العدد 1538 - الثلثاء 21 نوفمبر 2006م الموافق 29 شوال 1427هـ

المسكوت عنه في الانتخابات

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

يقول عالم الاجتماع السياسي فيليب برو «الناخبون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع بناء على دعوة رسمية تصدر بمرسوم. والمترشحون الذين يتقدمون للانتخابات يحملون بطاقة تحدد موقعهم في مكان ما من ميدان سياسي نصبت معالمه بعناية. ويعطي مجرى الحملة الانتخابية شيئاً من الحق للتقدير القائل أن ممثلي الشعب (يجعلون أنفسهم يُنتَخَبُون) أكثر ما يعدون (مُنْتَخَبين)».

وبمعنى آخر بسيط، يقول برو «إن ممارسة المواطن لامتيازاته - في الانتخابات - تُضبط بِشكل مزدوج من خلال القواعد القانونية والتصورات الثقافية والأيديولوجية» وأزيد على ما يقوله فيليب برو، ان المواطن شخصياً لم يكن من اختار هذه القواعد والنظم الضابطة أو أوجدها.

الخلاصة التي أسعى إليها هي ضرورة أن يهون «المنتصرون» المتوقعون من احتفالية التفرد والأحادية والعظمة المنتظرة. ذلك أن الوقوع في فخ «النصر» الكبير قد يرمي بالانتصار لأداء سياسي لا يزيد عليل، لا يزيد عما أنتجته «حماس» في انتصارها الوهمي على «فتح» في الانتخابات الفلسطينية الماضية.

نقول هذا ونحن على مشارف يوم السبت المقبل، إذ تفصلنا عن يوم الحسم ثلاثة أيام. وننتظر ممن سيكونون نوابنا الأربعين الجدد في المجلس النيابي ألا تحملهم نشوة «النصر» إلى المصير ذاته الذي انتهى عنده الآخرون في تجارب قريبة الزمان والمكان منا.

الإسلاميون سينتصرون، القوى الإسلامية من تياري الموالاة والمعارضة سيكون لها أن تحتفل، وسيشاركها نفر قليل من الليبراليين والوطنيين المغضوب عليهم، وعلى المنتصر الأكبر أن يدرك أهمية ألا يسعى - ولو حاز على الغالبية المطلقة - إلى فرض رؤيته وبرنامجه السياسي بواحدية منفردة مطلقة. لابد من إعطاء ذلك الآخر في المجلس، الآخر في الشارع، فرصة حقيقية للمشاركة السياسية، والتي فهمنا من فيليب برو كيف أنها لا تزيد من خديعة نظام مضبوط ومحدّد سلفاً.

يحق للجميع أن يصعد من خطابات الدعاية الانتخابية حتى يوم السبت المقبل، وبما يتصل إلى الدور الثاني، إلاّ أن الرؤية بعد ذلك يجب أن تتجه لاعتبار منافسي الأمس في الانتخابات شركاء القرار في المجلس النيابي، من دون أن يطولهم أي تهميش أو إقصاء يدفع ثمنه الجميع لاحقاً.

الوفاقيون خصوصاً، ومعهم القوى الوطنية، قد تتأتى لهم فرصة لم تكن تراود حتى أحلامهم، فقد يتحصلون على غالبية نيابية، ويجب ألا يستثمر تيار المعارضة هذا الإنجاز بطريقة سلبية، تصل بالعملية السياسية برمتها إلى طريق مسدود.

على قوى المعارضة، سواء أكانت غالبية في المجلس أو أقلية، أن تؤمن بالتشارك السياسي مع الآخر، وأن تؤسس لحوار وطني فاعل ومنظم، لا يحمل في طياته أية نبرة طائفية أو عرقية، فلقد اكتفينا بمفرزات أربع سنوات ماضية من «الهراء»

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1538 - الثلثاء 21 نوفمبر 2006م الموافق 29 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً