العدد 3774 - السبت 05 يناير 2013م الموافق 22 صفر 1434هـ

رسائل مواطن إلى الجهات المختصة: ما بين السبع سنوات والخمس عشرة (7)

يعقوب سيادي comments [at] alwasatnews.com

.كاتب بحريني

نحن لسنا من الجمعيات السياسية، ولسنا من المحسوبين على السلطة، لكننا أفراد ممن حلا للبعض وأسمانا بالأغلبية الصامتة. نحترم العقائد في خلافها واختلافها، ونصون كرامة الإنسان، ديدننا العدل والمساواة.

27 ديسمبر/ كانون الاول، بينه وبين النطق بالحكم على معذبي وقاتلي المواطن عبدالكريم فخراوي، في يوم الأحد 30 ديسمبر 2012، ثلاثة أيام، لم تجعل لتجمع الوحدة فرصة للتأني لحين صدور أحكامها، ليتناول تسييس القضاء كما أفاد به في تصريحه، لأن المحكمة المعنية خففت أحكام الإعدام للمتهمين، الى الحكم بالمؤبد للأولَين، والسجن بخمسة عشر عاماً للآخَرَيََن، في قضية دهس رجل الأمن، التي نستنكرها إن وقعت، ولا أعتقد أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً آخر، ليتناول تسييس القضاء مجدداً، للتدليل عليه من خلال أحكام السجن بسبع سنوات لمتَهَمَيْن بتعذيب وقتل فخراوي، فقد كان موقفه للعدل والدين والإنسانية، في الواقعة الأولى، الطعن في القضاء، والدعوة للحكم على المتهمين الأربعة بالإعدام، وكَيّفَ حيثيات الحكم الواجب تطبيقه بحسب تعبيره، بأن الواقعة هي «جريمة قتل للنفس بغير حق، (و) عمداً مع الإصرار على إزهاق الروح».

لن يعقد التجمع مؤتمراً آخر، لأمر بسيط، وهو الكيل بمكيالين، مكيال التشكيك في نزاهة القضاء واتهامه بتسييس أحكامه، إن حَكَمَ بما ليس في نفسه من عداء على من اعتبره عدواً وإرهابياً، بتوصيف استقاه من علمه بما تخفي الصدور، أو بتقرير من الأجهزة الاتهامية التبريرية، ومكيال مناصرة الظلم أو السكوت عنه، إن جاء بما في نفسه من وجوب التبرئة أو الحكم بأقل الأحكام على تجاوزات رجال الأمن، والتي تصل إلى «جريمة قتل للنفس بغير حق، (و) عمداً مع الإصرار على إزهاق الروح».

وكان الأجدر استقاء العبرة، من حادثة محاولة قتل النبي (ص) من قبل رجال قريش، حين هاجموا فراشه بسبعة من حاملي السيوف، موزعين على سبع قبائل، وذلك لتقسيم أثر الجريمة على سبعتهم، فمن المعروف فقهياً وقانونياً، أن حكم الإعدام لا يجوز تطبيقه في حال تعدد القاتلين، فيكون الفعل المؤدي للموت متوزعاً بحسب أداء كل فرد في إتمام نتيجة القتل، ولذلك تنص الدساتير ومنها دستور البحرين على ان «العقوبة فردية» المادة 20 البند ب، فمثلاً لو صفع أحدهم مواطناً، وركله آخر في كليته فأوقف عملها، ثم أجهز عليه ثالث «بطابوقة» ففلق رأسه ومات، لكانت حيثيات الحكم والعقوبة، على كل منهم مختلفة بحسب درجة الاعتداء ونتيجتها المحتملة أو المتأتية، فحُكم الثالث السجن المؤبد، كونه المتسبب في القتل الأكيد، وتسبّبه شراكةً مع الثاني، وهو الذي حكمه العقوبة بحسب القانون في التسبب بعاهة قابلة للتسبب في الموت، وحكم الأول عقوبة المس بالكرامة الإنسانية.

لقد كان تصريح تجمع الوحدة رسمياً، وباسم أهل الفاتح بحسب تصريحه الصريح، يتمثل في جرم التشكيك في نزاهة القضاء، حتى لو أتبع تصريحه بقوله «إننا نحترم القضاء ونطالب باستقلاليته (المطالبة تكون لأمر غير متاح)»، و «نرفض تسييس القضاء والتدخل فيه»، و«نرفض الازدواجية في تطبيق القانون».

ورأى التجمع أنه «لا يمكن للدولة أن تدعو لحوار دون أن يكون التجمع ومكونات الفاتح فيه»، طبعاً مكونات الفاتح يمثلهم التجمع، وقيادات جمعيتي «الأصالة» و«المنبر» الإسلاميتين، بعد أن أكد أن التجمع «هناك تواصل وتشاور وتنسيقاً بين تجمع الوحدة وباقي الجمعيات ومنها المنبر والأصالة»، ولو دعا الثلاثة لانتخاب من يمثل أهل الفاتح إن كان لهم حصراً بالاسم، لكان أكثر حقاً.

ثم براعة انتقائية التجمع لما في تقرير بسيوني، قوله «من نتائج هذه المؤامرة الدنيئة، الاعتداء على المواطنين وعلى المقيمين في الشوارع (لو كان ما ذكر فعلاً جماعياً طائفياً، لوجدنا عشرات آلاف الجثث، مرمية في الشوارع) والمستشفيات (برأ القضاء الأطباء من هذه التهمة)...، كما أثبته تقرير بسيوني»، وبسيوني أشار إلى حوادث فردية لا تزيد على عدد أصابع اليد، ولم يتهم فيها طائفة، وفي المساحة نفسها من التصريح قوله «نرفض استغلال توصيات بسيوني لمكافأة من أجرم في حق الوطن والمواطنين»، وهذه جزئية أيضاً من تقرير بسيوني وردت بالتوصية بإطلاق سراح المعتقلين المعارضين، وقرر أن هم سجناء رأي.

كما ان أسوأ موضوعات الانتقائية لدى التجمع القول بـ«اكتشاف أهل الفاتح مؤامرتين ضدهم، الأولى لقلب نظام الحكم، (وهل أهل الفاتح هم الحاكمون)، تمثل في الدعوة لإلغاء الدستور وانتخاب (هل القصد فعلاً مفردة انتخاب) هيئة تأسيسية لوضع دستور جديد، وحل الحكومة القائمة وتشكيل حكومة انتقالية»، هل في هذه المطالب أي صفة فئوية وخصوصاً أن الآلية هي الانتخاب الذي يشارك فيه جميع الشعب بكل طوائفه؟ ثم هل فيها قلبٌ للنظام بقدر ما فيها إصلاح للنظام؟ ولكن التجمع انتقى مطلب فصيلين من فصائل المعارضة التي تربو على العشرة، ليَعُم جميع الفصائل المعارضة بها، وهو مطلب إقامة الجمهورية التي لم يفصح حتى هذان الفصيلان، عن ماهيتها إن كانت جمهورية رئاسية مدنية أو دينية تقوم على مبدأ ولاية الفقيه، وقد تَعَمّد التجمع إهمال ما هو واضح لدى باقي فصائل المعارضة في مطالبهم، إقامة نظام سياسي ملكي دستوري عريق، يكون فيه الشعب (وليس طائفة منه) مصدراً للسلطات، عبر انتخاب سلطاته التشريعية والتنفيذية (الحكومة)، واستقلال القضاء عن السلطة الملكية في مبدأ استقلال وفصل السلطات، التي هي محاسبة جميعها أمام الشعب في ممثليه المنتخبين انتخاباً حراً مباشراً بمعيار لكل مواطن صوت، والمتلخصة في وثيقة المنامة.

ويضيف التجمع «المؤامرة الثانية التي اكتشفها أهل الفاتح، هي مؤامرة بث روح الكراهية والبغضاء التي عملت بعض (بعض! ربما ليوحي بأنه منصف) القيادات الدينية المذهبية على زرعها في نفوس أتباعها ضد شركائهم في الوطن»، صحّحوا فهمي لو شرد، هل استثنى قياداته من هذه التهمة؟ ثم ختم بتصريح «إننا على موعد معكم بمناسبة الذكرى الثانية لتجمع الفاتح يوم... لتجديد العهد على حماية الوطن وحماية جميع المواطنين»، عجباً، هل اختزلت الوطن في تجمع الفاتح من المواطنين والأجانب؟ وهل أسقطت مواطنة غالبية المواطنين البحرينيين المتمثلين في المعارضة سواء المُصرِحين منهم والصامتين، وأولئك المواطنين مَن انسحبوا من التجمع.

وأخيراً أدعو كل مواطن شريف، رجلاً كان أو امرأة، ويملك ضميره، ويرى حقه بنفس قدر حق شركائه في الوطن، بلا تمييز، وبلا طائفية، ويحترم عقائد المذاهب والأديان الأخرى في الصلة برب العالمين، لله أن يثيبهم بما أتوا، يوم لا حساب إلا حسابه.

وكل عام والوطن بجميع مواطنيه بألف خير.

إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"

العدد 3774 - السبت 05 يناير 2013م الموافق 22 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 12:47 م

      ماتجمع مخلوق مشوه

      التجمع مخلوق مشوه خلق لغاية وتنادى للانضمام له من يطمع فيما أيدي
      من يملك الثروة وهو موظف لا بطاقة له بل راتب بدون دوام

    • زائر 21 | 12:18 م

      شايف خير

      جزى الله النوائب كل خير .. هذه المحن كشفت للناس المعدن الأصيل من أدعياء العلم و الدين .. ما أقول ألا إنك من القلة إلا شايفه خير و عندها مبدأ

    • زائر 20 | 6:59 ص

      طرح واقعي استاذي

      مقال رائع يعكس الواقع للتخبط الذي يعيشة هذا التجمع - الا اني تمنيت منك المرور على تصريحة عندما قال وحكم على حادثة الصفعة بمنطقة عالي بأنه ارهابي !! اشكرك مره اخرى على طرحك و صراحتك.

    • زائر 19 | 5:07 ص

      الكرامة والاعتداء

      قد لا يكون في الاعتداء كرامة، خاصة وأن الخالق قد أعطى هذه الكرامة للانسان. أما العقاب فقد لا يكون طائرا لكنه من العقوبة لكن الحساب حساب وحباب وجذاب. فاذا ما وزنا بأن لكم في كل ذات كبد رطبة أجر، نصل الى أن هذا الانسان من أمر الله ملائكته بالسجود له فسجدوا. فالنسان له كرامة. لما تسلب أو تنهب وتهان. فأيا كان الاعتداء على النسان هو بمثابت الاعتداء على خالق الانسان. أووا ليس الناس أجناس ، ولا يتساوى بالانعام؟
      أم متاع لكم ولأنعامكم قد تصف وتصب الى الصواب؟

    • زائر 18 | 4:58 ص

      الخير في ما عم لا ما هم

      كما يعرف المزارعون، يعرف العموم، أن حصاد الزراعة ليس كما في السياسة. ففي الزراعة من زرع حصد، بينما في السياسة قد لا يكون فيها الا التعاسة وقد تكون من النحاسة تجريب المجرب الذي لا يظهر الا في من عقله مخرب. فلما السياسة وهناك ثابت له ثوابت، وفيه حق معلوم ليس للسائل فقط بل للمحروم أيضا. فلما البكاء والنحيب؟ ولما التعدي والعزوف؟ أووا ليس للإنسان الا ما سعى؟ أم إن هناك من يصيب ومن يخيب في العمل متى ما كان سياسي غير أساسي؟

    • زائر 17 | 3:55 ص

      ابو حسين

      يا سياذي الفاضل الواقع والمشكلة الكبيره حنما يرى ويعتقد شخص او طائفة او جماعة او حتى حزب ان له الحق المطلق في كل شياء والاخرين مجرد ارقام على
      الهامش وهو وجماعته من يقرر ويتفضل ويتكرم على الجميع لانهم الفئة الناجية
      والاخرين ليس لهم اي كرامة اوحرية الاختيار ويجب القبول بما لا يتعارض مع مصالحهم الشخصي او الفئوية والا ستكون خائن وعميلاء لمصالح خارجية ولذلك اصبح المصفوع ارهابي يستحق اي عقاب بقانون او بدونه ولذلك تجد التنقاض في
      القول والعمل فماذا تتوقع من ناس يحمل هذة العقليات هذا الفكر

    • زائر 16 | 3:15 ص

      الذكري السنويه الثانيه للتجمع

      ننتظر الذكري السنويه للتجمع بفارغ الصبر لنعرف ما بجعبتهم ولنرد عليه مع علمنا المسبق بانه مجرد كلام إنشائي ....تمخض الجبل وولد فارا

    • زائر 15 | 2:24 ص

      بطت چبد

      الي يوم القيامه مابيتغيرون

    • زائر 14 | 2:18 ص

      حقا أبكيتني

      لا أقول إلا لك الخير ودمت بخير

    • زائر 13 | 2:10 ص

      انت نموذج المواطن البحريني

      سلمت أناملك وانت تفرغ ما في نفسك وقلبك من حب وحرص على هذا الوطن واهله, والشعب كل الشعب لم ولن ينسى لك هذه المواقف الوطنية النبيلة التي تجسد نموذج المواطن البحريني الأصيلة وشكرا.

    • زائر 12 | 1:50 ص

      تجمع الطائيفة

      هذا التجمع اكبر وكر للطائفية والعنصرية والتخوين للأخر ، فلن يفلح ابدا .

    • زائر 11 | 1:34 ص

      دعوة لمراجعة النفس

      لا تعليق سوى دعوة التجمع الى مراجعة النفس اكثر من مره لان المغالطات الكثيرة يندى لها الجبين وواضح انهم تجمع يدار بغير قناعتهم وهم يعرفون ذلك جيدا من خلال بياناتهم وكل متابع للشأن المحلي بانت له الامور بوضوح فليس من المعقول ان التعليم الذي بدأ سنة1919 ولا زلنا نستورد مدرسين من الخارج وكذلك التمريض .اذا هناك فساد فعلى الاقل حاربوا المفسددين بدل ان تحاربوا المعارضه التي انشئت لمحاربه الفساد وكشف المفسدين

    • زائر 10 | 1:24 ص

      قل الحق ولو على نفسك..

      الشكر والتقدير لك يا صاحب القلم الصريح والمنصف.
      وربي يكثر من امثالك ممن يحملون على عاتقهم الحس الوطني بكل صدق وأمانه
      ولست هنا للمجامله... بقدر ما اشعر بالسعادة التي تقودني إلى التفائل بأن بلدي الصغير الحجم.. الكبير في طاقاته لازال يزخر بالكثير من الكوادر العملاقة ومن مختلف الأطياف والتيارات .....الخ.
      وإلى الأمام ان شاء الله..

    • زائر 9 | 1:02 ص

      يراع النقاء

      أخي في الانسانيه وشريكي في وطني هذا هو شعار من شرب ماء المواطنه الصالحة وتربى على حب اي انسان من خلال تعامله وليس دينه وفقك الله يااخي وسدد يراعك في خاصرة من ينفث سموم الطائفيه في موطن الحضارات

    • زائر 8 | 12:59 ص

      لو غلب الضمير

      لو حكم كل فرد ضميره لما وصل الحال لما هو عليه اليوم ولكن من امن العقوبة اساء الادب بل وتجاوز كل المحظورات والمحرمات وكان الله في عونهم يوم يلاقون الله بحملهم لذنب قتل ابناء الشعب البريء المظلوم

    • زائر 7 | 12:51 ص

      التأسيس على باطل ماذا نتوقع منه

      التجمع أسس على هدف باطل من اول الامر لذلك ترى التناقض والمشاكل وغيرها من الامور التي يعرفها الناس
      وما دام الاساس باطل فلن ياتي الا بباطل

    • زائر 6 | 12:38 ص

      سلم الله يدا خطت هذا المقال واختصارا اقول شكرا لكم

      لقد اوضحت عدة امور جزاك الله خيرا ووضعت يدك على امور مهمة بقدر ما يتاح فليس كل ما يعرف يقال وبصراحة كان على هذا التجمع ان لا يأخذ المنحى الديني ان كان سوف يمارس النفاق السياسي ويتناقض بهذه الصورة المقيتة.

    • زائر 5 | 12:10 ص

      فقر سياسي

      صيغة البيانات والتقارير التي تصدر عن تجمع الوحدة الوطنية تأخذ الطابع الإنشائي الذي يسرد ولا يفيد ولا يصل لنتيجة، وهذا جعل من هذه التقارير والبيانات مادة خصبة للتنذر والضحك من قبل الجميع بما فيهم جموع الموالاة حتى كانوا يقولون إن كاتب هذه البيانات هو من جمعية الوفاق كونه متعارضا مع توجه الوحدة الوطنية، اليوم انكشف المستور وبان كل مخفي فلا تتعجب أن ينسحب جزء كبير من مناصيرهم من تجمعهم ولا تعجب إن استقال عدد من قياداتهم ولا تعجب إن مقولة الأكثرية وال 450 ألف انحسرت إلى 45 شخصا فكل شيئ وارد اليوم.

    • زائر 4 | 12:09 ص

      كلمة حق

      نشكرك من الاعماق لمواقفك الوطنية وإيثارك قول كلمة الحق التي تغضب الكثيرين.

    • زائر 3 | 12:08 ص

      شكرا

      كفيت و وفيت

    • زائر 2 | 12:00 ص

      اكتشاف أهل الفاتح مؤامرتين

      سلمت يداك علي المقال مجرد تعليق بسيط ( اكتشاف أهل الفاتح مؤامرتين ) اتمني ان يرجع اهل الفاتح لتقرير تجمع الفاتح وهو ما كتب بايدهم وتحليلهم قبل الحديث عن اي امر اخر....( أن يكون التجمع ومكونات الفاتح فيه) ولماذا تدخلون الحوار ليس نقص في حقكم ولكن الحوار عبارة عن معارضة تختلف مع الحكومة في امر معين اما تجمعكم فهو يتفق مع كل ما تطرحة الحكومة لماذا لا يذهب التجمع مع الحكومة الي و يوثقون رسالة رسمية باسم التجمع ان الحكومة تمثلهم و تتكتفي المعارضة الحقيقية بدخول الحوار مع الحكومة

اقرأ ايضاً