العدد 3844 - السبت 16 مارس 2013م الموافق 04 جمادى الأولى 1434هـ

ولن أعود كمـــا كنت أبداً!

“زهراء دايت”: هذه قــــــصتي...

طفلة لم تتجاوز 10 عوام صنعت بعزيمتها الكثير، وجعلت من الصعب يسيراً، نهضت في صبيحة ذلك اليوم لتقول: «لن أعود كما كنت أبداً»، لتتخذ قرارها وهي تدرك بأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، ولم تعر أي اهتمام لكل الأقاويل وضربت بعرض الحائط كل تلك النظرات، لتقول بعدها: «هذه أنا... زهراء، وصلت اليوم لنصف المشوار ولن أتراجع!».

«زهراء دايت» روت قصتها لـ «الوسط الطبي» لتقول: «قررت ووالدتي تغيير الواقع، واتجهنا لاستشارية التغذية ناريمان لطفي قبل يوم واحد من بداية اليوم الدراسي، وهنالك حصلنا على النصائح التي وضعتنا على أول الطريق، ومع اليوم الدراسي الأول قررت أن أكون مختلفة».

وببراءة الطفولة تضيف: «كنت أعاني من السمنة، وهذا جعل من مهمة حصولي على الملابس المناسبة أمراً شاقاً، علاوة عن المشكلات التي كنت أواجهها في المدرسة من خلال مضايقتي من قِبل بقية الطالبات، وعدم قدرتي على المشاركة في حصة الرياضة؛ وهو ما انعكس على تحصيلي الدراسي».

كما تقول زهراء إن «البداية كانت صعبة، فقد امتنعت عن تناول كل الأطعمة التي يحبها الأطفال، على على غرار رقائق البطاطا المقلية والحلويات والشوكولاته»، مبينةً أنها لم تأكل «أي قطعة منها طوال الأشهر الستة الماضية» بل أكثر من ذلك بتأكيدها: «أصبح الأمر لا يشكل فرقاً في حياتي، أتناول الأطعمة المفيدة والصحية، ولم أعد أرغب حتى في تناول قطعة شوكولاته واحدة اليوم!».

وتقدم زهراء نصيحتها لكل الأطفال الذي يعانون من السمنة، معتبرةً أن «الإرادة والعزيمة هما المفتاح لتغيير الواقع، فالشخص الذي لا يملك ذلك سيبقى يعاني وستزيد معاناته مع مرور الوقت»، مؤكدةً أن «اتباع النظام الغذائي المتوازن مع ممارسة رياضة المشي بشكل يومي ساهما في فقداني 17 كيلوغراماً حتى الآن»، معتبرةً أن «هذا لا يمثل سوى نصف المشوار من أجل الوصول لمرحلة التناسق بين الوزن والطول، ومن بعدها يبدأ العمل على مرحلة أخرى قائمة على تثبيت الوزن والمحافظة عليه».

وتواصل زهراء: «لا أريد أن أعود كما كنت أبداً، سأواصل المشوار حتى النهاية، أريد تحقيق النجاح وإثبات أنه لا مستحيل في ظل وجود الإرادة والعزيمة والدعم من قبل الأهل»، مشيدةً بالدور الذي تقوم به والدتها التي تكرس جزءاً كبيراً من وقتها لتوفير كل ما تحتاج إليه لضمان تحقيق الهدف المنشود.

والدة زهراء (ربة منزل) تشير إلى أن «الحالة التي كانت تعيشها ابنتي قبل 6 أشهر كانت تؤثر سلباً على الحالة النفسية للأسرة كاملة»، مستدركةً: «غير أن حالة ابنتي الثانية من بين أربعة أشقاء شكلت نقطة تحول ليس بالنسبة لزهراء فقط، بل لكل أفراد الأسرة».

وتؤكد والدة زهراء أن «نمط الحياة قد تغير، وباتت العائلة اليوم تستبدل رقائق البطاطا والشوكولاته بالخضراوات والفواكه والأطعمة الصحية والمفيدة»، بل أكثر من ذلك لتقول: «لدى زهراء أخت صغرى كانت على مشارف التعرض للسمنة، ولكن تغيير أسلوب الحياة الخاص بنا جنبها الوقوع في المصير ذاته».

كما تنقل والدة زهراء تجربتها مع الحمية في ظل المهام المنزلية وتربية 4 أبناء، مشددةً على أن «الأمر لم يكن بالهين، غير أن تنظيم الوقت كان العامل الحاسم في قدرتي على مواصلة تقديم كامل الدعم لطفلتي، والمحافظة على تواصل العمل طيلة الأشهر الماضية، إضافة للدعم الكبير الذي يقدمه والد زهراء من خلال التشجيع المستمر»، وتضيف: «حياتنا تغيرت للأبد، لم نعد تناول الوجبات غير الصحية، وهذا كان له دور إيجابي حتى على الوضع المادي الخاص بالأسرة، ناهيك عن الجانب الصحي».

هي زهراء عصفور مدن أو من تعرف اليوم بـ «زهراء دايت». فتحت الطالبة في الصف الرابع الابتدائي حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي الانستغرام لتنقل من خلال أدواته مشوارها مع آفة العصر «السمنة»، حتى باتت بعد 6 أشهر تملك أكثر من 13 ألف متابع يترقبون كل يوم صورة وتعليق من طفلة وضعت حداً لمعاناة الجسد والروح، وانطلقت نحو أفق حياة تقول إنها أصبحت أفضل.

وتضع زهراء في حسابها على «الانستغرام» عبارة مؤثرة، تقول فيها: «زهراء حسن عمري 10 سنوات، كنت أعاني من سمنة مفرطة كادت تنهي حياتي، انشروا حسابي لكل طفل وأم، قد أكون سبباً في إنقاذ حياة طفل، فمشوار الألف ميل بدأ معي بدمعة».

وتؤكد زهراء أن حياتها «تغيرت عما كانت عليه قبل سبتمبر 2012، حينها كان وزني يقارب 73 كيلوغراماً؛ وهو ما يُعتبَر في مقياس المختصين سمنة من الدرجة الثانية، كانت تأثيرها كبيراً على صحتي، فقد كنت أعاني من قوس كبير من الساقين، وصعوبة في النوم وتواصل الشخير، إضافة للمضاعفات الأخرى، بل يقولون إن تأثير ذلك تعدى الإطار الصحي، وانعكس على حالتي النفسية ولأسرتي، حتى على مستوى تحصيلي الدراسي».

العدد 3844 - السبت 16 مارس 2013م الموافق 04 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 8:22 م

      الرشاقة درب السعادة

      ماشاء الله ربي يعطيك الصحة زهراء انتي انثى تستحقين التميز بالرشاقة واصلي والله وياك وان شاء الله توصلي للوزن المثالي حبيبتي انا كنت سمينه جدا ومع الارادة نزل وزني من 103 الى 78 والحمد لله واصلي دربك رشاقة

    • زائر 1 | 9:24 ص

      موفقه. زهوره

      وأصلي زهوره. انتي قويه. و مثل ما عرفت. امج. قويه يعطيكم. العافيه. و الله يوفقكم و توصلين للوزن اللي تتمنينه

اقرأ ايضاً