في وقت كثُر الحديث فيه عن الحميات الغذائية التي باتت النماذج منها تملأ الصحف والمجلات والإنترنت، ازدادت في قِبال ذلك الوصفات السحرية من الأعشاب والأدوية حتى الحقن التي تعد بإنقاص الوزن بسرعة ودون أي مجهود. ومن المؤسف أيضاً أن نرى كثرة الاجتهادات غير العلمية سواءً من قبل المراكز التجارية التي تسوق بضائعها أو من قبل الأفراد غير المختصين في هذا المجال وادعاء كل منهم امتلاكه الحل الأمثل لعلاج السمنة؛ ما جعل الفرد لا يعرف من يصدق ومن يكذب.

جاءت زهراء مع أمها تطلب الحل الصحي حتى تنهي مشكلتها مع السمنة. زهراء طفلة صغيرة بدأت تعاني من السمنة وهي لم تتجاوز الثامنة من عمرها. التعب وصعوبة التنفس من جراء أقل مجهود، الشخير المزعج أثناء النوم، سوء معاملة رفيقاتها في المدرسة، صعوبة الحصول على ملابس تناسبها. كل هذه الأمور أثرت سلبياً على ثقتها بنفسها وبقدراتها. ومنذ اليوم الأول أبدت زهراء جديتها ورغبتها الحقيقية واستعدادها لعمل كل ما يلزم لإنهاء هذه المشكلة.

في المرحلة الاولى تم تقييم نمط حياتها وعليه وضعت خطة لتغيير سلوكياتها الخاطئة بمساعدة ودعم كاملين من والدتها.

بدأت زهراء تطبيق النظام الغذائي الصحي الذي تم ترتيبه لها بالإضافة إلى النصائح والإرشادات التي تتعلق بسلوكياتها ونمط حياتها. وكان لأم زهراء دور كبير جداً بأن تبنت كل النصائح والإرشادات وقامت بتطبيقها ليس على زهراء فقط بل على جميع أفراد العائلة وهذا ما شجع زهراء أكثر في جهودها وساعدها على تحقيق هدفها.

لقد أثبتت زهراء تلك الطفلة الصغيرة أنه ليس هناك مستحيل وأن الحل يكمن في اختيار السبيل الصحيح وبالاستعانة بالشخص المختص في هذا المجال.