العدد 3811 - الإثنين 11 فبراير 2013م الموافق 30 ربيع الاول 1434هـ

رسالة مواطن إلى من يمثله في الحوار

عيسى سيار comments [at] alwasatnews.com

-

على رغم ما قيل عن الحوار في نسخته الثانية من عدم اكتمال لبعض أركانه بخصوص ضبابية أجندته وآلياته وآلية اختيار المتحاورين ومدى تمثيلهم للشعب البحريني من عدمه، وعدم توازن التمثيل وكيفية تطبيق مخرجاته وسقفه الزمني وغيرها من أمور يمكن أن يطلق عليها بديهيات، فإنني أدعو الجميع إلى عدم تفويت حوار الفرصة الأخيرة كما أطلقت عليه، والاستمرار في الحوار لأن البديل الذهاب إلى ما لا تحمد عقباه.

وهنا رسالتي موجهة إلى الممثلين الحقيقيين للشعب البحريني مع تحفظي الشخصي على دعوة نواب وشوريين لأن لدينا قناعة تامة - وأكاد أجزم معظم الشعب البحريني - بأن نواب هذا المجلس لا يمثلون إلا أنفسهم، أما الشوريون فهم كاثوليكيون أكثر من البابا، وهم عبء مالي وإجرائي ليس على الحوار فحسب بل على الشعب البحريني!

ان مطالب وحقوق الشعب البحريني التي ناضل من أجلها منذ عشرينيات القرن الماضي حتى تاريخه، وقدّم من أجلها التضحيات والشهداء، يجب أن تكون حاضرةً في قلوب وعقول المتحاورين الذين من المفترض أنهم يمثلون الشعب البحريني، وبالتالي فإن هناك مطالب وحقوقاً يكاد يجمع عليها الشعب البحريني ويجب أن تكون في صلب اهتمام المتحاورين بل هي أساس الحوار.

أولا: يجب التأكيد أن الشعب البحريني هو «مصدر السلطات جميعاً» كما ورد في دستور 2002 من خلال التطبيق الصريح والأمين لهذه المادة، وذلك عن طريق منح الشعب البحريني حقه الأصيل في تشكيل وتحديد صلاحيات السلطات الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية؛ وأن يكون الفصل والاستقلالية واضحة بين السلطات الثلاث، وألا يكون هناك تغوّلٌ من السلطة التنفيذية على باقي السلطات حتى نكون قولاً وفعلاً دولة القانون والمؤسسات، وغيرها من تعديلات دستورية جوهرية تحقق الاستدامة السياسية.

ثانياً: يجب أن يفضي الحوار إلى تحقيق العدالة الاجتماعية بين مكونات الشعب البحريني في التوظيف والتعيين والترقي وباقي الحقوق والتوزيع العادل للثروات، فلا يجوز ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين أن يستحوذ أقل من 20 في المئة من الناس على موارد البلد ويعيش أكثر من 80 في المئة من الشعب على 20 في المئة من موارده.

ثالثاً: يجب أن يفضي الحوار إلى تحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية من خلال التطبيق الأمين وغير الانتقائي لتوصيات اللجنة المستقلة لتقصى الحقائق «بسيوني»، وتوصيات مؤتمرات جنيف لحقوق الإنسان، وأن تمنح مؤسسات حقوق الإنسان الوطنية المستقلة وليس الحكومية مساحةً أكبر من الحركة للقيام بدورها الحقوقي، لكي تبرز الانتهاكات والتجاوزات التي ترتكب داخل المعتقلات أو تمارس ضد المواطنين البحرينيين.

إن عدم تحقيق العدالة الانتقالية قد يتسبب في استمرارية الاحتقان المجتمعي وبالتالي نفقد التعايش السلمي.

رابعاً: يجب أن يتوصل الحوار إلى آلية فعالة لمكافحة الفساد بجميع أشكاله ومن يقف وراءه. وانتشار هذه الآفة من شأنه أن يؤدي شيئاً فشيئاً إلى تقويض أركان المجتمع وبالتالي تهديد استقراره. فالمؤسسات الدستورية تصبح عدماً إذا لم تكن هناك تشريعات متشددة وآليات فعالة لملاحقة الفساد والفاسدين. وهنا يطلب الشعب البحريني من المتحاورين أن يضعوا نصب أعينهم إيجاد التشريعات والسياسات والآليات التي تحافظ على المال العام السائل والعيني من الهدر والسرقة، ويكفي أن نذكر الجميع بتقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية التسعة العتيدة والتي أصبحت ديكوراً على الأرفف!

أيها المتحاورون! ابتعدوا عن فخ المحاصصة الطائفية والتخندق المذهبي الذي نُصب لكم من قبل من لا يحبون الخير لهذا الوطن، وتحاوروا بقلب سليم وتحت ظلال من الوطنية الصرفة وتجرّدوا من الذات، وتذكّروا أن الشعب البحريني الشريف الذي خرج في الدوار والفاتح لن يقبل هذه المرة بأن تباع تضحياته ونضالاته عبر السنين على طاولة الحوار بأبخس الأثمان من أجل مصلحة شخصية أو حزبية. فمن يخون شعبه ويفرّط في حقوقه في هذا المنعطف التاريخي المفصلي سوف يكون خائناً للأمانة ولن يرحمه الشعب، وسوف يكون وصمةَ عارِ في جبين الوطن... تذكّروا فالذكرى تنفع المؤمنين فقط... فمن يرفع الشراع؟

إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"

العدد 3811 - الإثنين 11 فبراير 2013م الموافق 30 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 5:06 م

      معظم المواطنين رافضين للحوار...

      قبل ان يخرج من في السجون ..و قبل ان يخرج الجيش و العسكر من الشارع و قبل ان يحاسب من قتل و عذب .. اي حوار سيكون

    • زائر 17 | 6:36 ص

      احب مقالاتةعيسى سيار

      فعلا رجل وطني يريد الخير للجميع يحفظك ربي

    • زائر 14 | 3:33 ص

      كلام جميل

      ما ذكرته هو ما يطالب به الشعب يعني الامور واضحة بدون حوار في الحوار يجب التركيز على اشياء تقتلع الفساد من جذوره وعلى المساواة ومعاقبة كل من اساء لهذا الشعب ورد الحقوق والإعتبار والاعتذار لهذا الشعب العظيم على هدر كرامته وتبديد ثرواته علىى القمع وتدنيس ارضه ....أخيراً التضحيات كبيرة جداً ماذا سيخسر الوطن والشعب اكثر حتي تترك السلطة إسطوانة إيران المشروخة

    • زائر 13 | 2:52 ص

      انا ارفع الشراع معك

      نشكرك دائما عاى مواقفك المشرفه وكما نرفع الرايه معك وأنت من الشرفاء ودئما ترفع صوتك الى الحق ولكن يا أخي بس اسمع الى تصاريح المتمصلين من ما يسمون قيادات الفاتح وهم لايريدون حكومه منتخبه من الشعب وان الشعب مصدر السلطات كما جميع مكونات الشعب العير متمصلحين من هذا الوضع تطالب به وهذا لم يحدث الا اذا أنتفض ذوي الكفائات والمهمشين كا غيرهم من شباب الفاتح والا انت وغيرك من الحريصين على استقرار هذا الوطن كامن ينفخ في جربه مثقوبه.

    • زائر 12 | 2:08 ص

      ولد البلد

      رسالة مواطن إلى من يمثله في الحوار :
      بعد كل هذا الصيام ، هل ستفطروننا على بصلة أم عومة ؟؟!!

    • زائر 11 | 1:54 ص

      كاثوليكيون البحرين

      لك جزيل الشكر أستاذي عيسى سيار على هذا الطرح ... نعم وخاصةً ( الشوريون ) حقاً هم عبء مالي كبير على حساب الشعب بل هم من أوصلنا لما نحن فيه من

    • زائر 10 | 1:35 ص

      شكرا لك ايها الوطني بامتياز

      النقطه الخامسه والمهمه ان يخضع مايسمى بالحوار ونتائجه الى استفتاء شعبي ولن يقبل شعب البحرين بغير التطلعات الشعبيه في تحقيق الاراده الشعبيه وتاسيس جمعية تاسيسيه منتخبة من الشعب لاختيار شكل النظام الذي يريده شعب البحرين الذي يعدل بين مكونات واطياف الشعب البحريني على ميزان العدل اساس الحكم

    • زائر 9 | 1:17 ص

      نهائيات الدوري .. لمن ؟؟

      سيتقابل في نهائي كأس دوري الحوار التوافقي بين النظا..... ! وبين " الشعب" المتمثل في " صوت المعارضة البحرينية المخلصة العاملة من أجل كرامة الشعب وحريته وعزته .. فبعد خسارة أكثر من فرق من الجمعيات والشخصيات سنشاهد الجمعيات المفتعلة ستخرج من هذا الدوري أيضاً ..

    • زائر 8 | 12:51 ص

      لو كان كانت النويا صادقة والحوار جديا وليس للاستهلاك الاعلام لقلنا عنها فرصة

      الفرصة وضياعها اذا كان الحوار حقيقيا ولكن ما يحصل الآن ما هو الا لذر الرماد في عيون المجتمع الدولي ليقال بعد ذلك اننا تحاورنا واستكملنا الحوار وهذا ما خرجنا به دون اي اعتبار للشارع البحريني.

    • زائر 6 | 11:40 م

      تحية

      تحية وتقدير للاستاذ علي مقالاته المخلصة وموفق لكل خير فهو واقعا من الطاقات المخلصة في هذا الوطن

    • زائر 5 | 11:31 م

      مؤذن في خرابه

      شكرا لك اخ عيسى ولكن المؤذن يؤذن في خرابه وهذا واضح من خلال اختيار المستمعين للاذان حيث ان اكثرهم لا ينون الصلاة بعد الاذان

    • زائر 3 | 10:38 م

      التركيبة لا تبشر بخير

      كل يرى الحوار من زاوية ولعل احداها تلك التركيبة التي اريد بها ترسيخ روح
      الطائفية فريق مقابل فريق والطرف المعني غائب وحضوره لا يعدو عن كونه منسقا
      ومنظما ومديرا فهل يفهم من ذلك التالي :-
      - تأكيد وتثبيت ان الخلاف بين مكونيين من مكونات المجتمع ( سنة وشيعة )
      وتلك تنسجم وتتطابق وسياسة الشيطان الأكبر
      - تاكيد مقولة لا مطالب الافي البرلمان
      - شرعنة غير المشرعن الشورى والنواب والاعتراف بهم من قبل المعارضة لانه
      كيف احاور من لا اعترف به أصلا ؟
      - اشغال الشعب عن دوره وحقوقه

    • زائر 2 | 10:05 م

      هذه مبادئ لا خلاف عليها وغير خاضعة للتوافق و الخلاف في تفاصيلها

      افراد الجمعيات يمثلون جمعياتهم ولا يمثلون الشعب لأنهم لم يحصلون على تفويض و بالتالي قراراتهم لابد ان يمضيهالشعب عليها او يرفضها و الامر الآخر الذي يتحدى اسمن واحد في الاجتماع ان يفسر لنا ماذا تعني توافق في هذا الحوار و كيف تنجز و الامر الأخير ان ما ذكرته مشكورا هي مبادئ أصبحت قيم بشرية و هذه لا يختلف فيها وغير خاضعة للتوافق كالشعب مصدر السلطات لا. تخضع للتوافق انما يخضع للنقاش التفاصيل المفترض تقودنا الى تحقيق القيمة بأصدق صورها لا حرفها عليها و المحكم الحقوقي المحايد يقول رأيه

    • زائر 1 | 9:14 م

      أمنية

      ولو أن كيفية الحوار تدل على فشله إلا أنا لا نفقد الأمل . اتمنى لو أن الأطراف المشاركة من غير المعارضة أن تقف في صف الشعب وتدخل التاريخ من أوسع أبوابه وتشد على يد المعارضة في المطالب المشروعة وتقف موقف وطني وأتمنى من الحكومة أن لا تضيع الفرصة الأخيرة لها وتتجاوب مع المطالب بإيجابية فالبحرين وطننا ولا تقوم لها قائمة إلا بالكفتين والله ولي التوفيق

اقرأ ايضاً