العدد 3827 - الأربعاء 27 فبراير 2013م الموافق 16 ربيع الثاني 1434هـ

المصممة أمل الرمضان تنسج بريق الكريستال على سواد العباءة

بألق «سوارفوسكي» ولمسات الإبداع الخليجي...

ليس لأنها من عائلة لها صيتها على مستوى الخليج في مجال خياطة العباءات والألبسة النسائية والرجالية الخليجية العربية، واهتمام العائلة بالحفاظ على هذه المهنة التراثية الأصيلة وحسب، بل لأنها أرادت بإصرار، أن تواكب بين أصالة المهنة والأفكار العصرية في التصاميم، فاختارت، بين الكثيرات من المصممات الخليجيات والعربيات، أن تنفرد بتصاميمها باستخدام الكريستال، وأن تتابع بشكل دائم ما يستحوذ على اهتمام المرأة الخليجية من صرخات الموضة في خياطة العباءات.

هكذا كانت التجربة الأولى...

لهذا، تمكنت المصممة البحرينية أمل منصور الرمضان من أن تنسج بجمال، بريق الكريستال على سواد العباءة... فيأتي ألق «سوارفوسكي» ممتزجاً بلمسات الإبداع الخليجي، وأصبحت تصاميمها معروفة بين الفتيات من مختلف الأعمار، وبين النسوة من مختلف الأذواق، ولعل البداية لها قصة بطبيعة الحال، وهنا، تقول (أم يوسف) إنها كفتاة، تدرك جيداً كيف أن البنات يحببن الأزياء المميزة والتفصيل الأنيق الرائق المتناسب مع العادات والتقاليد الإسلامية والعربية، ويحببن أيضاً الكريستال، فبدأت تجربتها بأن تصمم لنفسها ولأخواتها وكذلك قدمت بعض نماذجها لمحل والدها الحاج منصور الرمضان المعروف كونه واحداً من أشهر الحرفيين في مجال الأزياء العربية والخليجية، ولاقت تلك التجارب إعجاب الكثيرين، ولعل من بين من أعجبتهم تلك التجارب، زوجها «أبو يوسف» الذي شجعها وناقش معها فكرة الاستمرار في مهنة الآباء والأجداد بأطر حديثة، ولكونه رجل أعمال متميزاً وداعماً للمبادرات والأفكار التطويرية، فقد استطاعت بفضل من الله وبتشجيعه وبمساندة الأهل أن تتجاوز التردد وتبدأ العمل... ولأن المنافسة والتحدي من الأمور التي تلزم الإصرار والنجاح، واصلت طريقها ولم تكن تريد إلا إثبات وجودها وهكذا توفقت بفضل الله.

دقة التفاصيل في كل قطعة

وتتحدث عن تجربتها في مجال التصاميم باستخدام الكريستال، فهي تؤمن بالتخصص وفي الوقت ذاته، تقديم الجديد والمميز، فتقول :»في الحقيقة، تفننت الكثير من الأخوات الفاضلات العاملات في مجال التصاميم والأزياء في البحرين والخليج وحققن سمعة طيبة باجتهادهن، أما عن نفسي، فإنني أيضاً أحرص على إتقان كل عمل في كل قطعة بكل تفاصيلها، وكما تعلمون، فإن الناس اليوم لا يبحثون عن الاسم فقط.. مهما تكن شهرته، وإنما ينظرون الى الجودة كذلك، فهي الحكم في كل الأعمال... هنا، أركز كثيراً على جودة الأقمشة بل وأجري لها اختباراً بالغسل والكي للتأكد من مستوى جودته، ثم نتابع رغبات الناس في نوعية الأقمشة ونجربها، أضف الى ذلك، أن أشغال الكريستال تتطلب دقة، فنحن نستخدم أفضل أنواع الكريستال النمساوى (سوارفوسكي)، ونستخدم في تثبيته أجهزة ومعدات خاصة ولِلهِ الحمد، لدينا شهادات نحصل عليها سنويّاً وهي تعطى لدور الأزياء العالمية كدلالة تميز وجودة، ولنا الشرف في أن نحصل على هذه الشهادات ونكون في مصاف بيوت الأزياء العالمية».

العباية... رونق وذوق

وأمر أساسي بالنسبة إلى أمل، هو أنها - مع الاطلاع على التصاميم المتواكبة مع مختلف الحضارات وتشكيلاتها - فإنها تجد في الثقافة الإسلامية والخليجية ما يمكن أن يمثل مساحة لا منتهية من التجديد والإبداع، تقول أمل: «ليس من الهين أبداً استلهام التصاميم التي تناسب مختلف الأذواق، وفي البداية، واجهت صعوبة في إيجاد التوافق بين أفكار التصاميم وأذواق الناس لكنني تعلمت شيئاً فشيئاً بل وتمكنت بعون الله من أن أقرأ كل دولة خليجية وما يروق للنساء فيها من تصاميم... المرأة الخليجية لها أذواق مختلفة... كل دولة لها مسارها من ناحية التصاميم وحداثتها وجرأتها، وهناك سيدات ينوعن العباءات ... فواحدة للعمل والأخرى للمناسبات وعينة للخروج الى الأماكن العامة... اكتسبت المهارات مع تراكم الخبرة ولِلهِ الحمد». ليس ذلك فحسب، فأمل ترى أن التواصل وتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الآخرين أمر لا أحد ينكر أهميته، فالمشاركة في المعارض وعروض الأزياء والفعاليات المشابهة تتيح الفرصة لعرض انتاجنا، بل هناك فرص خارج حدود الخليج، فقد كانت لنا تجربة جدّاً موفقة بالمشاركة في أحد المعارض التي أقيمت في العاصمة الإيطالية (روما)، وكنا الوحيدين آنذاك حيث عرضنا نماذج من العباءات والجلابيات، وكان معرضاً تعريفيّاً عن مملكة البحرين ووقع علينا الاختيار، وكنا نشعر بالسرور لإعجاب الإيطاليين بإنتاجنا وهذا ما بدا واضحاً من خلال ما نشرته الصحافة هناك، وما نقلته الصحافة المحلية هنا أيضاً.

وكما هو الذهب البحريني بسمعته وصيته الواسع، أصبحت العباءة البحرينية لها الفضاء ذاته من الانتشار، فأمل ترى أنه كما يطلق أهلنا في الخليج وفي العالم العربي اسم «الذهب البحريني»، اكتسبت العباءة البحرينية شهرتها أيضاً، ذلك لأن ذوق المصممة البحرينية يسير متواكباً مع «كل ستايل»، ويروق للمرأة الخليجية كثيراً، نعم... الكثير من المصممات الخليجيات استطعن أن يكتبن لهن أسماء لامعة في تصاميم العباءات، لكن مازالت سمعة العباءة البحرينية في المقدمة.

العدد 3827 - الأربعاء 27 فبراير 2013م الموافق 16 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً