كحاجب، يحنو على عين
وفيها يأتلق...
نسبح في الفضاء، نستقبل الضياء
نفجر العيون في الواحات
نداعب الأعشاب والنخيل
في وهج الشمس... وفي الأصيل
***
أدمنت من طفولتي الأسفار
أكشف عن وجوه العالم الأستار
أهدي عقوداً من رياحين ومن أزهار
مدينة أهدي لها الورد، وأخرى أجمل الأشعار
ونجمة بجانبي... تحتضن الإعصار
***
مدائن غريبة، بعيدة قريبة
تملأني أخبارها... تشغلني أسرارها
وأن فككت طلسما منها أتتني غيرها
تقول عندي واحة المشتاق
تغمز لي بالطرف والأحداق
***
شهدت في العالم أصنافاً من الشعوب
وسرت في شوارع اللغات والدروب
وفي الثقافات وفي التاريخ والحروب
فلم أجد كالحب للنفس دواء شافياً وبلسماً
وعبرة التاريخ للعاقل نصحاً وفماً
ورفعة الأخلاق والتقوى لزيغ عاصماً
وفي العلوم للشعوب في الرقي سلماً
عواصم العالم قالت مثل ذاك انما
في وطني... يختلف الأمر تماماً... كلما
مرت جيوش للتتار
وعشش الجهل كليل يستر النهار
واستلب «الولاة» من شعوبنا القرار
***
يا نجمتي... أحببت في اشراقك القريب والبعيد
وعشت بين الناس من طوكيو إلى مدريد
أكلت من طعامهم، لبست من ثيابهم
نمت على الحصران والحرير
وكلما شط بي المسير
عدت إليك نجمتي
كأنني من فرح أكاد أن أطير
العدد 1553 - الأربعاء 06 ديسمبر 2006م الموافق 15 ذي القعدة 1427هـ