أنهى منتخبنا الوطني مشاركته في دورة الألعاب الآسيوية المقامة في الدوحة بالفوز على المنتخب السعودي في مباراة تحديد المركزين السابع والثامن منهياً بذلك مسلسل الهزائم التي تعرض لها في الدورة والتي بلغت 4 هزائم على التوالي وذلك بنتيجة (32/31) بعد أن انتهى الشوط الأول بالتعادل (18/18) في المباراة التي أقيمت على صالة نادي الغرافة.
وقدم المنتخب الوطني مباراة جيدة المستوى واصل بها المستوى المميز الذي قدمه أمام المنتخب الياباني وبخلاف العشر دقائق الأولى من الشوط الأول والخمس دقائق الأخيرة من الشوط الثاني كان المنتخب الوطني هو الأبرز والأحلى أداء بدليل اتساع الفارق قبل 7 دقائق من نهاية المباراة إلى 8 أهداف كان دليلا قاطعا على تفوق المنتخب الوطني إلا أن الدقائق الأخيرة وبسبب الإيقافات في الوقت الحرج تمكن السعوديون من تقليص الفارق إلى هدف واحد في مباراة أمتع ما فيها الخمس دقائق الأخيرة التي شهدت صحوة المنتخب السعودي وأما بالنسبة إلى منتخبنا الوطني فلقد كان جيدا إلى أبعد الحدود خلال المباراة.
ودخل منتخبنا الوطني المباراة بتشكيلة مكونة من أحمد منصور كالعادة في الحراسة بالإضافة إلى السيد مجيد الموسوي وجعفر عبد القادر وأحمد طراده وصادق علي (مهدي مدن) وعلي يوسف وأحمد التاجر ولعب المنتخب في الدفاع بالطريقة المعتادة 5/1 بتقدم أحمد طراده، فيما لعب المنتخب السعودي في الدفاع بطريقة 3/2/1 بتقدم قصي السعيد أمام الباكين نبيل العبيد وبندر الحربي والهدف من ذلك بالتأكيد الحد من خطورة الخط الخلفي لمنتخبنا الوطني.
وجاءت بداية الشوط الأول للمنتخب الوطني على غير ما يرام إذ لم يقدم المنتخب المستوى والعطاء المنتظر منه فيما كان المنتخب السعودي هو الأكثر تنظيماً في الشقين الدفاعي والهجومي وأحسن الانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم في الفاست بريك وخصوصاً الجناح الأيسر لديه علي السيهاتي وبالإضافة إلى ذلك برع الحارس السعودي عبد الله العبدلي في التصدي لهجمات المنتخب الوطني وخلال العشر دقائق الأول تصدى لأكثر من 5 فرص لمنتخبنا من الموسوي وجعفر عبد القادر وعلي يوسف وأحمد طراده ونتيجة لذلك كان من الطبيعي أن يتقدم المنتخب السعودي في النتيجة (6/2) مع الدقيقة العاشرة ونتيجة لذلك طلب الجنرال وقتا مستقطعا لإصلاح وضعية المنتخب في المباراة.
وفعلا نجح الجنرال في مساعيه وبدأ المنتخب الوطني يدخل أجواء المباراة ويجاري المنتخب السعودي وفي بادئ الأمر تحسنت الوضعية الدفاعية بالنسبة للمنتخب وتمكن مهدي مدن من إيقاف بندر الحربي في مركز الباك الأيمن ونجح طراده في إعاقة صناعة اللعب عند السعودي تركي البيض وأقع هذا التماسك الدفاعي للمنتخب السعوديين في الأخطاء وأجبروهم على إنهاء الكرات سهلة في يد حارس المنتخب أحمد منصور وفي الهجوم نجح الثنائي جعفر عبد القادر وصادق علي في دك المرمى السعودي من الخط الخلفي بمهارة ليقلص المنتخب الفارق في النتيجة تدريجيا (7/4) ثم (9/8) حتى أدرك المنتخب التعادل (10/10) مع الدقيقة 18 ولم يتوقف المنتخب عند هذا الحد بل واصل الصحوة في المباراة وتقدم لأول مرة في المباراة (11/10) في الدقيقة 19 وواصل في تقدمه حتى الدقيقة 23 (14/12).
وكان بإمكان المنتخب الوطني مواصلة تفوقه في النتيجة والأداء ولكن التسرع غير المبرر من قبل لاعبي منتخبنا الوطني في نقل الهجمات وتناقل الكرات لبناء هجمة منسقة يستطيع بها اختراق الدفاع السعودي أوقعته في أخطاء هجومية استغلها السعوديون جيداً عن طريق الفاست بريك عبر فيصل فلاته وتفطن المدرب السعودي كالديروش للخل الواقع في عمق دفاعه والذي كان يستغله المنتخب خير استغلال ودفع باللاعب القوي عبد الله الدوسري ليكون لاعب ارتكاز في الدفاع ونجح كالديروش في هذا التكتيك ليعود المنتخب السعودي ويعادل النتيجة (14/14) ثم تقدم أيضا (16/14) في الدقيقة 26 وفي هذه الدقيقة كذلك لعب المنتخب ناقص العدد لإيقاف عبدالرحمن محمد لمدة دقيقتين ليزداد موقف المنتخب سوءاً ولكن اجتهادات جعفر عبد القادر وأحمد طراده وجاسم محمد في الهجوم بالإضافة إلى توفق أحمد منصور في الحراسة أنهت الشوط الأول بالتعادل (18/18).
الشوط الثاني
ودخل المنتخب الوطني الشوط الثاني بروح عالية ونجح في الجانب الهجومي في هز شباك المنتخب السعودي عبر ثلاثي الخط الخلفي مهدي مدن وصادق علي وجعفر عبد القادر بالإضافة إلى علي يوسف عن طريق الفاست بريك والذي كان نتيجة للدفاع المركز القوي عدا بعض الهفوات على الدائرة جهة جعفر عبدالقادر وحسن مدن إذ سجل السعوديون 3 أهداف في أول 9 دقائق من الشوط من هذا المركز وبذلك تقدم المنتخب الوطني في النتيجة (21/20) ثم (22/20) حتى وصل الفارق إلى 5 أهداف(26/21) مع الدقيقة 10 على رغم أنه لعب ناقصاً أحمد طراده الذي أوقف لمدة دقيقتين مع الدقيقة 8، إذ لم يسجل السعوديون أي هدف في الوقت الذي سجل المنتخب ولا ننسى كذلك التألق اللافت للحارس أحمد منصور ومع تلك الدقيقة طلب مدرب المنتخب السعودي وقتا مستقطعا لإعادة لاعبيه إلى أجواء المباراة من جديد.
ولم يتوقف التفوق الأحمر بل استمر تصاعديا من الرائع إلى الأروع وكل ذلك بفضل الدفاع القوي الذي دخل به المنتخب في الشوط الثاني ومن خلفه بالتأكيد الحارس الذي برع في هذه المباراة أحمد منصور بدليل أن المنتخب السعودي وحتى الدقيقة 18 لم يسجل سوء 3 أهداف كان آخرها في الدقيقة 6 من الشوط وفي الشق الهجومي كان الثلاثي مهدي مدن صانع الألعاب والباكين صادق علي وجاسم محمد ومعهما الموسوي من مركز الجناح الأيسر يتألقون ويتفننون في هز شباك الأخضر حتى أن تقدم المنتخب (30/21 ) مع الدقيقة 19 ثم (30/22) وهي الدقيقة التي فطر فيها السعوديون بعد صيام دام 13 دقيقة ثم صارت النتيجة (32/24) مع الدقيقة 23.
وفي الدقائق السبع الأخيرة لعب المنتخب السعودي في الدفاع بطريقة 3/3 خصوصا بعد اتساع الفارق إلى 8 أهداف وضيق الوقت إذ لم يتبقى عن نهاية الشوط سوى 7 دقائق وبالتأكيد فإن مدرب المنتخب السعودي كالديروش أراد من ذلك الضغط على لاعبي المنتخب الوطني وإيقاعهم في الأخطاء بالإضافة إلى إبعاد الخط الخلفي لمنتخبنا الذي أبدع في هذا الشوط عن مرماه وبالفعل نجح كالديروش في مساعيه واستطاع تقليص الفارق إلى 3 أهداف مع الدقيقة 27 (32/29) وخصوصا بعد أن لعب المنتخب ناقصا من جعفر عبد القادر وحسن مدن للإيقاف لمدة دقيقتين لتزداد الأخطاء الهجومية التي استغلها السعوديون جيدا ثم قلصوا الفارق إلى هدفين (32/30) لتزداد المباراة إثارة ثوانيها الأخيرة ومن حظ المنتخب أن أوقف السعودي أحمد الينبعاوي في آخر دقيقة وانتهت المباراة بنتيجة (32/31)
العدد 1559 - الثلثاء 12 ديسمبر 2006م الموافق 21 ذي القعدة 1427هـ