العدد 3923 - الإثنين 03 يونيو 2013م الموافق 24 رجب 1434هـ

هل انتهى الربيع العربي أم أنه لم يبدأ بعد؟

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حتى وقت قريب جداً كان الكثير، بمن فيهم السياسيون وعلماء الاجتماع والاقتصاد، يؤمنون باقتناع تام بأن عصر الثورات السياسية والانقلابات العسكرية قد انتهى لغير رجعة، وأن التغيير في المجتمعات لمستقبل أفضل ليس له إلا طريق واحد، وهو التطور التدريجي والتراكم الطبيعي لتخطو المجتمعات المتخلفة نحو المزيد من الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان، ولتصل إلى المجتمعات والدول المتقدمة دون إراقة الدم.

وكان ذلك ليحدث لولا الكثير من العقبات التي اصطنعتها الأنظمة الحاكمة التي لا تزال تتمسك بامتيازاتها التي تفوق أي تصور في العصر الحالي، وبمساعدة القوى الرجعية الموغلة في التطرف، والتي ترفض أي تقدم للإنسانية في مجتمعاتها، متمسكة في ذلك بفكر ديني أبدعه شيوخ ووعاظ السلاطين منذ استيلاء الخلافة الأموية على مقدرات ومصير الدولة الإسلامية، بحيث أصبح خليفة المسلمين يورث الحكم دون الاعتبار لمبدأ الشورى الذي اتفق عليه المسلمون منذ وفاة الرسول الأعظم (ص)، ومهما كانت الخلافات المذهبية بين الفرق الإسلامية بعد ذلك إلا أن مجرى التاريخ لا يمكن إنكاره.

لقد ظل الحكم منذ ذلك التاريخ وراثياً بغض النظر عمّا كان الحاكم مؤهلاً لخلافة وحكم المسلمين أو كان باغياً يستمتع باللذات المحرمة ويسرق أموال المسلمين وينثرها على عائلته وأتباعه كيفما يشاء.

ومنذ ذلك الوقت أشاع وعاظ السلاطين حرمة الخروج على الحاكم مهما كان ظالماً وبغياً مستعينين بذلك بالآية الكريمة «وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» (النساء: 59)، وعدد من الأحاديث الضعيفة أو المشكوك في إسنادها أو حتى صحتها.

ولذلك ظلت الدول الإسلامية على مدى التاريخ، إلا ما ندر، تتبع حكامها وإن جاروا، ويبرر شيوخ الدين فيها الظلم واستعباد الناس وأكل حقوقهم بالباطل ونهب مقدرات الدول بتفسير الآية الكريمة بشكل مغلوط وناقص فنفس الآية تقول: «فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول» (النساء: 59)، أي أن الحكم هنا بين الحاكم والمحكوم هو شرع الله، وليس ما يقوله وعاظ السلاطين.

الأسوأ من ذلك ما يقوم به هؤلاء الوعاظ من بث الفرقة بين الناس وتحويل أي حراك شعبي إلى نزاع طائفي والإمعان في تحريك النفَس الطائفي بين أبناء الدين الواحد، مثل هؤلاء الوعاظ لا يتورعون عن تكفير أصحاب المذاهب الأخرى وزرع العداء والفتن.

نعم، كان الأمر ليتطور بشكل طبيعي لو أن الدين أُبعد عما يرتكبه الحكام من مظالم بحق الناس، نعم كنا في العالم العربي لنقبل أن يتطور نظامنا السياسي بشكل متدرج، وأن نقبل بأن يتطور نظامنا الاقتصادي من نظام ريعي إلى نظام متنوع، ولكن في الظروف الحالية، حيث لا وجود لرأي الناس، وحيث البرلمانات شكل صوري للديمقراطية، وحيث يخصص للحاكم العربي نصف موازنات الدولة، وحين يتخطى تابعو النظام الحاكم جميع القوانين دون مساءلة، وحين يروج علماء الدين لحرمة الخروج على الحاكم، فيمكن القول إن كل ما حدث من انتفاضات وثورات في عدد من الدول العربية ما هو إلا مجرد إرهاصات أولية ومبدئية لما سيحصل لاحقاً، وإن الربيع العربي لم يبدأ بعد.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3923 - الإثنين 03 يونيو 2013م الموافق 24 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 6:59 ص

      (وعاظ السلاطين)

      من الغريب و العجيب أن يظهر لنا فى هذه الايام بعض الشيوخ الذين يفتون و يحللو ن و يحرمون على مزاجهم وهذا الشيخ الذى أصدر فتواه بسفك دماء العلويين و الهاشميين . الا يعلم من هؤلاء الذين يقصدهم ؟ هم من بيت الرسول الاعظم (ص) منهم العلماء و المجتهدين و الفلاسفةو الحكماء ألا يستحى هذا الشيخ من نفسه ؟! هم يستطيعون الرد عليه وهم ليسو ضعفاء و لكن منعا للفتنه فهم لا يريدون فعل ذلك.

    • زائر 14 | 3:44 ص

      إذا كانوا ثلاثه مو فلافه فالشيطان رابعهم

      شوف من ربعه أو مرابع لهم من. هذا ما أول كانو يقولون. العرب اليوم يدعون ويتكلم واحد من الشعب بلهجه حضرميه من حضر موت، وآخر يتحدث قطري وآخر عراقي وآخر مغربي.. يعني عربي مو عربي. فهل ربيعهم بصير بالعربي ما يتحدون لكن دائما مختلفون ومتى حدث ذلك حق عليهم القول أنهم إما لا يبصرون أو معميون أو مغضوب عليهم.. لكن ليش غضب الله عليهم ؟ هذا مسأله من المسائل عدل؟

    • زائر 13 | 3:43 ص

      ابتداء الربيع ولم تتفتح ورده بعد

      بدءت الشعوب تستفيق في أن من حقها العيش بكرامة دون منة من أحد أو الاستجداء والذل والهوان بأسم الوالي ولا الحاكم ولا صاحب الجلالة فالارض أرض الله والخير كله للناس سواسيا الربيع العربي أو الاسلامي أو حتى العالمي فكله ربيع شعوب

    • زائر 10 | 2:23 ص

      الربيع

      ابتداء الربيع العربي ،ولكنه لا يزال طفل رضيع

    • زائر 9 | 2:16 ص

      ما يحصل هو بداية الوعي الشعبي

      الشعوب اذا وعت لا تقبل الاستحمار ابدا وما يحصل الآن هو بداية حقبة الوعي
      او كما يقال للنائم استفاق للتو ولكنه لم يصحصح.
      بالطبع الحكام لا يعرفوا هذا الكلام واذا عرفوه فهم يقرأونه من اليسار الى اليمين اي بالعكس لذلك لا يفهمون

    • زائر 8 | 2:15 ص

      جمر كان وبني جمره وسرعة التغيير مطرده

      قال إتحدوا يا عمال العالم.. لكن الظاهر العمال مختلف فيهم وعليهم ولا يوجد إتفاق موحد الا ها الضريبه الجمركيه. واحد يحسبهم مثل جحا ويطلعهم أشغال شاقه وآخر يخليهم خدم وتصنيفات وتصريفات لهذه الأفعال من البشر ولا يحسب إحساب الآجله وكل واحد من المستعجلين أرباب العمل. حتى العمل صارله رب. يعني واحد مسمي ناس وأسماهم عن الناس وأعلى نفسه وصار علوه أعلى من الناس وصروا الناس بالنسبه اليه ويش .. دنو. فهل الناس أدنا وأولاده أسمى وأعلى من بقية الناس. من سواها عاد؟

    • زائر 7 | 1:51 ص

      التطور مرهون بوعي المجتمعات فإذا حصل الوضع فالتطور حتما قادم

      التطور حتما قادم بسبب تطور المجتمعات ورقيها الثقافي والعلمي ومها حاول البعض وضع العصي لايقاف هذا التقدم فإنما يفعله فقط هو وضع اسم له على مزبلة التاريخ والا فالتطور حاصل حاصل اكيد لا محالة لأن الشعوب اذا بلغت مستوى معين من النضح فلن تقبل بأن تبقى مكبلة ويتلاعب بها ثلة من المتمصلحين السراق

    • زائر 6 | 1:34 ص

      لا لم يبدأ

      لا عزيزي لم يبدأ بعد :
      لانه الشعوب سا تنتصر قريباً وكل ظالم سا يذهب الي حساب الشعوب قبل حساب رب العلمين

    • زائر 4 | 1:28 ص

      ههههه

      لا يا خوك إنتهى بس ريح روحك و إرتلح

    • زائر 2 | 12:36 ص

      ؟؟؟؟؟

      أنطر يا لى يجيك الربيع العربي وياه الجت.

    • زائر 1 | 12:24 ص

      الربع العربي

      الربيع العربي هو شراره ربيع العالم

اقرأ ايضاً