العدد 3821 - الخميس 21 فبراير 2013م الموافق 10 ربيع الثاني 1434هـ

تحديات الحوار والعراقيل المصطنعة

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

على رغم التحديات الكبيرة التي تواجه حوار التوافق الوطني، ما يجعل من احتمالية نجاحه معجزة كبرى، فإن البعض أبى إلا أن يضع المزيد من العراقيل بهدف إفشاله حتى قبل أن يبدأ.

بداية هذه التحديات، بخلاف الأمور الإجرائية كعدم وضع برنامج لعمل الحوار وعدم تهيئة الأجواء قبل البدء فيه، دخول المعارضة بشكل غير متكافئ عددياً مع الجانب الآخر، فإن ما يُراد ترويجه من أن هناك عدالة في تمثيل جميع مكونات المجتمع البحريني من خلال تخصيص ثمانية مقاعد للمعارضة وجمعيات الائتلاف ومثلها للسلطة التشريعية، ما هو إلا تحايل مكشوف لزيادة عدد الجانب المؤيد للسياسات الحكومية الراهنة، فأساساً تخصيص أربعة مقاعد لمجلس الشورى المعيّن من الحكومة يعني تعيين موظفين حكوميين لن يخالفوا توجهات السلطة في أي حال من الأحوال.

ما رشح من بعض المشاركين في الحوار هو أن مواقف بعض من يُسمّون بـ «المستقلين»، كانت هي الأسوأ على الإطلاق، وأن العديد من هؤلاء «المستقلين» هم من يتعمدون وضع العراقيل!

التحدي الثاني هو وضع شروط وخطوط حمراء من قبل جمعيات «الائتلاف»، من بينها عدم الموافقة على الحكومة المنتخبة، ورفض الاستفتاء الشعبي على مخرجات الحوار، وعدم المساس بمجلس الشورى، ما يعني أن أغلب المطالب الشعبية مرفوضة منذ البداية ولا سبيل للتحاور بشأنها.

التحدي الثالث هو عدم وجود مشروع حكومي للخروج من الأزمة، كما أن «جمعيات الفاتح» لا تمتلك مشروعاً هي الأخرى، ومن نافلة القول انه لا يمكن توقع أن يكون للمستقلين مشروع، ما يعني أن ما سيتم التفاوض بشأنه هو مرئيات الجمعيات السياسية المعارضة، ما يجعل المجال واسعاً للهجوم عليها وإفراغها من محتواها إن لم يكن تصفيتها تماماً.

التحدي الأهم هو أنه على الرغم من أن المطالب الشعبية التي ينادي بها الشارع البحريني هي الأقل من بين جميع حراكات الربيع العربي، إلا أن البعض يرى أن سقفها مرتفعٌ جداً، وأن الشارع البحريني لن يرضى بأية مخرجات إن لم تكن منسجمة مع تطلعاته وآماله.

الجمعيات السياسية المعارضة ترى أن من واجبها إنجاح الحوار مهما كان الثمن، وتؤمن بأن نجاح الحوار يعني خروج البحرين من أزمة خانقة لا تتحملها، في حين أن فشله يعني المزيد من الضحايا، ومستقبلا مجهولا لا يمكن لأحد التنبؤ بنتائجه.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3821 - الخميس 21 فبراير 2013م الموافق 10 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 11:25 ص

      رب ارجعوني.............................

      تحليل جميل وصريح ،،،،،، وتنبؤ متواتر وموتر ،،، ففي ظل عدم اعتراف السلطة بحقوق الشعب ، وفي ظل استماتتها في عدم تسليمها السلطة للشعب،، ستكون الأيام القادمة حبلى بالمصاعب والمصائب،، وستجر البلد إلى الويلات تلو الويلات،، لتغلب لغة السيف بعد أن ترجح كفة المطالب المشروعة . وهنا يعود الخزي كل الخزي لأولئك الذين يعارضون المطالب المشروعة ، حتى يجرون البلاد والعباد إلى الهاوية .

    • زائر 5 | 6:11 ص

      هؤلاء لو حدث غدا اي انفراج فسترى هؤلاء يتكالبون على المناصب

      هؤلاء وراء مصالحهم الشخصية الضيقة الأنانية وتراهم يسلكون اي طريق يوصلهم الى ذلك يركبون على ظهر هذا ويستلقون ظهر ذاك من اجل ذلك

    • زائر 4 | 1:58 ص

      هل من متنبئ بمستقبل الحوار

      لا اتصور أن هناك من يستطيع التنبئ بمصير الحوار في ظل وجود رافضين للحوار
      منذ البداية ومعرقلين له ومن مستفيدين من الوضع القائم الذي يروج له ويصر عليه البعض من المشاركين في الحوار
      المهم والاهم لا يقتل الحوار حراك الشارع ويشل حركته بل يزيده حماسة واصرار
      على تحقيق المطالب وهذا هو أمضى سلاح واقوى الذي تقف أمامه كل الاسلحة
      عاجزة

    • زائر 3 | 1:27 ص

      المصتقلون هم فعلا مستقلون عن الشعب وبعيدون عنه كل البعد ولا تهمهم الا مخابيهم

      هي تسمية صحيحة تناسب هؤلاء الذين هم كما ذكرت اسوأ من السلطة في تعنتهم لأنهم يريدون ان يخرجوا بما يملأ يرضي الاعمام ويملأ جيوبهم.
      انها مهزلة ودخول المعارضة لكشف هذه المهزلة على حقيقتها وسوف يندمون على قولهم كلمة حوار في المستقبل.
      نحن نعرف انهم لا يريدون حوار ولا يريدون تسوية ولكنهم احرجوا من قبل دول العالم والآن هم متورطون في مسألة الحوار ويريدون من المعارضة الخروج بخفي
      حنين من الحوار

    • زائر 2 | 1:00 ص

      مواقف بعض من يُسمّون بـ «المستقلين»، كانت هي الأسوأ على الإطلاق

      التوصيف الدقيق لهؤلاء هو انهم "متسلقين"!

    • زائر 1 | 9:55 م

      الفدرالية هي الحل

      تقسيم البحرين الى شمال وجنوب و يعتمد النظام الفدرالي

اقرأ ايضاً