العدد 3773 - الجمعة 04 يناير 2013م الموافق 21 صفر 1434هـ

اللهجات في البحرين: الصفة المشبهة وأسماء الألوان

الصفة المشبهة أو الصفة المشبهة باسم الفاعل، هي اسم مشتق من الفعل الثلاثي اللازم للدلالة على معنى اسم الفاعل على وجه الثبوت، وهي تصاغ على عدة أوزان (مثل: أخضر، أعرج، كريم، عطشان). وتصاغ الصفة المشبهة في اللهجات في البحرين على أوزان، منها ما يطابق ما جاء في اللغة العربية الفصحى، ومنها ما يختلف عنها، وكذلك تتباين اللهجات في البحرين فيما بينها في طرق صياغة الصفة المشبهة؛ ويمكننا تلخيص تلك الاختلافات في ثلاث نقاط أساسية:

تصاغ الصفة المشبهة على وزن «فَعِل» ومؤنثه «فَعِلة» من الفعل الثلاثي اللازم على وزن « فَعِلَ» فيما دل على فرح وسرور (مثل فَرِح وفَرِحة) أو حزن (مثل: حَزِن وحَزِنة) أو ألم (مثل: تَعِب وتَعِبة)، أما في اللهجات في البحرين فتصاغ على وزن «فعلان» ومؤنثه «فعلانه» أي يقال: فرحان، حزنان، تعبان.

فيما دل على خلو أو امتلاء

تصاغ الصفة المشبهة على وزن «فعلان» ومؤنثه «فعلى» من الفعل الثلاثي اللازم على وزن « فَعِلَ» فيما دل على خلو أم امتلاء، مثل عطشان وعطشى، وشبعان وشبعى، بينما في اللهجات في البحرين فيصاغ على وزن «فعلان» ومؤنثه «فعلانه» مثل عطشان وعطشانه.

فيما دل على عيب أو لون

تصاغ الصفة المشبهة على وزن «أفْعَل» ومؤنثه «فعلاء» من الفعل الثلاثي اللازم على وزن « فَعِلَ» فيما دل على عيب (مثل: أعرج وعرجاء، وأعمى وعمياء) أو لون (مثل: أخضر وخضراء)، أما في اللهجات في البحرين فهناك تباين في صياغة هذا النوع من الصفة المشبهة؛ حيث تصاغ في اللهجة البحرانية بإحدى الطريقتين التاليتين:

1 - «أفْعَل» ومؤنثه «فَعْلَه» مثل أعرج وعرجه، وأعمى وعميه.

2 - «أفْعَل» ومؤنثه «فُعْلَه» في حال أشتقت الصفة المشبهة من فعل أجوف واوي، مثل أعور وعُوره وأسود وسُوده. وتميل اللهجات البحرانية الجنوبية (انظر الفصل السابق) إلى الفتح فيقولون عَوره وسَوده.

أما في لهجة العرب فتصاغ على أربعة أنماط من الأوزان:

1 - «أفْعَل» ومؤنثه «فَعْلَه»، للصفة المشتقة من فعل صحيح وفاؤه ليست من حروف الحلق (وهي: الحاء والخاء والعين والغين والهاء)، مثل أصفر وصفره.

2 - «أفْعَل» ومؤنثه «فُعْلَه» للصفة المشتقة من فعل أجوف واوي وفاؤه ليست من حروف الحلق، مثل أسود وسُوده.

3 - «فَعَل» ومؤنثه «فَعْلَه» للصفة المشتقة من فعل صحيح وفاؤه أحد حروف الحلق، مثل: عَمَي وعمْيه، وخَضَر وخَضْره، وحَمَر وحَمْره.

4 - «فَعَل» ومؤنثه «فُعْلَه» للصفة المشتقة من فعل أجوف واوي وفاؤه أحد حروف الحلق، مثل عَوَر وعُوره.

أسماء الألوان

أسماء الألوان، في الغالب، تدرج تحت مسمى الصفة المشبهة، إلا أن العديد من أسماء الألوان في اللهجات في البحرين ليست مشتقة من أفعال؛ حيث يشيع في اللهجة البحرانية واللهجات الحضرية في شرق الجزيرة العربية عدد كبير من أسماء الألوان وصفاتها، وقد انقرضت غالبية تلك الأسماء، وسنحاول في هذا الفصل والفصل القادم الإلمام بغالبية تلك المسميات.

الألوان والأرْنَاگ

كان اللفظ المشهور سابقاً عند العامة في البحرين (وبالخصوص في اللهجة البحرانية)، والذي يعني لون هو لفظ (رَنْگْ) الفارسي، والذي يعني اللون، ويجمع في اللهجة على (أرْنَاگ)، وكذلك هو الحال في شرق الجزيرة العربية، ويرى سيدشبر القصاب أن لفظ (لون) لذات المعنى «فهو محدث في اللهجة لم يكن معروفاً إلا مع وجود المدارس النظامية الحديثة، وقد شاع هذا اللفظ المحدث الآن حتى كاد يغلب القديم، ولاسيما عند المحدثين» (القصاب 2005، مجلة الواحة العدد 39). ويستخدم لفظ (رَنْگ) للسؤال عن الحال أيضاً، فيقال «ويش رَنْگك» أي كيف حالك، واستبدل بمصطلح «ويش لونك».

وقد أشتهر لفظ الجمع، أي (أَرْنَاگ)، والذي ارتبط ببائع الأقمشة المتجول قديماً، وهو الذي يعرف باسم «زري عتيگ»؛ وذلك لأنه ينادي «أرْنَاگ .. أرْنَاگ»، ثم يتبع ذلك بندائه «زري عتيگ...».

درجات الألوان

يستعمل في اللهجات في البحرين عدد من المصطلحات لتحديد درجة اللون من مثل: باهت وفاتح وكاشف (بمعنى باهت) وغامگ (أي غامق بمعنى قاتم).

وللدلالة على تمازج الألوان أو ميل أحدها للآخر استخدمت العامة تسميات محددة خاصة فقط بعدد من الألوان وهي: «(مْصُوفُرْ)، (مْحُومُرْ)، (مْخُوضُرْ)، (مْزُورُگْ)، (مْبُويُضْ)، (مْسُووِدْ)، أو (مْسَاوِدْ)، وهي تقابل في اللغة على التوالي: مصفر، محمر، مخضر، مزرق، مبيض، مسود، ومثاله على الأولى: (أَبْيَضْ مْصُوفُرْ) أي: أبيض مصفر» (القصاب 2005، مجلة الواحة العدد 39).

وتتميز اللهجة البحرانية، وكذلك اللهجة القطيفية باستخدام كلمة «إرِد» و»راد»، وذلك للدلالة على الميل، أو التشرب، ففي اللهجة البحرانية يقال «إرِد إبحُمرَة» أي مشرب بحمرة، أو ضارب إلى الحمرة، وكذلك «إرِد إبصِفرَة»، و»إرِد إبخِضرَ»، و»إرِد إبزِرگه».

أما في اللهجة القطيفية فتختلف الصياغة قليلاً حيث تستخدم كلمة «راد»، وغالباً «ما يكون اللون المائل إليه على وزن: (فْعُولَهْ)، غير أنه محصور بقولهم: (رَادْ بِحْمُورَهْ)، و(رَادْ بِزْرُوگَهْ)، و(رَادْ بِخْضُورَهْ)، ولا يتعداه إلى بقية الألوان» (القصاب 2005، مجلة الواحة العدد 39).

الأطلس والأدعم والأملح

تتشابه هذه المصطلحات الثلاثة في كونها أسماء لألوان إلا أنها تستخدم كصفات لألوان أيضاً، فالأطلس هو اللون اللامع، فيوصف لون قماش أنه أطلس أي لامع فيقال أخضر أطلس، أسود أطلس، وأزرق أطلس، ويقابلها في المعنى أدعم أي غير اللامع، وفي القطيف يقال (أَدْحَمْ)، «والحاء، والعين تتعاقبان في الكلمة، وهو الأسود المغبر، أو الأسمر القاتم المغبر» (القصاب 2005، مجلة الواحة العدد 39).

أما الأملح فهو لون، وكذلك هو صفة بمعنى المغبر، وسوف نتوقف عند اللونين الأطلس والأملح.

اللون الأَطْلَسْ

الأَطْلَسُ هو درجة من درجات اللون الأَسودُ، ويشتق منه الفعل «طَلَس»، وهذا لفظه في جزيرة سترة وما حولها، أما في بقية المناطق فيقال «لَطَس»، وهو بمعنى أعمى أو غطى بصره ومنه قيل أمطلس (هكذا يلفظ في سترة)، وأملطس بمعنى أعمى، وهذا يوافق اللغة الفصحى، جاء في معجم تاج العروس مادة (طلس):

«الأَطْلَسُ: الأَسْوَدُ الَّذِي كالحَبَشِيِّ ونحوِه، على التَّشْبِيه بلَوْنِ الذِّئْبِ. والأَطْلَسُ: الوَسِخُ... ومن المَجَاز: طَلَسَ بَصَرُه: ذَهَبَ، عن ابنِ عَبّادٍ، وفي الأَسَاسِ: طَلَس بَصَرَه وطَمَسَه: ذَهَبَ به... والطَّلِّيسُ، كسِكِّيتٍ، كما في العُبَاب: الأَعْمَى، والَّذِي في التَّكْمِلَة: الطَّلِيسُ: المَطْمُوسُ العَيْنِ، وقد ضَبَطَهُ كأَمِيرٍ، وهو الصَّوَابُ».

وفي الفصحى يقال لطس بمعنى لطم، وهي بعيدة عن المعنى المراد عند العامة، والمرجح أن «لطس» المتداولة عند العامة محرفة عن طلس فهي بنفس معناها في الفصحى ولازالت تنطق بهذا النطق في جزيرة سترة.

اللون الأَمْلَحْ

الأملح في الأصل، هو كما جاء في اللغة، وهو الأبيض الذي يخالطه السواد، جاء في تاج العروس في مادة «ملح»:

«من المجاز المُلْحَة من الأَلوَان بَيَاضٌ يَشوبُه، أَي يُخَالِطُه سَوَادٌ، كالمَلَحِ، مُحرّكَةً، تقول في الصِّفة: كَبْشٌ أَمْلَحُ بَيِّنُ المُلْحَةِ والمَلَحِ.

وقال الأَصمعيّ: الأَملَحُ الأَبلَقُ بسَوَادٍ وبَيَاضٍ. وقال غيرُه: كلُّ شَعرٍ وصُوفٍ ونَحوه كان فيه بَياضٌ وسَوادٌ، فهو أَمْلَحُ».

واللون الأملح عند العامة يطلق على لون نوع من القطط المحلية الأصلية في البحرين، وهو المعروف باسم القط الدلموني (Dilmun cat)، وهذا القط مبقع ولونه غريب، وله عدة ألوان، منها الأبيض المتداخل باللون الأسود وبعدة درجات متفاوتة من الأسود، ومنه المبقع باللون البني الفاتح، وكلها تسميها العامة «أملح».

ولذلك اختلف مفهوم اللون الأملح عند العامة، فالبعض يخصه باللون البني الفاتح، أما الغالبية الآن فتعتبر اللون الرمادي مقابل إلى اللون الأملح (القصاب 2005، مجلة الواحة العدد 39).

والأملح عند العامة، أيضاً، هو المغبر، وعادة ما تتبع بلفظ: (أَچْلَحْ) على طريقة الإتباع اللفظي فيقال: (أَچْلَحْ أَمْلَحْ)، والأْچْلَحْ عند العامة هو المغبر أيضاً، أما في اللغة العربية الفصحى فالأكلح من كلح بمعنى عبس وجهه.

العدد 3773 - الجمعة 04 يناير 2013م الموافق 21 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:03 ص

      سؤال

      شكرًا على هذه الدراسة الدقيقة، ولكن لدي سؤال حول بائع الأقمشة أليس كان يسمى بزاز؟ وأليس زاري عتيق هو الذي يشتري الأشياء القديمة ؟

    • زائر 1 | 5:08 ص

      روعه

      مقال في قمة ىالروعة،،

اقرأ ايضاً