العدد 1540 - الخميس 23 نوفمبر 2006م الموافق 02 ذي القعدة 1427هـ

«هيومن رايتس» و«الدروع البشرية»

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

يُعرَفُ عن منظمة هيومن رايتس ووتش، التي تعد تحقيقات منتظمة ومنهجية عن انتهاكات حقوق الإنسان في نحو سبعين بلداً في مختلف أنحاء العالم، أنها سبَّاقة في فضح انتهاكات حقوق الإنسان بما تنشره من معلومات موثوق بها في أوانها، وهذه السمعة هي التي جعلتها مصدراً أساسياً للمعلومات للمعنيين بحقوق الإنسان.

وبدأت المنظمة نشاطها في العام 1978 بإنشاء قسم أوروبا وآسيا الوسطى - الذي كان يُعرف آنذاك باسم منظمة هلسنكي لمراقبة حقوق الإنسان - أما اليوم فقد أصبحت تضم كذلك أقساماً تغطي إفريقيا والأميركيتين وآسيا والشرق الأوسط. وفي إطار عملها هذا، دعت المنظمة أمس الأول (الأربعاء) المجموعات الفلسطينية المسلحة، إلى عدم تعريض حياة المدنيين للخطر بتشجيعهم على تشكيل «دروع بشرية» لمنع الجيش الإسرائيلي المحتل من قصف منازل رجال المقاومة. وذكرت المنظمة أن «على الجماعات الفلسطينية المسلحة عدم تعريض حياة المدنيين للخطر بتشجيعهم على التجمع في منازل المسلحين المستهدفة من قِبل الجيش الإسرائيلي».

وجاءت هذه الدعوة بعد أن لجأ الفلسطينيون العزل في الأيام الأخيرة إلى التدفق بالمئات إلى منازل المسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة؛ لمنع الجيش الإسرائيلي من تدميرها، بعد تلقي أصحابها مكالمات هاتفية من الجيش الإسرائيلي تأمرهم بإخلائها قبل تدميرها.

ولكي نكون منصفين، لم تركز المنظمة في دعوتها على الجانب الفلسطيني فقط، بل تناولت الطرف المحتل أيضاً وتساءلت عن «الهدف العسكري» الإسرائيلي من «استهداف منازل الفلسطينيين بعد أمرهم بالخروج منها». وقالت إن «على الجيش الإسرائيلي أن يقدم تفسيراً فورياً لهدفه العسكري في استهداف منازل بعد أمر سكانها بإخلائها». وذكرَّت المنظمةُ الجيشَ الإسرائيلي بأن أي تدمير لمنازل المدنيين يجب أن يتم وفقاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان.

شكراً للمنظمة التي تهتم بحماية أرواح المدنيين ومنهم - طبعاً - الفلسطينيون. ولكن نقول لها إنها أغفلت السبب الذي دفع هؤلاء «الدروع البشرية» إلى وضع أنفسهم في موضع الخطر وتناست أن الآلة الحربية الإسرائيلية صارت تستبيح الأراضي الفلسطينية وتقتل بكل دم بارد المسلحين وغير المسلحين نساءً وأطفالاً، ما جعل الفلسطينيين لا يضعون حساباً لمسألة الخوف من الموت الذي صار يطاردهم ويحصد فيهم صباح مساء. فكل بيت فلسطيني صار هدفاً للدمار والقصف. أي أنه ليس هناك ميدان لمعركة تدار بل صار كل شبر في فلسطين ميدانَ حربٍ، فماذا نتوقع أن يفعل هؤلاء يا هيومن رايتس ووتش؟

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 1540 - الخميس 23 نوفمبر 2006م الموافق 02 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً