العدد 3767 - السبت 29 ديسمبر 2012م الموافق 15 صفر 1434هـ

استملاك مساحات خضراء وتخصيصها للمزارعين

أفصح وكيل وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني لشئون الزراعة والثروة البحرية الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة لـ «الوسط» عن أن «الوزارة في طور استملاك مجموعة من المساحات الخضراء والأراضي الزراعية وتخصيصها للاستفادة من قبل المزارعين البحرينيين شريطة زراعتها للاستهلاك المحلي».

وأضاف الشيخ خليفة أن «هدف الوزارة من هذا التوجه هو خفض شيء من الكلفة التي يعاني منها المزارع البحريني في ظل غلاء أسعار الأراضي والإيجارات».


سوق «المنتوجات الخضراء المحلية» يشهد مئات الزوار... والمشروع يسجل نجاحاً 100 %

خليفة بن عيسى لـ «الوسط»: استملاك أراض زراعية وتخصيصها للمزارعين البحرينيين

البديع - صادق الحلواجي

قال وكيل وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني لشئون الزراعة والثروة البحرية الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة لـ «الوسط»: إن «الوزارة في طور استملاك مجموعة من المساحات الخضراء وأراضٍ زراعية وتخصيصها للاستفادة من قبل المزارعين البحرينيين».

وأضاف الشيخ خليفة أن «هدف الوزارة من هذا التوجه هو خفض شيء من الكلفة التي يعاني منها المزارع البحريني في ظل غلاء أسعار الأراضي وإيجارات الموجود منها مقارنة بحجم الفائدة التي يحققها من محاصيله الزراعية سواء شهرياً أم سنويّاً، ولاسيما أن الوزارة تأخذ في الاعتبار حجم التحديات التي يواجهها المزارع البحريني وهي تلك المتمثلة في وفرة الأراضي الزراعية والدعم ووجود سوق مخصصة له لتسويق منتوجاته».

وأوضح وكيل الوزارة لشئون الزراعة على خلفية سوق المنتوجات الزراعية المحلية الذي ينظم للأسبوع الرابع على التوالي في حديقة البديع، والذي من المقرر له أن يستمر كل يوم سبت من الساعة الثامنة صباحاً حتى ما بعد الظهر إلى شهر مايو/ أيار من العام المقبل، أن «الأراضي التي تنوي الوزارة استملاكها لصالح المزارعين البحرينيين سيكون شرط الاستفادة منها هو زراعتها وترويج محاصيلها في السوق المحلي البحريني، كما سيتم وضع اشتراطات لهذا الموضوع مع تقدم مشروع الاستملاك».

ولفت الشيخ خليفة بن عيسى إلى أن «موضوع الزراعة يلقى اهتماماً ودعماً كبيراً حاليّاً من قرينة عاهل البلاد الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، وهي على متابعة مستمرة وحثيثة من جانبها للحفاظ على الرقعة الخضراء وتنميتها وكذلك محاصيلها».

وعن سوق المنتوجات الزراعية المحلية؛ ذكر وكيل الوزارة لشئون الزراعة أن «السوق حقق نجاحاً بنسبة تصل إلى 100 في المئة بحسب الزوار والمشاركين فيه من المزارعين أنفسهم، وحاليّاً نقوم بعمل استبانة ميدانية عشوائية بشأن تقييم التجربة لتمديد الوقت، وجعله من يوم واحد فقط إلى يومين (الجمعة والسبت بدلاً من السبت فقط)»، مستدركاً أن «نجاح هذه التجربة يعطي دافعاً أكبر لإنشاء سوق المزارعين البحرينيين المقرر تنفيذه قريباً في هورة عالي بالمنطقة الوسطى إلى جانب استحداث الخطط لدعم القطاع الزراعي».

وبيَّن الشيخ خليفة أن «هناك مطالبات من قبل الزوار والمزارعين المشاركين بتوسعة فكرة السوق المقامة في حديقة البديع، وهو ما يعد صعباً باعتبار أننا بلغنا الحد الأقصى للطاقة الاستيعابية للسوق، فمع زيادة عدد المشاركين ستلحقها زيادة في عدد الزوار، وبالتالي ستعاني السوق من ازدحام وشح في مواقف السيارات وغيرها، علماً بأن المشروع يعد تجربة أولية وهي قابلة للتطوير في مراحل مقبلة».

وفيما يتعلق بسوق المزارعين البحرينيين الدائم المزمع إنشاؤه في هورة عالي بالمنطقة الوسطى؛ أفاد وكيل الوزارة لشئون الزراعة بأن «المشروع في طوره النهائي حاليّاً، وسيتم اعتماد التصاميم النهائية له خلال الفترة المقبلة من أجل الابتداء في أعمال التنفيذ قريباً، علماً بأننا سنطرح مناقصة تدريب المزارعين خلال الشهر المقبل على أقل تقدير».

من جانبها؛ قالت المديرة التنفيذية لمشروع سوق المنتوجات الزراعية المحلية أماني أبوإدريس: إن «عدد المشاركين من المزارعين في السوق حتى يوم أمس السبت (29 ديسمبر/ كانون الأول 2012) بلغ 20 مشاركاً بعد أن كانوا 15 فقط في الأسبوع الأول، كما أن هناك 22 مزارعاً مدرجين على قائمة الانتظار يرغبون في المشاركة في السوق»، مشيرةً إلى أن «هذه مجرد مرحلة تجريبية ولذلك تم الاكتفاء بالعدد الموجود بناءً على الإمكانات المتاحة».

وزادت أبوإدريس أن «ما جعل السوق أكثر رواجاً منذ افتتاحه؛ هو وجود عدد من المقاهي التي تقدم وجبات الإفطار التقليدية للجمهور، مع توافر الطاولات في المناطق الخضراء المظللة بالأشجار، وقد لعب تحسن الجو دوراً بارزاً في زيادة عدد الحضور كل أسبوع».

وذكرت المديرة التنفيذية لمشروع السوق أنه «تم توقيع اتفاقية بين أحد المستثمرين ومزرعة النسيم، حيث تتكفل الأخيرة بتوفير أصناف محدد من الخضراوات لهذا المستثمر بصورة يومية عوضاً عن شراء المستورد من أسواق مختلفة».

وأوضحت أبوإدريس أن «السوق يهدف إلى دعم المنتج البحريني بالدرجة الأولى، ويسعى لبناء وخلق نوع من الجسر وحلقة الوصل بين المُنتِج والتاجر (المشتري بالجملة للمطاعم والمحلات التجارية وكبار المتاجر)، باعتبار أن هناك الكثير من المشكلات التي يتعرض لها المزارعون المحليون ولاسيما في ظل منافسة حادة مع المنتوجات الأجنبية المستوردة من المملكة العربية السعودية والأردن وسورية والصين وغيرها من الدول المصدرة للخضراوات وكذلك الفواكه».

زباري: فكرة السوق نسخة عالمية رائدة هذا، وقال عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي وأستاذ إدارة الموارد المائية، وليد زباري: إن «فكرة سوق المنتوجات الزراعية المحلية تعد من إحدى النسخ العالمية الرائدة لدعم المنتوجات المحلية، وهي تحاكي بعض المشروعات التي تنفذ في دول متقدمة لتشجيع الانتاج والتداول الداخلي، والذي يُنتج بمواصفات ومعايير معتمدة دوليّاً أيضاً». وأضاف زباري أن «الجميل في فكرة السوق أن كل ما يعرض فيها هو من الانتاج المحلي فقط، وتستخدم فيها تقنيات زراعية حديثة متطورة مثل الزراعة من دون تربة، وهو ما تشجع عليه دول العالم المتقدمة في المجال الزراعي، وكذلك تدفع به بحوث جامعة الخليج العربي والجهات الرسمية ذات العلاقة محليّاً، ولاسيما أن جودة المنتوجات المعروضة تضاهي المستوردة».

وأوضح أستاذ الموارد المائية أن «جامعة الخليج العربي تعمل على كيفية الوصول بدول مجلس التعاون والبحرين تحديداً إلى الزراعة المستدامة باستخدام أفضل الأساليب المتطورة في الزراعة، فهي تساهم في دعم الأمن الغذائي وتوفر فرص عمل وتضيف إلى الاقتصاد وتؤمن مخاطر استنزاف الموارد الطبيعية التي تعتبر قليلة ومحدودة أصلاً».

وتابع زباري «المهم الآن أن نصل إلى أقصى إنتاج لوحدة المساحة وأقل استهلاك للمياه، بحيث يكون لدى المزارع ربح معقول، وبالتالي يستمر في مهنته».

هذا وعلى صعيد السوق، فقد حضر أكثر من 3 آلاف زائر من الساعات الأولى من افتتاحه، فيما شهدت الحديقة حراكاً ملحوظاً من قبل الأسر التي اصطحبت أطفالها للهو والتعرف على الحيوانات. وعمدت شئون الزراعة لفتح جميع مواقف السيارات والبوابات لاستيعاب العدد الكبير من الزوار، في الوقت الذي اضطر البعض إلى ركن سياراتهم خارج الحديقة وصولاً لمدخل منطقة البديع.

وطالب زوار بتمديد فترة عمل السوق حتى العصر، على أن يتم تشغيلها خلال يومي الجمعة والسبت بدلاً من السبت فقط.

المئات حضروا أمس سوق المنتوجات الزراعية الذي يقام كل يوم سبت للأسبوع الرابع على التوالي
المئات حضروا أمس سوق المنتوجات الزراعية الذي يقام كل يوم سبت للأسبوع الرابع على التوالي
توفير مواقع لتناول الوجبات وسط المسطحات الخضراء والأشجار
توفير مواقع لتناول الوجبات وسط المسطحات الخضراء والأشجار
مقهى مصاحب للسوق يقدم وجبات الفطور التقليدية بأسعار رمزية
مقهى مصاحب للسوق يقدم وجبات الفطور التقليدية بأسعار رمزية
الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة
الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة
محاصيل الزراعة من دون تربة تلقى إقبالاً ملحوظاً من المواطنين والمقيمين
محاصيل الزراعة من دون تربة تلقى إقبالاً ملحوظاً من المواطنين والمقيمين

العدد 3767 - السبت 29 ديسمبر 2012م الموافق 15 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 4:51 ص

      المياه

      المياه قبل كل شيئ من أين وإن قلتم المعالجة سأقول لكم مياهكم غير معالجة ثلاثياً وكل ما يستزرع بمياهكم المعالجة ثنائياً سيكون نتاجه زيادة الأمراض السرطانية المستشرية فالماء أولاً

    • زائر 9 | 3:34 ص

      يالله

      ومتى راح تخصصون اراضي للاسكان ترى عن جد تعبنا ما نمزح

    • زائر 8 | 3:11 ص

      كفو والله هذي المشاريع الي تخدم المزارعين

      سلمت يد كل من ساهم في انجاح المشروع

    • زائر 7 | 12:25 ص

      خطوة جيدة

      نتمى التوفيق لكي لا ينتذكر ماضينا .

    • زائر 6 | 12:19 ص

      أم محمد81

      يا سلام فلة عدل بصراحة ورأيي من رأي زائرة رقم 3 المشروع حلو وناجح بسبب البساطة والمكان الحلو وما في أحلى من الطبيعة وأكل الطازج من الطبيعة، أتمنى التوفيق للجميع.

    • زائر 5 | 12:17 ص

      بعد ما خربت الشام

      بعد ما حدث للارض الزراعية من تعديات التنفذين
      و المشاريع التى اضرت بالثروة المائية (حفر ودفان البحر بدون دراسة)

    • زائر 4 | 11:57 م

      الاراضي متوفرة

      اكو في جزر شكبرها ما يسكنها الا الطير ليش ما يخصصوها للزراعه المحليه
      على الاقل ندري ان بيوت مستحيل ينبني فيها خلوها للزراعه والمواطن اكيد هو المستفيد

    • زائر 3 | 11:37 م

      البساطة

      المشروع ناجح لبساطته، فلا تعقدوا الأمر بسوق دائم و مباني و تصاميم، بعدها سيفقد جماله و نجاحه. أسواق المزارعين في يوم السبت معروفة و ناجحة في مدن الولايات المتحدة الأمريكية لأنها تكون في موسم معين، و في يوم معين من الأسبوع و يشارك فيها المزارعين أنفسهم و هو ما يعطيها الأصالة و الثقة. ميزة السوق أن المزارع البحريني موجود و الأسعار معقولة جدا، فرجاءا دعوها كما هي إلا أن توسعوها لمشاركة أكبر في مساحة أكبر و مفتوحة و بالتوفيق للجميع

    • زائر 1 | 10:59 م

      bahraini

      السلام عليكم ،،مشروع موفق انشاء ،،اتذكر في الثمانينات والتسعينات لما سحبت من المواطنين كثير من الاراضي الزراعيه لسبب او لاخر ،،لا داعي للتطرق لذلك الان ،ولكن اتمنى ان تسترجع الشواطئ التي اخذت ، ودخلت في املاك خاصه الخ ،،شكرا بدايه تبعث على الامل ،،،،،،سامحونا اذا الكلام ث

اقرأ ايضاً