

    • زائر 17 زائر 13 | 10:19 ص

      جيش الحرممثل شعب السورى

      جيش الحر ليسوا ارهابيون بل معترف بهم دوليا وهم الآن يمثلون شعب السورى بعد ان اصبح نظام بشار فاقد الشرعية الا من الحلافاء السو و هم معروفون

    • زائر 10 | 1:24 ص

      تصيبني بعض تصريحاتهم باللوعة عندما القي عليها نظرة من بعيد

      انا لا اجهد نفسي قراءة ما يكتب هؤلاء بل على العكس احاول الابتعاد عن كل ما يكتبون لانني وبكل صراحة تصيبني حالة نفسية توصلني الى الاستفراغ بسبب ما يكتب هؤلاء فكلماتهم تصيبني بالغثيان

    • زائر 9 | 1:19 ص

      تحياتي سيدنا وماجورين

      لا أن يتكلم وزيرٌ عن تحسين مخرجات التعليم ومدارس المستقبل، ويفتح باب التوظيف لثلاثة آلاف متطوع ومتطوعة، دون تطبيق شروط التوظيف، من اختبار تحريري وشفوي ومقابلة لا والرد جاء انها باوامر من فوق يعني تعفسون التعليم وتخربون مستقبل الاجيال لان الاوامر صدرت من فوق انك تقوم ترقي وتوظف المترديه والنطيحه عجبي

    • زائر 8 | 12:55 ص

      الهرج والمرج

      من المعلوم أنه بدون توفيق غير موفق، لكنما تصريح بلا إذن ولا أنف وتصريف في ما لم يسمح ولا يصرح به، قد يمسي ولا يصبح صريح ولا ضريح الا أنه تهريج وتمريج.
      فهل التوفيق من الله أم من الناس؟

    • زائر 7 | 12:54 ص

      صبحك الله بالخير سيد,,,,,

      الخطأ القاتل الذي وقع فيه الكثير من الأنظمة العربية مما تسبب في اشعال الربيع العربي,,,,,
      هو أعتقادهم بإمكانية السيطرة على وسائل التواصل و الاتصال التي فتحت انظار شعوبهم على بحر زاخر من المعلومات,,,,
      جعلت في من يقف لصدها كمن يقف امام سيل عارم لا يبقي و لا يذر,,,,,
      لم يبقي لهم إلا خياران اما المصداقية او ,,,,

    • زائر 6 | 12:44 ص

      القمتهم حجرا يا سيد

      يستاهلون وزراء وكتاب القراقيش

    • زائر 5 | 12:39 ص

      معايير مزدوجة

      صدقت رايحين يهربون اسلحة واموال لدولة عربية اخرى ولو فعلت دول اخرى معهم هذا الشيء لقلبوا الدنيا فوق تحت.

    • زائر 4 | 12:38 ص

      سياسة رسمية

      هذه هي السياسة الرسمية ويش انسوي؟

    • زائر 1 | 10:47 م

      شتان بين ما يقال وما يُفعل / أم البنات

      الجمهور يقيّم كل كلمة أو مقال أو تصريح لوزير. عصر الوزراء الباشوات انتهى ببدء الربيع العربي، بعدما أشعل الشاب البوعزيزي النار في جسده في قريته المنسية بالجنوب التونسي. هذه المرحلة تتطلب خطاباً جديداً، يتوجه إلى العقل، لا أن يتكلم وزيرٌ عن تحسين مخرجات التعليم ومدارس المستقبل، ويفتح باب التوظيف لثلاثة آلاف متطوع ومتطوعة، دون تطبيق شروط التوظيف، من اختبار تحريري وشفوي ومقابلة... فالتناقضات تكشف المناورات.

اقرأ ايضاً