العدد 3917 - الثلثاء 28 مايو 2013م الموافق 18 رجب 1434هـ

حاضر ومستقبل السجناء

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كشفت الجمعية البحرينية لحقوق الانسان أنها خاطبت عدداً من الجهات الرسمية، للسماح للطلبة الموقوفين بأداء امتحاناتهم النهائية في المراحل الدراسية المختلفة، إلا أنها لم تلقَ استجابة من الجهات المعنية.

الأرقام المتداولة اليوم عن ألفي سجين ومعتقل سياسي، الجزء الأكبر منهم من الشباب، وكثير منهم طلبة جامعات ومعاهد ومدارس ثانوية وإعدادية. وخلال الشهرين الأخيرين صدرت أحكامٌ بالسجن على مئتي شخص متهمين في قضايا أمنية، وتراوحت الأحكام بين سنتين وخمسة عشر عاماً.

من الستينيات حتى الثمانينيات، كان السجناء من نخبة الحركات القومية واليسارية والاسلامية، يُعدّون بالعشرات، في عمليات أمنية جراحية، أما في التسعينيات، فتصاعدت أعداد السجناء إلى خانة المئات، نظراً لطبيعة الحراك الشعبي الواسع. أما بعد حراك فبراير 2011، ومع نزول عشرات الآلاف إلى الشوارع وما تلاها من أحداث، فكانت أعداد الضحايا بالآلاف، سواءً المفصولين من العمل أو المعتقلين والسجناء.

هؤلاء المواطنون، سيقضون سنوات طويلة في السجن، ومن حقّهم على الدولة أن توفّر لهم ظروفاً إنسانية في السجون. وفي مقدمة هذه الحقوق المدنية السماح لمن يرغب منهم في مواصلة الدراسة، كما يجري في بقية دول العالم المحتضر التي تحترم حقوق الإنسان. فالتعليم الأساسي حقّ دستوري، تتكفل الدولة بتوفيره لمواطنيها، ومن واجبها تسهيل ذلك على السجناء. وهي إحدى المبادئ التي تقوم عليها فكرة تحويل السجن إلى مؤسسات تأهيلية وإصلاح حقيقي.

الجمعية البحرينية خاطبت وزير شئون حقوق الإنسان صلاح علي، ووزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، والنائب العام علي فضل البوعينين، والمفتش العام إبراهيم الغيث، لتمكين الطلبة الموقوفين والمحكومين من أداء امتحاناتهم النهائية للفصل الدراسي الجاري، بناء على الشكاوى التي تلتقها الجمعية من أهالي المعتقلين، إلا أنها لم تحصل على رد. وهي مسئوليةٌ يجب تتحملها الجهات المذكورة، تجاه مصير مئات الطلبة من أبناء الوطن... ليس في هذا الفصل الدراسي فحسب، بل للسنوات المقبلة.

قبل خمسة أسابيع، حضرت معرضاً لمقتنيات السجناء والموقوفين وما ينتجونه من أعمال فنية ولوحات وأشعار، واستوقفتني مجموعة من المخطوطات للمصوّر محمود عبدالصاحب، المحكوم ثلاث سنوات، وتبيّن أنه كتب أكثر من 12 مخطوطاً كلها مشاريع كتب، تتوزع على مجالات الفكر والتاريخ والفلسفة والخواطر الشعرية. وكان السجين الذي يطمح لكتابة رسالة الماجستير، يشكو من قلة المصادر، وعدم السماح بإدخال أكثر من كتابين في كل مقابلة. وشدّني أن أكتشف أن جواهر لال نهرو كان يشكو من المشكلة نفسها (قلة الكتب) يوم كان سجيناً في الثلاثينيات، أيام الاستعمار البريطاني، الذي كان يحتل البحرين أيضاً. فلماذا تستمر قوانين الاستعمار البريطاني القديمة في سجوننا حتى اليوم؟

حياة السجين أو المعتقل لا تنتهي ولا تتوقف وراء القضبان، ويجب أن يضع له برنامجاً يومياً متنوعاً، للحفاظ على صحته الجسدية والنفسية، وفي مقدمة ذلك القراءة والاطلاع وتعلم ما يتاح له من مجالات ولغات، لئلا يخرج من السجن أمياً جاهلاً بما يدور حوله من تقدّم وتطورات.

إن من واجب الجهات الرسمية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، مراجعة هذا الأمر، ووضع الآليات الكفيلة بتسهيل حياة ودراسة هذا العدد الكبير من السجناء، وعدم قطع شريان الثقافة ولا الدراسة والتعليم عنهم، التزاماً بفلسفة التأهيل، والنأي تماماً عن فكرة الانتقام أو الإذلال والتجهيل.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3917 - الثلثاء 28 مايو 2013م الموافق 18 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 11:15 ص

      المصلي

      وزارة حقوق أنسان ووزير حقوق أنسان معاني كبيره وكبيره جداً في مدلولها ولكن مع الأسف الشديد في دول العالم الثالث ليس لعا تفعيل على الواقع هي بمثابة الرقص على الجماجم هي للأستهلاك الأعلامي فقط فلا يوجد احترام للأنسان هل لي أن اسأل وزير مايسمى بحقوق الأنسان هل كلف نفسه العناء ولو لساعه واحده ليتفقد السجناء ويعرف ماهية ضروفهم في المعتقل وما يمرون به من عذابات وقهر وأذلال وهل نزل ليرى بأم عينيه ما يتعرض له المواطن مريض السكلر ويكتشف العلاج الفاشل والخطط العقيمه لعلاج المرضى والذين يدفعون اعمارهم

    • زائر 23 | 9:59 ص

      سجون البحرين للعقاب والذل والإنتقام

      سيدنا عندي سؤال .. هل الأجواء مهيئه لك في سجون البحرين وخصوصا الحوض الجاف؟ بالنسبه لي وأتكلم لك عن تجربه شخصيه سابقاً في 2012 لايمكنك أن تدرس لعدة أسباب, أما الآن فالوضع سيء جداً في الحوض الجاف حيث المعامله السيئه المهينه المحطه للكرامه والأكل السيء جداً جداً ,, هناك تفاصيل لا يسع ذكرها هنا وعليك بسؤال أحد معارفك عن وضع المعتقلين في الحوض الجاف بالتحديد.

    • زائر 22 | 6:18 ص

      إحصائية

      ألفي معتقل سياسي ياشيخ من وين تييب هالأعداد

    • زائر 20 | 4:31 ص

      نعم للصحفي المصلح

      نحمد الله ونشكره ان في كتاب وصحفيين امثالكم الوسط كلكم لكشف حقيقة معانات معانات الناس ومحاولة حل مشاكلهم لان السكوت عن الحقوق ومعانات ومشاكل الناس يزيد الظلام في طغيانهم ونومهم على الباطلوعدم اعطاء كل ذي حق حقه

    • زائر 19 | 3:55 ص

      أسأل الله ان يعجل نقمته فقد ضاقت الصدور

      لقد بلغ السيل الزبى وبلغ الظلم بهذا الشعب مبلغه وحلم الله واسع ولكنه ايضا شديد الانتقام ويملي ويمهل ولكنه لا يهمل.
      عن نفسي اتوقع يوما من ايام الله قادم فليتقي من يظلم عذاب الله

    • زائر 18 | 3:18 ص

      ذكريات سجين في الثمانينات

      أتذكر وقتها أن الهفكري وضع علي أيدينا لمدة ستة أشهر متواصلة وبعد أضراب شاق جدا تم خلعه منا ثم وضع مرة أخرى لمدة ثمانية أشهر أخرى أنها ذكريات حفرها التاريخ لا يمكن نسيانها وعند الله المحتسب

    • زائر 17 | 2:37 ص

      إنه لمن المخزي والمعيب ان يقضي خيرة شباب الوطن وراء القضبان لانهم طالبوا بحقوقهم

      حقوق اقرّها الله في كتبه وفي رسالاته وأقرتها كل الدساتير والقوانين الأرضية :
      أليس من العار على أمة ان يرزخ شباب طالبوا بكل ما هو منطقي ومعروف لدى كل العالم فقط عندما تصل النوبة لهذا الشعب يكبل وراء القضبان.
      لكن نقول لهم قل كل يعمل على شاكلته فمن يرد رضا الله ونعيمه سيقف مع حق هذا الشعب ومن يرد غضب الله وجحيمه فهما ينتظرانه وكل منا سيلقى ما قدّم
      وسيندم من يظلم يوم لا ينفع الندم ولا يقاس عذاب الآخرة بسنوات العذاب في الدنيا فهي وان طالت لا تقاس ببقاء ونعيم دائم ابدي

    • زائر 15 | 2:20 ص

      ناشدوا وزير حقوق الانسان!!! بل هو وزير حقوق الدولة فقط

      من المآسي التي حلّت على هذا البلد استحداث وزارة فقط لتدافع عن الحكومة تحت مسمى هو الآخر مسروق ومبيوق ومسلوب من الشعب لأن حقوق الانسان تتكلم عن اي انسان يطاله الظلم فهل الشعب هو من ظلم الحكومة لكي يكون الوزير دائم الدفاع عن كل مواقف الحكومة ولم يقف مرة واحدة مع حق مواطن
      فأي حقوق انسان هذه؟

    • زائر 21 زائر 15 | 5:17 ص

      لو فنوا اهلي وعزوتي ما ناشدت هذا الرجل !!

      لو فنوا اهلي وعزوتي ما ناشدت هذا الرجل !! كيف تتطلب ممن هو شريكجنك وايذائك ،، كمتا انه لم ولن يعمل لك شيء لأنك في ونظره مجرم ، الطلب من لله ومن الشرفاء المنصفين .

    • زائر 13 | 2:09 ص

      للاسف

      سجونهم للانتقام وليس لشي اخر

    • زائر 16 زائر 13 | 2:25 ص

      اصبت

      بالضبط احسنت

    • زائر 12 | 2:07 ص

      المروءه والمرء ونفسه والمرء وذاته

      بقال عديم مروءه كما يقال قليل الذات، بينما من سوء الحظ أنه يتعثر وقد يقع وقد لا يقع في السجن بتهمه تلفق له أوزور واحد من أولاد حارتنا الأباليس المد زوزون والمندسون بين الناس في مجتمع ها الديره. فهل الجريمه مشتركه بين الساسه والمندسين أم جهاز المخابرات مسلطهم على الناس من غير وجه حق؟

    • زائر 11 | 1:36 ص

      هذا هو الدرس البليغ لا تتركهم يدمرونك

      حياة السجين أو المعتقل لا تنتهي ولا تتوقف وراء القضبان، ويجب أن يضع له برنامجاً يومياً متنوعاً، للحفاظ على صحته الجسدية والنفسية، وفي مقدمة ذلك القراءة والاطلاع وتعلم ما يتاح له من مجالات ولغات، لئلا يخرج من السجن أمياً جاهلاً بما يدور حوله من تقدّم وتطورات

    • زائر 10 | 1:22 ص

      ثلاثيات ورباعيات الخيام

      أبو فراس الحمداني إنسجن وكتب أراك عصي الدمع .. وسعيد العويناتي قتل ليس لشعره وأبو نفور بعد ... وغاندي في السجن كان ومانديلا في السجن ومجيد مرهون بعد كان في السجن. يظهر ها السجون صناعة بريطانيه لمحاربة الارهاب في البحرين. لكن ما يندرا ليش الارهاب في البحرين في ها الفقاره يحاربونه ويتركون المرهبين الحقيقيين. يا الله فككفها عاد؟

    • زائر 9 | 12:59 ص

      التسعينيات

      من أدب التسعينيات اشعار على لوحات فنية مرسومة على القماش الابيض (سروال الابيض) يقطع ويرسم عليه منها طريق الى بيت قديم تحفه الاشجار وبيت من الشعر على شكل قوس يقول
      خذوني الى الاطلال عند الاصيل فمنظر الاحباب يشفي غليلي
      والاهم ان من خط ومن رسم وصلوا الى الانفرادي لمدة شهر

    • زائر 8 | 12:44 ص

      التسعينيات

      سجن اليوم بتضيحات الامس حيث لم يكن فيه مكيفات ولا تهوية حيث الامراض والجرب والاغماء من شدة الحر حتى وصول الصلب الاحمر لنا ويكاء الاطباء منهم لسوء حالنا وبعدها بدء الاضرابات والانتصار على إدارة السجن مع دعم الصليب الاحمر والمنظمات الاخرى فوصول المكيفات ولكن على حساب صحتنا من الامراض والاهم من ذلك استمرار الدراسة والتعليم في أسوأ الظروف والان فرحتنا مستمرة وأيضا الامراض مستمرة لكن أخوتي ينعمون في السجن بما حققناه في التسعينيات

    • زائر 7 | 12:39 ص

      اييي

      في التسعينات كان عمري 16 سنه وكنت معتقل وضعوني انا ومجموعه في ممر داخل مركز الشرطه لمدة شهرين وكنا ننام على الارض بدون فراش لازلت اتذكر كنا نضع النعل تحت روسنا لانه لا توجد وساده وكنا معصبين العين ومكبلين الايدي الى ان جاء الصليب الاحمر وتعدل حالنا بعض الشي.

    • زائر 6 | 12:31 ص

      والله غريب طلبك

      تريد من الحكومه توفر لهم هذه الطلبات والاسلام ينادي ويصرخ ويقول المدنب برئ حتى تثبت عليه الوزر وبدليل صريح صحيح وفى وطنى من يقع فى الفخ كأنه مجرم كبير يجب تعديبه وضربه وحبسه واو واو وسجنه عشرات السنين.

    • زائر 5 | 12:21 ص

      التسعينيات

      ابداعات لا نظير لها من الاشعار واللوحات كنا نرسم على القماش الابيض ( سروال ثوب أبيض) ويستغربون من أين الالوان التي تلون بها اللوحات ؟ والجواب عود أذون + ديتول+ وأكياس يوضع عود الاذون في الديتول ويأخذ الالوان من الكتابة على الاكياس ويأخذ اللون المطلوب ؟ لكن عقوبة من يجدون اللوحات عنده تصادر ويسجن أنفاردي الصنطرية ( السجان) يتهاوشن عليها أي يبوقونها من كثر الابداع

    • زائر 4 | 12:19 ص

      جميع السجناء بالف خير و لا يوجد تعذيب

      و لا تفتيش داخلي او خارجي

    • زائر 3 | 12:13 ص

      التسعينيات

      قلم الرصاص ( البنسل) عندما تنكسر مقدمته توضع في (عود أذون) وتسخدم في الكتابة وكان عزيزا هذا القلم وعندما يستعار في سرية تامة على المستعير ألأف وصية لكي يحافظ على هذا القلم ومن ضمن الوصايا إذا وجد عندك في عمليات التفتيش تقول ملكك وليس من عند فلان ويجب أن تعلم عقوبة قد تصل الى شهر أنفرادي

    • زائر 2 | 12:08 ص

      التسعيينيات

      أضربنا عن الطعام حتى تدخل الكتب الدراسية وعدم احتسابها من الكتب العامة كان لكل سجين أربعة كتب فقط وفعلا بعد الضغط بالاضراب سمحوا لنا بادخال الكتب الدراسية لكن بعد مزيدا من القرحات في المعدة وضعف في الكلي نتيجة عدم الاكل والاهم النتجية بعد العفو معضم الطلبة في الثانوية من السجناء تخرجوا بنسبة عالية تفوق 90 % كان السجن أكبر من أن يقارن بجامعة حتى الفرنسية تدرس والادارة والفلسفة والمنطق والفقه والانجلينزية

    • زائر 1 | 11:01 م

      سيد للحين ماعرفت السياسه

      هذي سياسة :: موت والى قتلتك

اقرأ ايضاً