كيف للمهتم أن يكون ملماً بما يجري داخل الخيم الانتخابية التي تتسابق لجذب الجمهور وهي تجري جميعها في وقت واحد، وساعة واحدة، حارمة كثيرين من فرصة حضور جميع الفعاليات، والمشاركة فيها؟ المهتم بحضور فعالية بعينها، يركز في الغالب جولاته في محيط هذه الفعالية والخيم القريبة منها، فيحاول التنسيق للخروج من خيمة ودخول أخرى، أو توزيع الوقت الذي يمتلكه بينها، ربع ساعة في كل خيمة، وكفى. الموسم الانتخابي موسم ضخم، مهما حاول المرء المشاركة فيه بجدية، وحضور فعالياته التي تتوزع على دوائر البحرين المختلفة، فلن يتمكن بالتأكيد من الإلمام بكل ما يجري، وسيكون مقصراً مهما حاول. ولوسائل الإعلام دور في نقل ما يجري كل ليلة، ولأن الإذاعة والتلفزيون لم يعودانا نقل كل ما يجري في تلك الخيم بالتفصيل نتيجة للمحاذير الرسمية الكثيرة التي تقيدهما، وقع كل الدور على الصحافة، التي جندت بعضها فرقاً ضخمة لتغطية الفعاليات، أو تحاول. ولكن هل يستطيع أي فريق مهما كان حجمه وحرفيته وتوزعه أن يغطي كل الفعاليات كل يوم من دون تقصير، أم سيخضع في النهاية للانتقائية ليختار من بينها الأكثر أولوية؟

ليت مترشحينا الأفاضل انتبهوا إلى هذه النقطة، فركزوا أكثر على المناظرات التي تعطينا ما نريد أن نعرفهم، من دون حاجة لاستضافة محاضرين في خيمهم كل ليلة ليحاضروا في موضوعات تبتعد في أحيان كثيرة عن الجو السياسي العام في البحرين