العدد 3885 - الجمعة 26 أبريل 2013م الموافق 15 جمادى الآخرة 1434هـ

«الطائفية مستقبل أسود»... قيثارة تعزف نغماً وطنياً يزعج عقول الفتنة

حملة خليجية عالمية بجهود شباب يرفضون التأجيج المذهبي

تصدياً للحملات الطائفية المغرضة التي نشطت فضائيات ومواقع الكترونية وحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد في تأجيجها وتسميم المجتمع الإسلامي بها، نهضت بضع أفكار على أيدي شباب خليجيين لإنتاج الأفلام القصيرة والمقاطع الترويجية التي تنادي بتحطيم (الفكر الطائفي المريض) من خلال مخاطبة العقول والضمائر.

ومن أبرز تلك الحملات حملة «الطائفية مستقبل أسود»، وهي التي طرحتها وتبنتها مؤسسة «قيثارة» للإنتاج والتوزيع الفني وبدأت في بثها على شبكات اليوتيوب ليشاهدها ملايين الناس، ولربما وجدت صداها في نفوس الكثيرين منهم، ولاسيما أولئك الذين يشدون على أيدي الفريق العامل بعبارة من قبيل: «أتمنى أن ينشر في القنوات الفضائية لزيادة الوعي بين الناس... شكراً على العمل الجميل الذي قمتم به». فمثل هذه العبارات، كفيلة بأن تؤكد أن الممارسات الطائفية التي (تشمئز) منها النفوس الطيبة عبر الفضائيات والوسائل التقنية الإعلامية الهائلة عبر شبكة الإنترنت بتمويل سيئ الأصل، يمكن أن تواجهها أفكار يسيرة وبإمكانات محدودة لكنها شديدة التأثير.

وبثت «قيثارة» حلقتها الأولى من حملة (الطائفية مستقبل أسود) ضمن فيلم قصير جداً مدته دقيقة و93 ثانية، لتقع عليه عيون مئات الآلاف ويتغلغل الى عقولهم قبل وجدانهم. ففي ذلك المشهد، يبدو اثنان من الأصدقاء من الطائفتين الكريمتين. تسبقهما مشاهد تحريض وتأجيج وقتل وإرهاب وعنصرية تبثها القنوات الطائفية، ما تلبث أن تعكس أثرها الصدامي بين الاثنين فيبدآن بالتشابك بالأيدي الى حد التقاتل وإدماء الرؤوس والأجساد وتحطيم الصورة التذكارية التي تمثل العلاقة الجميلة بينهما. ينظر كل منهما الى الآخر وهو يلهث في حالة غضب مؤجج الى أعلى حد. ثم تهدأ النفوس. ويجلس الاثنان ليشاهدا مباراة في كرة قدم وهما في غاية الانسجام والمحبة ضمن فاصل على الشاشة، تظهر عبارة: «أيها السني، إن الشيعة الروافض هم العدو الأول للسنة»، فينظر السني الى صديقه الشيعي بريبة، وكذلك الحال حين تختفي تلك العبارة وتظهر عبارة اخرى تقول: «أيها الشيعي، إن السنة النواصب هم العدو الأول للشيعة»، فيتبادل الصديقان نظرة حادة، ويعودان للصراع والتشابك من جديد في الوقت الذي تبث فيه الشاشة مشاهد التفجيرات والإرهاب والمسلحين، حتى تصبح الغرفة التي تجمع الاثنين كأنها ساحة حرب... تضطرب الغرفة بما فيها وتهتز الى أن يتحرك الرف الذي يحمل القرآن الكريم، وقبل سقوط كتاب الله المقدس على الأرض، يهرع الاثنان للإمساك به. وينتهي المشهد بمسك المصحف من الطرفين حفاظاً عليه وتظهر عبارة: «الطائفية مستقبل أسود... ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا».

ويمكن بسهولة قراءة ردود الفعل في التعقيبات أسفل كل مشهد، فمن بين الآراء من كتب: «في اعتقادي الشخصي أن الطائفية منبعها التطرف من كلا الطرفين فهذا يسب ذاك وذاك يلعن هذا... من هنا بدأت شرارة الفتنه الطائفية، وللأسف، يوجد من يدعمها من رجالات يدعون الدين ومرجعيات وينبشون في الماضي ويحرفون ويقومون بالسباب واللعن لدرجة انها اصبحت عقيدة في الدين للأسف! ليس هذا هو الاسلام. الاسلام دين اخاء وتسامح ونبذ لكل طائفية وعنصرية والعيش في احترام متبادل بين الجميع واحترام الرموز الاسلامية. ولكن هل من منصت؟ هل من مجيب هل من عاقل يقول كفانا سبابا ولعنا؟»، وتأثير مثل هذه الأعمال البسيطة في مستواها العظيمة في معناها، كإنتاج قيثارة، هو بمثابة لحن يزعج عقول الفتنة، ويغيظ الطائفيين أياً كان انتماؤهم.

والجميل في العمل، أن الفنانين الشباب والفنيين وكل الكوادر العاملة فيه تعطي من وقتها وجهدها الشيء الكثير، ومن المال ما هو باهظ لإنتاج مثل هذه الأعمال، وكما يقول المخرج السعودي الشاب محمد الشعلة، فإن كل ذلك يؤكد إيمان شريحة كبيرة من الشباب في الخليج، وخصوصاً أولئك المهتمين بمعاني الوحدة الوطنية السليمة والتعايش والتفاهم، بأن دورهم يكمن في تقديم فن راق باستخدام ما أمكن من وسائط لإيصالها الى الجمهور، موضحاً: «لم يعد التحكم فيما يفرض على الناس من أفكار قائماً حتى بإمكاناتك المتواضعة. بإمكانك أن تنتج أعمالاً فنية وأدبية واعلامية عبر الوسائط المتاحة... وتصل الى الناس... سواء أولئك الذين يؤمنون بما تطرح ويباركون لك أو أولئك الذي هم جزء في نشر الفتن والطائفية، فيغضبون منك... لكن متى ما غضب أولئك فإن رسالتك وصلت».

ولعل قائمة طويلة من الفنانين من أبناء الخليج العربي سنة وشيعة أصبحوا يبادرون للمشاركة في تلك الأعمال، واذا ما كانت الحلقة الأولى من حملة «الطائفية مستقبل أسود» قد شارك فيها كل من الفنانين: عبدالرحمن بودي، مراد أبوالسعود، وهي فكرة موسى ثنيان وفاضل الشعلة الذي وضع السيناريو أيضاً وقام بالتصوير والمونتاج أحمد الجارودي بإضاءة ميثم البحراني ومكياج مهدي الجصاص، فإن مجاميع أخرى من الشباب الفنانين من الجنسين، أصبحوا يقدمون الدعم لمثل هذه الأعمال ذات النوايا الوطنية والدينية النقية، ويبدأون الاستعداد للمشاركة مالياً وفنياً، كل ذلك من أجل ايصال رسالة أبناء الخليج الشرفاء بأنه (لا مكان للطائفيين الذين يريدون أن يجعلوا مستقبلنا... أسود بتآمرهم مع أعداء الأمة الإسلامية وخصوصاً الصهاينة وما يحيكونه في مؤتمراتهم من مؤامرات، يفسح لها الطائفيون المجال وينفذونها من أجل وزن ثقيل من المال، ووزن ثقيل من العار).

العدد 3885 - الجمعة 26 أبريل 2013م الموافق 15 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 5:20 م

      مجرد سؤال

      سني أو شيعي .. شيعي أو سني .. ألستم مسلمين ، ألستم مسلمين !!

    • زائر 3 | 8:27 ص

      وُحدة وُحدة إسلامية

      لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ اِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ وَلا نَعْبُدُ إلاّ اِيّاهُ مُخْلِصينَ لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرَهَ الْمُشْرِكُونَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ رَبُّنا وَرَبُّ آبائنَا الاَْوَّلينَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ اَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَاَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الاَْحْزابَ وَحْدَهُ فَلَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيي وَيُميتُ وَيُميتُ وَيُحْيي وَهُوَ حَىٌّ لايَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْء قَدير

    • زائر 2 | 7:51 ص

      شكراااا

      استاذ سعيد... تحية قطيفية لك وللوسط

    • زائر 1 | 2:12 ص

      أنت سني لو شيعي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أنت شيعي لو سني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      من أروع ما شاهدت .
      ويوضح الطائفية وشلون ناخرة فى جسم المجتمعات
      على قولتهم الناس وصلت القمر وانتوا للحين أنت سني لو شيعي ؟ وأنت شيعي لو سني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اقرأ ايضاً