العدد 3867 - الإثنين 08 أبريل 2013م الموافق 27 جمادى الأولى 1434هـ

تنمية المواهب

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

المواهب في شتى المجالات هي ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها وتنميتها، فالعنصر البشري في العصر الحديث هو أهم عناصر الانتاج ومن دونه لا تتحقق أي نهضة أو رقي.

فالبشر أهم من الحجر، ومهما امتلكت من إمكانات وخامات من دون العقول القادرة على استثمارها فهي لا شيء، ولذلك تهتم الدول المتقدمة بالإنسان أولا بل تستقطب العقول المبدعة من شتى أنحاء العالم وليس العقول الجاهلة الموجهة.

وكما بقية المجالات فإن المجال الرياضي يعتمد بالأساس على المواهب التي من خلالها يمكن أن نرتقي بمستوى رياضتنا ونحقق الإنجازات خليجيا وعربيا وآسيويا ودوليا.

ولا شك في أننا نمتلك خللا كبيرا في صقل وتنمية هذه المواهب سواء من خلال البرامج المتخصصة أو من خلال الأندية، وهذا راجع لخلل في البنية الأساسية للرياضة التي مازالت في مرحلة الهواية وفي مرحلة ملء وقت الفراغ للشباب أكثر منها صناعة قائمة بذاتها كما هو موجود في الدول الاحترافية حول العالم.

ونظرا لغياب البنية الاحترافية فإن مهمة صقل المواهب وتنميتها أصبحت مهمة عسيرة، بل انتقل الاهتمام لدى البعض إلى جلب الرياضيين الجاهزين بمبالغ كبيرة من الخارج بدل صقل المواهب الوطنية.

وفي ظل هذا الغياب لتنمية المواهب، زادت المسئولية الملقاة على الرياضيين أنفسهم، فالإرادة والاجتهاد قادران على تخطي كل الصعاب.

من يعتقد ان الإنسان البحريني أو العربي هو أقل من الانسان الأوروبي هو مخطئ تماما، فالله سبحانه وتعالى خلق البشر متساوين وأعطى لكل فرد مميزات ومواهب وما عليه سوى تنميتها واظهارها.

نحن نمتلك من المواهب الكثير، وفي المجال الرياضي فإن هناك رياضيين قادرين على بلوغ العالمية وما عليهم سوى السير على طريق نظرائهم في الدول المتقدمة.

من يعتقد أن ميسي أو رونالدو أو انيستا أو غيرهم بلغوا ما بلغوه بالموهبة فقط هو مخطئ، فهؤلاء يتدربون طوال اليوم وينامون ويصحون على كرة القدم ويتدربون لساعات وساعات صباحا ومساء .

فاللاعب في أوروبا مثلا يتدرب في اليوم الواحد أكثر من 5 ساعات بين تدريبات صباحية ومسائية في الملاعب وصالات التقوية البدنية ومعظمها تدريبات متخصصة وفردية إلى جانب التدريبات الجماعية ويأكل ويشرب بنظام غدائي متوازن ومتكامل، مقابل ساعة تدريب واحدة أو ساعتين للاعبين المحليين، وهي تدريبات في معظمها جماعية لا تهتم بالنواحي الفردية لكل لاعب، وبالتالي لا تسهم في تنمية المواهب.

ومن ملاحظاتي لتدريبات الفرق وخصوصا الفئات العمرية الصغيرة في الأندية المحلية، أن المدربين يظلون يتكلمون ويثرثرون في التدريبات أكثر مما يدربون، حتى أن اللاعب يرجع للمنزل دون أن يعرق أو تتسخ ملابسه فكيف يمكن أن تتنمى موهبته؟!.

من يجد في نفسه الموهبة ويمتلك الوقت فالأجدى به أن يسعى إلى تنميتها بنفسه ومن خلال التدريب المستمر والمتواصل لساعات طويلة في ظل غياب بنية رياضية حقيقية قادرة على الاهتمام بالمواهب، فكما أن العلم يحتاج إلى دراسة متواصلة ولساعات طويلة، فإن الرياضة كذلك تحتاج إلى تدريبات مكثفة ولساعات طويلة يوميا لمن كان يطمح في بلوغ العالمية.

أما تدريب الساعة الواحدة الذي أكثره كلام وكأن البطولات تتحقق بالكلام فإنه لا يغني ولا يسمن من جوع ولا يطور مهارات أو يصقل مواهب، فبالجد والعمل وسهر الليالي تبنى الحضارات، وبالتدريب والتدريب تصقل المواهب، ومن يمتلك الموهبة ولا يسعى بنفسها لتنميتها فقد ظلم نفسه ومجتمعه.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3867 - الإثنين 08 أبريل 2013م الموافق 27 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً