العدد 3812 - الثلثاء 12 فبراير 2013م الموافق 01 ربيع الثاني 1434هـ

قوى وطنية وسياسية تدعو لتشكيل لجنة لوضع أولويات «الوحدة الوطنية»

الحلقة الحوارية التي نظمها التجمع القومي الديمقراطي أمس الأول - REUTERS
الحلقة الحوارية التي نظمها التجمع القومي الديمقراطي أمس الأول - REUTERS

دعت شخصيات وطنية وممثلون للجمعيات وقوى سياسية إلى تشكيل لجنة لوضع أولويات للوحدة الوطنية، وشددوا خلال حلقة حوارية نظمها التجمع القومي الديمقراطي مساء أمس الأول (الإثنين) حول «الوحدة الوطنية وسبل استعادتها» على ضرورة أن ترفع اللجنة مرئياتها وتصوراتها قبل انعقاد اللقاء الوطني.

وأدار الحلقة المفكر البحريني علي محمد فخرو والذي رأى ضرورة الانتقال من مرحلة طرح الأفكار والتوصيات إلى التفكير العملي، فيما حضرها جمع من الشخصيات السياسية والوطنية من مختلف مكونات المجتمع البحريني.

وقال فخرو: «في اللقاء الوطني فكرنا في موضوع الوحدة الوطنية واليوم نحن بحاجة ماسة للتركيز على سبل حماية النسيج المجتمعي وأن نعي أن انتهاء الأزمة لن ينهي ما خلفته من تمزيق للمجتمع إلا من خلال تضافر الجهود الوطنية المخلصة لرأب الصدع».

وتابع بأن غياب الوحدة الوطنية من أهم المواضيع التي يجب أن تطرح على أي طاولة نقاش، لافتاً إلى أن غيابها هو ضد تاريخ البحرين وضد كل الإيديولوجيات الإسلامية والقومية وسواها وضد حراك الربيع العربي وضد مصلحة أي حكم.

واعتبر أن بقاء أي حكم واستمراريته مرهون بمجتمع قوي ومتماسك، فيما طرح سؤال حول من هم ضد الوحدة الوطنية؟ وما هي آلياتهم لاستغلال المذهب لأغراض سياسية وانتهازية.

وأكد على أن أي حراك سياسي لابد أن يصاحبه وحدة وطنية، معتبراً أن أشد «الانتكاسات» التي واجهت مملكة البحرين منذ الرابع عشر من فبراير/ شباط لعام 2014 والتي أطلقت الاحتجاجات الشعبية هو غياب الوحدة الوطنية فيها على حد قوله.

ورأى أن في مملكة البحرين لا يمكن الوصول إلى الديمقراطية دون تطبيق الوحدة الوطنية وأنه على المدى البعيد لا يمكن تطبيق الوحدة الوطنية دون تطبيق مفاهيم المواطنة وتضمينها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

هذا وفتح المجال للحضور للتعليق والمشاركة في الحلقة الحوارية، إذ قال المحامي عباس هلال: «كل الأنظمة لديها غرف لتفتيت النسيج الاجتماعي بما يتواءم مع مصالحها ليقينها بأن بقاءها واستمرارها يتعارض مع الوحدة الوطنية»، وعلى الصعيد البحريني أشار إلى أننا بحاجة لقيادات وطنية تمتلك الحنكة السياسية لإيصال المجتمع لبر الأمان وتكون قادرة على مواجهة ما وصفه بالعقاب الرسمي والضغط الشعبي في سبيل تغليب مصلحة الوطن.

وبدوره رأى عضو الوفاق عبدعلي محمد حسن أن هذه الندوة تأتي في وقتها سيما في أجواء يجلس فيها الأطراف الثلاثة على طاولة الحوار في العرين، فيما قال بأن ما بناه الأجداد والآباء في التعايش» نسف «اليوم وبتنا نعيش في مجتمع ممزق يفتقر للقيم الإنسانية».

ورأى بأن بعض الجهات الرسمية تمارس الطائفية والتلبيس والتجهيل وكذلك تفعل بعض الجهات الأهلية، فيما شدد على ضرورة فتح الإعلام والتأكيد على تجويد التعليم وتفعيل الحراك الإعلامي الجديد الداعي للوحدة الوطنية.

وأضاف أحد الحضور حميد خنجي أن كثير من الأنظمة العربية لا تعي حتى اليوم أن بقاءها يمكن بقوة وتماسك مجتمعاتها، لافتاً إلى أن في مملكة البحرين تيارين أحدهما ديمقراطي والآخر مذهبي ولكلا التيارين أهداف إستراتيجية مختلفة.

وكان لرئيس جمعية الشفافية البحرينية عبدالنبي العكري مداخلة في الحلقة الحوارية أشار فيها إلى أنه وإبان أيام الاستعمار لم يكن يسأل عن طائفة أي مناضل وكان الحس الوطني هو الغالب والمناخ القومي هو السائد، فيما رأى بأن معظم أنظمة الاستقلال جاءت لتشكل دول «فاشلة».

وعلى المستوى البحريني، أشار إلى أن الدولة تستطيع أن تقوم الوحدة الوطنية أو أن تمزقها إن رغبت، وقال: «تم استخدام المال والسلطة لتمزيق المجتمع في البحرين منذ سنين من خلال فرز الوزارات والتمييز والتهميش وقمع مؤسسات المجتمع المدني ويجب على الشعب أن يواجه هذا الواقع ويتحرك لإنشاء مشروع وطني يقف ضد أي محاولة لتمزيق نسيج المجتمع».

وبدوره، قال عضو تجمع الوحدة الوطنية عبدالله جنيد «إن أكبر ما واجهناه هو ثقافة الأزمة والكل أنكر الاحتقان الطائفي وكان لابد أن تكون هناك مواقف جادة وإيجابية لمواجهته في بادئ الأمر والتصدي لأي تمزيق للمجتمع وتجاهله سيطيل أمد الأزمة»، فيما رأى أحد الحضور كامل الصالح بأن أي ديمقراطية لا يمكن تحقيقها إلا بالوحدة الوطنية وأنه يجب الحديث في هذه الفترة عن المطالب الشعبية والتوافق عليها بعيداً عن الاحتقان الطائفي، كما يجب تحديد مواقف كل القوى السياسية من المطالب والوصول إلى صيغة توافقية للحد الأدنى من مطالب الحراك الشعبي في أقل تقدير.

وللوجوه النسائية نصيب في الحلقة الحوارية وكانت المداخلة الأولى لرئيس الاتحاد النسائي مريم الرويعي والتي أشارت إلى حاجة المجتمع البحريني لخطوة عملية لتوحيد المطالب الشعبية التي نادى بها الشعب منذ سنين ولم تكن وليدة 14 فبراير 2011 فقط، وقالت: «لقد سئمنا من ترديد الشعارات ونحتاج لتقريب وجهات النظر والقضاء على أزمة الثقة المتفشية حالياً».

وتابعت أن على الساسة في حوار العرين أن ينظروا له بصفتهم قادة يغلبون مصلحة الوطن ولابد فالسياسة مع الوقت تدمر النسيج الاجتماعي وبالتالي عواقبها وخيمة، فيما رأت بأن مكونات المجتمع البحريني الأصلية تعي من المستفيد من هذا الوضع.

وتساءلت الكاتبة أنيسة فخرو هل السلطة تريد مواطنة ووحدة وديمقراطية، داعية لتشكيل فرق عمل لوضع تصور للشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي تمهيداً لرفعها للساسة والجهات الرسمية.

ومن التجمع الوطني الديمقراطي (الوحدوي) تحدث رياض المبارك عن تأثير الانشقاق الطائفي على الأزمة السياسية والعكس ودعا إلى أن يتحمل الجميع مسئوليتهم لمواجهته، فيما أيده أحد الحضور علي صالح ورأى مدى الحاجة للجدية في التعاطي مع الأزمة بعيداً عن التنظير.

وأضاف: «في البحرين كان هناك خلط بين الحراك الوطني والطائفي ووجدت تجاوزات في الدوار وفي الفاتح وعمدت الحكومة إلى استغلالها وتوظيف الإعلام لذلك وشهد المجتمع عمليات تمزيق مؤلمة وتفكيك للوحدة الوطنية».

ودعا لتقديم مبادرة لتشكيل لجنة للاستعادة الوحدة الوطنية من خلال اعتراف الجميع بالخطأ وتغليب مصلحة الوطن وفتح الإعلام ومواجهة الطائفيين في الإعلام الجديد، فيما رأى بأنه لا يمكن عقد أي حوار في ظل جو محتقن على حد قوله.

وكان للأمين العام لجمعية المنبر التقدمي عبدالنبي سلمان مداخلة رأى فيها بأنه على القوى السياسية والدينية تحمل مسئوليتها تجاه مواجهة الانقسام الطائفي وألا ترمي الكرة في ملف السلطة وإن كانت المسئول الأول عن خلقه على حد قوله.

وقال «شكل 14 من فبراير انعطافة خطيرة على المستوى السياسي والذي أثر على النسيج الاجتماعي من خلال قيام السلطة بتوظيف كل إمكانياتها لذلك وفي المقابل وجدت قيادات سياسية تغاضت عن ذلك ما أسهم في تعميق ذلك الاحتقان وزيادته، اليوم نحن أكثر تعلماً وأكثر نضجاً وعلينا التصدي للطائفية وأدواتها وأفرادها ومؤسساتها من خلال إبراز دور أكبر للنخب، كما نحتاج للتصدي لأي مشروع تقسيمي تقوده جهات رسمية أو أهلية».

العدد 3812 - الثلثاء 12 فبراير 2013م الموافق 01 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 4:42 ص

      الاعلام

      الى اليوم واذاعة المملكة تسمع لناس تطعن في مكون اخر
      ويحرض بالضرب من حديد على المتظاهرين .
      اليوم الصباح في وحدة تكلمت وتقول هي تتكلم بأسم الشعب
      وتجرح في طائفة معينة .
      هل هذا اعلام يجب على المذيع ان يوقف هكذا ناس

    • زائر 10 | 1:44 ص

      مالعمل.؟-2

      ولتحقيق الانجاز الايجابي من ما جرى ينبغي ان وضع خطة ممنهجة للتوافق الوطني تتمثل في:
      1-صدور امر سامي بالعفو عن كافة المعتقلين والمحكومين ووقف كافة الملاحقات القضائية.
      2-اعادة المفصولين الى اعمالهم واعادة الجنسية لمن سحبت منهم.
      3-وقف اعمال العنف من جميع الاطراف ووقف المسيرات والاحتجاجات.
      4-التوقيع على وثيقة المبادئ الوطني ووضع خطة مرحلية لارساء السلم الاهلي.
      5-صدور وثيقة الالتزامات تتضمن المبادئ والضمانات والحقوق والواجبات الوطنية من قبل جمعية اتلاف وطني تكون السلطة السياسية طرف رئيس فيها.

    • زائر 8 | 12:51 ص

      ما العمل-3

      وللتمكن من الانتقال بالمجتمع الى مرحلة التوافق الوطني وانجاز ماجر الاشارة اليه يجري العمل على:
      1-تأكيد توفير ضمانات حق المواطنة في الكلمة والعمل والتعليم والصحة والمسكن والامن والامان والعيش السعيد
      2-توفير ضمانات تكافئ الفرص في الوصول الى الموارد والارتقاءالوظيفي وكبح المحسوبية والفساد الاداري والمالي من اجهزة الدولة
      3-توفير الضمنات لصياغة نظام انتخابي معتدل يضمن عدم انفراد فئة دون غيرها بسلطةالقرار السياسي والتنموي ويمكن من المساهمةفي الارتقاءبالعمل الوطني ويعزز من مسار التطور الحضاري لبلادنا

    • زائر 7 | 12:34 ص

      ما العمل.؟-3

      ولتحقيق الانجاز الايجابي من ما جرى ينبغي ان وضع خطة ممنهجة للتوافق الوطني تتمثل في:
      1-صدور امر سامي بالعفو عن كافة المعتقلين والمحكومين ووقف كافة الملاحقات القضائية.
      2-اعادة المفصولين الى اعمالهم واعادة الجنسية لمن سحبت منهم.
      3-وقف اعمال العنف من جميع الاطراف ووقف المسيرات والاحتجاجات.
      4-التوقيع على وثيقة المبادئ الوطني ووضع خطة مرحلية لارساء السلم الاهلي.
      5-صدور وثيقة والالتزامات تتضمن المبادئ والضمانات والحقوق والواجبات الوطنية من قبل جمعية ااتلاف وطني تكون السلطة الياسية طرف رئيس فيها.

    • زائر 6 | 12:18 ص

      الكل يتكلم لكن

      الكل يتكلم لكن القليل من يعمل ويطبق عمله قوله سواء في الشأن السياسي
      أو الحياتي عامة وانظروا وتصفحوا وجوه الحضور كعينة أين هم مما يقولون ويفعلون
      لو حاسب كل متحدث ومستمع في الندوة وخارجها نفسه لما تكلم بما تكلم
      ولما نصت لمتكلم
      كيف يتكلم من صمت يوم كان صوته مسموعا وقريب من دائرة صناعة القرار
      صوته لن يسمع الان مهما تكلم لا من الرسمي ولا من الشعبي

    • زائر 5 | 12:18 ص

      ما العمل.؟-1

      يبدو لي العمل في وضع خطة متواترة المسارات الفعلية في ازالة ضباب الازمة بالعمل على:
      1-تشكيل لجنة محايدة من الشخصيات الفكرية والوطنية المعروفة بحياديتها وبعدها عن الصنمية الطائفية والسياسية
      2-تعمل اللجنة على تنظيم زيارات الى القيادات الدينية والاجتماعية صاحبة النفوذ والتأثير على المنظومة المجتمعية
      3-تنظيم لقاء حواري مع كتاب الاعمدة والعناصر المحسوبة سابقا على التيارات السياسية وتحييدها وتوجيه اقلامها لصالح تلطيف مزاج الشارع
      4-تنظيم حملة توعوية لكسر خيوط الازمة والصنمية الطائفية والانفلات الامني

    • زائر 4 | 11:46 م

      @

      الى اليوم مازالت الصحف الصفراء لدينا تمزق في النسيج الاجتماعي .. والتلفزيون خوب ماقصر .. حدث بلا حرج .. اوقفوا هذي المهازل ..

    • زائر 3 | 11:37 م

      الطائفية

      اتمنى من المجلس هذا الحوار حل محاربه الطائفية والهمجية والتعقل ورئوية الأمور بكل شفافيه ومحاربه الفساد القتصادي والاجتماعي ومحاربه البطاله وتزويج العزابيه هذا واجب ديني و وطني ومهم جدا" ومحاربه التجنيس الله أكبر هذا ملف مهم.

    • زائر 1 | 10:59 م

      تأثير الإنشقاق الطائفي على الأزمة في البحرين

      قال الأخ رياض المبارك في مداخلته " عمدت الحكومة إلى استغلال الأزمة وتوظيف الإعلام لدلك وشهد المجتمع عمليات تمزيق مؤلمة وتفكيك الوحدة الوطنية ". وإدا عرف السبب بطل العجب. مع احترامي الشديد لجميع المجتمعين ولكل مواطن شريف حريص محب للوطن. (محرقي/حايكي)

اقرأ ايضاً