العدد 3793 - الخميس 24 يناير 2013م الموافق 12 ربيع الاول 1434هـ

في الطريق إلى الحوار

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مع تطلعات وآمال الناس في أن يفضي الحوار المرتقب الذي أعلن عنه وزير العدل إلى حل للأزمة التي أرهقت الوطن لما يقرب السنتين؛ وأن يؤدي إلى مصالحة وطنية بين مكونات الشعب؛ ويحقق طموح المنادين بالإصلاحات السياسية من خلال حل الملفات العالقة بصورة مرضية، فإن ما نراه على أرض الواقع لا يعطي مبرراً للتفاؤل بقرب انتهاء الأزمة.

كان من المهم جداً تهيئة الأجواء وتصفية النفوس واتخاذ مبادرات ضرورية أهمها التطبيق الجاد لتوصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق والتي ألزمت السلطة نفسها بتطبيقها عند تشكيل اللجنة وأكدت ذلك مرة أخرى عند تقديم اللجنة لتقريرها الذي أزعج الكثيرين.

ليس من المفهوم كيف يراد لهذا الحوار أن ينجح والآلة الإعلامية للدولة من صحف شبه رسمية وإذاعة وتلفزيون يتبعان الدولة بصورة مباشرة لاتزال تشحن النفوس بالروح الطائفية ولايزال خطابها مصرّاً على مفردات الخيانة والعمالة للخارج مع باقة منتقاة من أبشع كلمات الشتائم والسب للقوى المعارضة ورموزها.

كما إنه ليس من المفهوم الإصرار على إشراك قوى سياسية من (جمعيات معارضة المعارضة) في هذا الحوار رغم مواقفها المعروفة وتأكيدها لأكثر من مرة بأنها ضد أي حوار مع القوى المعارضة وما أن أعلنت السلطة دعوتها للحوار حتى كانت أولى القوى التي رحبت بهذه الخطوة وأعلنت موافقتها على المشاركة فيها، من البديهي أن يتساءل الناس لماذا يتم إشراك هذه القوى إن كانت أساساً لا تملك قرارها وإن كانت السلطة تمثلها وليس لديها أي رؤية للخروج من الأزمة وكل ما أنعم الله عليها من فكر سياسي هو معارضة المعارضة في كل ما تطرحه.

من الواضح أن إشراك هذه القوى التي ( لاتهش ولاتنش) هو بهدف إحباط أي طرح أو تحقيق مطالب لا يراد لها أن تحقق.

بالطبع فإن الجمعيات السياسية المعارضة تفهم كل ذلك وتضعه في حساباتها، ومع ذلك أعلنت موافقتها للدخول في الحوار دون شروط مسبقة، التزاماً بمواقفها السابقة المؤيدة للحوار وإيمانها بأن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو الحوار وليس أي شيء آخر. ولذلك لم يكن أمامها إلا هذا الطريق لكي تسلكه رغم معرفتها المسبقة بجميع هذه المطبات.

ليس من الصواب في هذا الوقت المطالبة بمقاطعة الحوار أو وضع شروط مسبقة للدخول فيه، وإنما الصواب هو الضغط باتجاه وحدة صف القوى المعارضة مع عدم التخلي عن المطالب المحقة للناس.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3793 - الخميس 24 يناير 2013م الموافق 12 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 2:16 ص

      الله يعلم بنوايا هذا الشعب وصدقه واحقانية قضية فهو لم يخرج اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وانما خرج مطالبا بحقوقه وكما أمره الله بذلك فأنا على يقين سوف تتحقق آمال الشعب إن عاجلا ام آجلا

    • زائر 15 | 1:40 ص

      الحوار لأجل الحوار!

      في إحدى الآيات القرآنية حيث حث القرآن على التحاور مع المشركين فإن الله أمر رسوله ص أن يتنزل للمشركين بأن احد الطرفين على صواب فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا.
      هذه نسميها أرضية حوار متعادلة تضع سكة حديد لن تحيد وتُشعر بأحقية كل الأطراف وأن الجميع طلاب حقيقة.
      وحينما لا تتوفر هذه الأرضية فإن الشكوك ستحيط برمة العملية وسيكون الوضع أشبه بالهزل أو العبث لتضييع الوقت، والعاقل لا يلدغ من جحر مرتين.
      إن كان الدخول في الحوار لأجل الحوار أو لغرض إثبات سلميتنا ورغبتنا في الحل، فالعالم كله يعلم ذلك.

    • زائر 14 | 1:03 ص

      الطريق الى المجهول

      بصراحة من خلال استقرائي لآراء من حولي من الناس لم أرى ولا واحدا متفائلا لهذا الحوار .
      فهل لمن سيدخل الحوار معطيات غير التي لدى الناس لكي يذهبوا للحوار

    • زائر 13 | 12:49 ص

      الآلة الأمنية تحصد والآلة الإعلامية تحرّض والآلة المبركة تفرغ الامور من محتواها

      كل الامور لا تنبيئ بخير يا استاذ جميل التصريحات والافعال متناقضة وكما قال عادل امام عكس عكاس او ايام قالوا فهمتم كلمة الحوار خطأ والآن يقال ان الحوار ليس مع السلطة وإنما مع معارضة المعارضة وها نحن ننتظر تصريحا آخر ينسف كل هذا الكلام لأننا تعودنا على ذلك ولا ندري هل هو تخبط ام هو تقوقع ام هو مقصود وافعال لها اهداف معينة ام ان هناك طبخة ما بسبب قروب ذكرى 14 فبراير.
      في البحرين لك الحق ان تتوقع كل شيء ولا يستطيع احد ان يقول لك مخطي
      فكل الاحتمالات السئة موجودة

    • زائر 12 | 11:58 م

      أي مصالحة؟ هل هناك متخاصمين ؟ بل هناك مطالب شعبية و....

    • زائر 11 | 10:54 م

      لا يمكن اغفال التجارب السابقة والمعطيات الحالية

    • زائر 10 | 10:51 م

      تجمع الفاتح حضر تجمعه الأخير ثلاثين شخص فما هو وزنه

      التجمعات و اللقاءات وحجم الحضور الهزيل لتجمع الفاتح هو حجم شعبيته الشارع السني لا يجد في غير السلطة ممثلة عنه وهي وحدها من يثق في قوة تمثيلها ويدرك ان تيار الفاتح لا حول لهم والقوة في غياب دعم السلطة له وما يدعوا الضحك ان تجمع تيار الفاتح الأخير بالوسطى لم يحضره الا المنظمين وعيالهم مما اخجلهم نشر اي صور للجمهور هؤلاء لشرعية لحضورهم

اقرأ ايضاً