العدد 3780 - الجمعة 11 يناير 2013م الموافق 28 صفر 1434هـ

يا سيدي الوطن

شعر: علي الجلاوي من مجموعة «العصيان، رسالة المنذر» 

11 يناير 2013

من يصبح الآن أجرأ مني

ليعلن أن التراب الذي مر في دمنا

لم يكن سارية؟

من يطعن الجرح

ثم يعيش بذاكرة من رخام

ليبدأ جرحاً جديداً

يعلمه النطق والصمت من زاوية

بلادي المصابة باللازكام؟

من يخرج الآن هذي الكراريس نورسة

ثم ينزل للماء طفلاً

تعرى من الكبت والانقسام

وتأخذه الريح يلعب في القمح

يتلو لها كل ما حفظته يداه؟

ومن يستقيل بفصل السلام

الشوارع لست أراها هنا

والبرودة تسري

بكل الجحيم الذي رأتاه انهزاما؟

أنا لست من زمن السل حتى أموت

بصدري أخبئ نصف الكلام

أحبك...

في كل طفل يسافر بين النشيد

وفي كل حب توقد بالدفء

مغتسلا بالغرام

أحبك تقرأ في عين شاردة فارساً

وصهيلاً، رسائل.

ختم شفاه

نبوءة نار الهيام.

أحبك أنت

ولم أعترف حينها

كيف تكبر في صدرنا نخلة نخلة؟

ثم نمتد كل الشواطئ

جئت إليك بهذا الحطام

أحبك بحراً بنصف حنين

لأنك أقرب مني

أواعدني ثم أنضم سرب حمام

أحبك

من كل غصن أجيء

نبياً يكلله الملح والنخل موعده

ويجر بذيل مدائنه نخلة لا تنام

انكفأنا

نلخص كيف انتقلنا إلى خندق الصمت

حين تركناك طفلاً جميلاً

وجئناك ملء وريدك تعطي..

حرائقنا الاحترام

لماذا نحبك؟

هل كنت أكبر من ذاتنا؟

واشتغلت تعلمنا الحب

لكن إثم القبيلة في دمنا والحرام

تباركنا

والنخيل تلف قرانا ولكننا

حين جئت إلينا كفرنا

وأصنامنا اشعلت في طهارتك الاتهام

إليك ضممت جراحك

خبأت فينا الصواع

وما كلتنا المر بالمر يا سيدي

واحتفلنا بموتك حتى العظام

وجئنا ادعينا بأنك من سرق الرب

عند أبينا اختصمنا

فما شهدت بين أهلك غير اليمام

وقدت قميصك بنت القبيلة

جاؤوا بثأرهم

صرت طفلاً يسربله النور

في نهر كل البنوءات يبدر حقل السلام.

العدد 3780 - الجمعة 11 يناير 2013م الموافق 28 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً