العدد 3794 - الجمعة 25 يناير 2013م الموافق 13 ربيع الاول 1434هـ

اللهجات في البحرين: الأسماء المشتقة

الاسم هو ما يَدُلّ على معنىً مستقل في الفهم غير مقترن بزمن, ويقسم الاسم إلى قسمين, متصرف؛ أي لا يلتزم حالة واحدة كأن يثنى ويجمع, وغير متصرف؛ أي يلتزم حالة واحدة مثل اسم الاستفهام «مَن». والاسم المتصرف ينقسم إلى قسمين أيضاً, جامد ومشتق. فأما الاسم الجامد فهو ما كان غير مأخوذ من أصل الفعل كاسم الذات أو العين (مثل: محمد وقلم وشجرة), واسم المعنى (مثل: عِلْم, ونبوغ وذكاء). أما الاسم المشتق فهو مأخوذ من أصل الفعل, والأسماء المشتقة ثمانية هي: اسم الفاعل, واسم المفعول, والصفة المشبهة, واسما الزمان والمكان, واسم الآلة, واسم التفضيل, وصيغ المبالغة. وقد عدها الغلاييني, في كتابه «جامع الدروس العربية», سبعة بحيث استثنى صيغ المبالغة. ومنهم من يضيف «فعلا التعجب»؛ فقد عد الكوفيون «فعلا التعجب» بمنزلة «اسم التفضيل», إلا أن البصريين يعتبرونهم أفعال, وقد أورد الغلاييني فعلا التعجب في باب الفعل. وقد تناولنا في الفصول السابقة عدداً من الأسماء المشتقة, وفي هذا الفصل سنتناول: اسم التفضيل وصيغ المبالغة, وسنضيف لهما فعلا التعجب أيضاً.

اسم التفضيل

هو اسم مشتق من حروف الفعل الماضي الثلاثي على وزن أَفعل (على أن يكون الفعل قابلاً للتفاوت)؛ ليدل على أن شيئين اشتركا في صفة واحدة، وزاد أحدهما على الآخر فيها. مثل: صغُر: أصغر, وكبر: أكْبَر, وغلا: أغلى, وطال: أطول, وساء: أسوأ, وشد: أشد. ويصاغ اسم التفضيل من الفعل غير الثلاثي (مثل: أرتفع, وأسرع) وكذلك الفعل الذي تكون الصفة المشبهة منه على وزن أفعل, والذي مؤنثه فعلاء, في الدلالة على لون أو زينة أو عيب حسي ظاهر, (مثل أحمر, وأعور, وأعمى), وذلك كالتالي: يؤتى باسم تفضيل مساعد مطابق للشروط مثل: (أشدّ, أكثر, أعظم), ثم يؤتى بالمصدر منصوباً من الفعل غير المطابق للشروط بعد اسم التفضيل المساعد مباشرة, فيقال, مثلاً, أكثر ارتفاعاً, وأكثر إسراعاً, وأشد حمرةً.

وتتشابه اللهجات في البحرين مع اللغة العربية في الفصحى في صياغة اسم التفضيل من الأفعال الثلاثية, إلا أنها تختلف مع اللغة العربية الفصحى في صياغة اسم التفضيل من الفعل غير الثلاثي؛ حيث يصاغ في اللهجات المحلية على وزن أفعل, فيقال في اللهجات المحلية: أسرع, وأرفع, وأغرب. وكذلك تشتق العامة اسم التفضيل على وزن أفعل من الأفعال التي تشتق منها الصفة المشبهة على وزن أفعل, فيقال في اللهجة, وبالخصوص اللهجة البحرانية, «أبيض من الفگش», «أصفر من عِلب الكركم», «أسود من الطفو» أو «أسود من الگار (أي القار)»؛ ويقصد بذلك أنه أكثر بياضاً من الفقش (أي فقش البيضة وهو قشرها), وأكثر صفرة من علب الكركم (والعلب هو عرق نبات الكركم الذي يطحن ويحول لمسحوق الكركم). وقد ذكر القصاب أمثلة مشابهة لهذه الأمثال وذلك في اللهجة القطيفية, وهي: «أبيض من الشب», و «أبيض من الـ?رطاس», و «أبيض من الـ?طنه»، و «أسود من لكحل», و «أسود من النيل»، و «أحمر من الضو»، و «أخضر من السلـ?»، و «أ زر? من النيل» (القصاب 2002, الواحة العدد 24).

صيغ المبالغة

صيغ المبالغة هي أسماء مشتقة من الأفعال للدلالة على معنى اسم الفاعل بقصد المبالغة؛ أي تدل على من يقوم بالفعل بكثرة أو يتصف بالحدث اتصافاً شديداً. ولا تؤخذ صيغ المبالغة إلا من الأفعال الثلاثية, ولها خمسة أوزان قياسية في اللغة العربية الفصحى, وهي الأوزان التي يقاس عليها وهي: فعَّال, ومِفعال, وفَعُول, وفَعيل, وفَعِل. بالإضافة لقرابة ستة وعشرين وزن غير قياسي وهي أوزان مسموعة لا يقاس عليها. أما في اللهجات في البحرين فيستخدم قرابة إحدى عشر وزناً من تلك الأوزان, وتتباين الأوزان بين اللهجات؛ فهناك أربعة أوزان مشتركة بين اللهجات في البحرين وأربعة أوزان خاصة بلهجة العرب وثلاثة أوزان خاصة باللهجة البحرانية.

أولاً: الأوزان المشتركة بين اللهجات في البحرين:

يوجد أربعة أوزان مشتركة بين اللهجات في البحرين. ويذكر أنه على رغم أن الوزن مشترك بين اللهجتين إلا أنه ليس بالضرورة أن يقاس اسم التفضيل على الوزن نفسه في كلا اللهجتين, وهذه الأوزان المشتركة هي كالتالي, تأمل الأمثلة المعطاة فهي مختلفة لكلا اللهجتين:

- فعَّال، مثل: خمّار, وكذاب, وتنطق چذاب في لهجة العرب وچداب في اللهجة البحرانية, وكذلك يقال في اللهجة البحرانية چدِّيب على وزن فَعّيل.

- فَعُول، مثل: أكول وحلوب, وفي اللهجة البحرانية يقال صَدوق, أما في لهجة العرب فيقال صِدوق على وزن فِعول.

- فَعيل، مثل: خَبيث.

- فَعِل، مثل: نَذِل (تنطق نَدِل في اللهجة البحرانية), وفي لهجة العرب يقال «نَزِر» وهي صيغة من هذا الوزن, بينما في اللهجة البحرانية يقال «انزر» بصيغة مختلفة.

ثانياً: أوزان خاصة بلهجة العرب

يوجد أربعة أوزان خاصة بلهجة العرب وهي:

- فِعِّيل، مثل: سِكّير, وفي اللهجة البحرانية يقال سَكِّير, أي بالكسر.

- فِعُول، مثل: صِدوق

- فَعُل, مثل: وَصخ (أي وَسِخ).

- فَعْل مثل: ذَرب, وسَنْع

ثالثاً: أوزان خاصة أخرى بلهجة العرب

يوجد ثلاثة أوزان خاصة أخرى بلهجة العرب وهي:

- فَعّيل, مثل: چَدِّيب (أي كذاب), وحَفِّيض (حفيظ) وسَكِّير

- فَعَّالة, مثل: بياضة, فيقال دياية (أي دجاجة) بياضة, أي كثيرة البيض وفي الفصحى يقال بيوض.

- افعَل, مثل: انزِر (أي نَزر), واوصِخ (أي وسخ).

فعلا التعجب

التعجب هو أسلوب يدل على الدهشة والاستغراب, وللتعجب, في اللغة العربية الفصحى, صيغتان قياسيتان تصاغان من الفعل الثلاثي هما: (ما أفعله)، و(أفعل به)، مثل: ما أكرمه وما أبخله, وأنعم به. وشروط اشتقاقه هي ذاتها شروط اشتقاق «اسم التفضيل», وكذلك طريقة اشتقاق أسلوب التعجب من الفعل غير الثلاثي وما كانت الصفة المشبهة منه على وزن «أفعل» و «فعلاء» هي ذاتها الطريقة السالفة الذكر المستخدمة لاشتقاق اسم التفضيل.

أما الأسلوب السائد للتعجب في اللهجات في البحرين فينقسم إلى قسمين, ففي اللهجة البحرانية يستخدم اللفظ «ويش», وهو لفظ منحوت من «أي شيء», نحتته العرب فقالوا أيش, وحولته العامة إلى صورته الحالية «ويش», ويقال للتعجب, «ويش بخالته», «ويش حلاته», «ويش كبارته (أي كبر الحجم)». أما في لهجة العرب فيستخدمون لذلك أسلوب النداء أو الندبة، فيقولون: يا زينه, أو يا حلوه, أو يا حليله أو شحليله, وقد ذكر القصاب عدد من هذه المصطلحات المستخدمة عند ذوي الانتماء القبلي في شرق الجزيرة العربية, مثل: (يا زينه زيناه)، (يا حلوها حلواه)، (يا ويلي ويلاه) (القصاب 2002, الواحة العدد 24).

العدد 3794 - الجمعة 25 يناير 2013م الموافق 13 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:28 م

      تصد ... ثالثاً: أوزان خاصة باللهجة البحرانية

      بدلاً من ثالثاً: أوزان خاصة أخرى بلهجة العرب ... تصد ... ثالثاً: أوزان خاصة باللهجة البحرانية

    • زائر 2 زائر 1 | 5:31 ص

      توضيح لك

      اللهجه البحرانيه هي العربيه
      مايصير تقول لهجه العرب غير والبحرانيه غير
      كانه البحارنه من عالم ثاني ولكن قول اللهجه البحرانيه العربيه
      عشان يفهمون الناس انه اصلك عربي ولهجه البحارنه من لهجه قبيله عبدالقيس

اقرأ ايضاً