العدد 3808 - الجمعة 08 فبراير 2013م الموافق 27 ربيع الاول 1434هـ

رؤيتك لعملك هي من تحدد نجاحك

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

يحكى أن أحد مديري الإنشاءات كان يتجول في موقع بناء تحت الإنشاء، وشاهد ثلاثة عمال يكسرون حجارة صلبة. فسأل الأول: ماذا تفعل؟ فقال: أكسر الحجارة كما طلب مني رئيسي. ثم سأل الثاني نفس السؤال، فقال: أقص الحجارة بأشكال جميلة ومتناسقة. ثم سأل الثالث فقال: ألا ترى بنفسك؟ أنا أبني ناطحة سحاب. فعلى الرغم من أن الثلاثة كانوا يؤدون نفس العمل إلا أن الأول رأى نفسه عبداً، والثاني فناناً، والثالث صاحب طموح وريادة.

من الممكن أن يقوم كل منا بالعمل نفسه، ولكن طريقة التعبير عنه ورؤيته بعين مختلفة هي ما يحدد كيف سيكون وإلى أين سيصل بنا، لاسيما وأن بعضنا محكوم بالأمل الذي يربيه بداخله حتى يكبر ويُنْضِج الحلم ليكون واقعاً.

الأعمال ذاتها تتكرر والمشاريع نفسها تتناسخ عن بعضها، ولكن هناك الناجح وهناك من يتعثر قبل أن يتوقف، والسبب في ذلك هي كيفية رؤية المرء لعمله وتعبيره عن طبيعته وماهيته من شخص لآخر كما هو مذكور أعلاه.

فأن ينظر أحدنا لنفسه كفنان يحب عمله ويخرجه بأحسن حلة وبإتقان لأن فيه الكثير من روحه، يعد أمراً مختلفاً تماماً عمن يؤدي عمله «كعبد مأمور» لا هدف له إلا الانتهاء من تلك المهام التي أوكلت إليه، وبالتالي فإنه لن يبدع يوماً إلا بما تتيحه له الصدف، وما يتيحه له فهمه لتلك الأوامر تماماً، إن كان الآمر مبدعاً، وما دام لن يبدع في عمله فإنه سيبقى محكوماً برتبته التي وصل إليها، ولن يتحرك في سلمه الوظيفي أو المهني طالما وُجِدَ المبدعون من حوله.

جرّب أن تستيقظ باكراً وأنت تردد: «لابد وأن أقوم بجهدٍ متميزٍ في عملي هذا اليوم، فأنا أحب وظيفتي وأحب أن أكون ناجحاً». حينها ستجد النجاح حليفك حتماً، خصوصاً حين يصدّق عقلك الباطن ذو القوى العظيمة هذا الإيحاء، مستخدماً قانون الجذب الذي تحدثت عنه في مقال سابق.

التجربة والثقة بالأفكار المجنونة النادرة التي تطرأ على بال أحدنا، هي إحدى عوامل نجاح المشاريع والأعمال أيضاً، خصوصاً حين يكون المرء متيقناً من ذلك النجاح لثقته الكبيرة بنفسه وبفكرته.

يقول إبراهيم الفقي رحمه الله: «جرّب، ولا تخف، فالذين صنعوا سفينة نوح كانوا من الهواة، أما المحترفون فهم الذين صنعوا التيتانيك»، وكلنا يعرف القصتين وأيُّ السفينتين هي التي وصلت إلى بر الأمان.

لكل منا قوى ومواطن تميّز لا توجد لدى غيره، ولكل منا دوره الذي لا يمكن أن يؤديه غيره حين يحب هذا الدور ويعرف مميزاته ومواطن قدراته، فحين يعرف أين يستطيع التميز سيكون دوماً متميزاً إن ترك الشك والتردد وأصرّ على النجاح.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3808 - الجمعة 08 فبراير 2013م الموافق 27 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 7:04 ص

      خلق بيئة إيجابية

      جهة العمل هي القادرة على خلق البيئة الإيجابية التي تشعر الموظف بالانتماء والاعتزاز والايجابية كن أن يحقق مغ الموظف لشيء خارج عن اختصاص المؤسسة وعقاب الموظف وعدم استشارته حتى فيما يتعلق به لدرجة تغيير ساعات الدوام والإضافة إليها كما حدث لهيئة الكهرباء والماء حتى دون إخباره بما سيترتب عليه من تغييرات في الراتب وغير ذلك لايساعد بطبعه على تفكير إيجابي فعلى كل فرد استيعاب التجربة بما فيه مصلحة الجميع

    • زائر 1 | 5:29 ص

      القناعه كنز لا يفنى ولكن ...

      أختي الكريمه شكرا على الموضوع الجميل...
      أن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق.
      ولكن لكل أنسان طموح وأدوات الوصول اليها لربما تكلف الكثير وحتى التضحيه بالراحه الجسديه والنفسيه والعائله من أجل النجاح على الصعيد المهني.
      ولكن من يكون سعيدا وبالاخص من ناحيه الاستقرار العائلي تكون من دوافع النجاح الاساسيه ولربما التشاؤم في العمل هو من الواقع الذي يعيشه الشخص خارج العمل وليس العمل نفسه.
      وكذلك ما يراه في العمل من عدم التقدير هو كذلك من أسباب التشاؤم.
      أما أن يتعث عن البديل أو يعيش باقي حياته تعيس ويندب حاله

اقرأ ايضاً