العدد 1577 - السبت 30 ديسمبر 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1427هـ

اختتام 2006 بإعدام صدام

قبل شروق شمس السبت 30 ديسمبر / كانون الأول 2006 كان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يلفظ لحظاته الأخيرة مع التفاف حبل المشنقة حول رقبته... وبحسب ماقاله مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي وممثل الادعاء العام العراقي القاضي منير حداد - الذين حضرا عملية الاعدام - فإن صدام حافظ على رباطة جأشه وهو يواجه حبل المشنقة بعد ان أدرك مصيره واستسلم الى قدره من دون مقاومة. قرأ القاضي على صدام حسين قرار الحكم، وبعدها نقل صدام مقيد اليدين الى غرفة الاعدام، بينما كانت الكاميرا توثق كل مراحل تنفيذ الحكم. ارتدى صدام بدلة وقبعة سوداء ومعطفا وحذاء اسود وقبل تنفيذ الحكم تم نزع القبعة عن رأسه. وقبل وضع حبل المشنقة حول رقبته سئل ان كان يريد شيئا فأجاب، صدام «لا اريد شيئا». ثم طلب منه نطق الشهادة بترديدها خلف احد رجال الدين وبعدها نقل الى منصة الاعدام، ورفض صدام حسين وضع غطاء اسود على رأسه قبل وضع حبل المشنقة حول رقبته.

التوقعات لما سيحصل بعد تنفيذ حكم الإعدام بصدام تباينت، فالبعض رأى ان اعدامه سيقلل من حدة العنف في الشارع العراقي بينما رأى آخرون انه سيلهب الوضع الأمني اكثر مما هو عليه الآن.

وصرح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد تنفيذ إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ان صدام كان «طاغية لا يمثل اي طائفة من الشعب (...) ولا يمثل الا نفسه الشريرة». وفي كلمة نشرها مكتبه، قال المالكي «نرفض رفضا قاطعا اعتبار صدام ممثلا عن اين فئة او طائفة من مكونات الشعب العراقي. فالطاغية لا يمثل الا نفسه الشريرة». ورأى الرئيس الاميركي جورج بوش في بيان في مزرعته في كروفورد (تكساس) ان تنفيذ حكم الإعدام في صدام حسين يشكل «مرحلة مهمة» على طريق إحلال الديمقراطية في العراق و«نهاية سنة صعبة للشعب العراقية ولقواتنا». وأضاف ان هذا الحدث «لن ينهي العنف في العراق لكنه يشكل مرحلة مهمة على طريق العراق باتجاه ديموقراطية يمكن ان تحكم نفسها بنفسها وتتمتع باكتفاء ذاتي وتدافع عن نفسها وتكون حليفة في الحرب على الارهاب». صدام حسين حكم العراق بقبضة من حديد منذ 1979 وحتى سقوط نظامه في التاسع من ابريل / نيسان 2003، واعتقل صدام حسين (69 عاما) في ديسمبر/كانون الاول 2003، وحكم عليه بالاعدام في الخامس من نوفمبر / تشرين الثاني 2006 اثر ادانته بقتل 148 عراقياً من بلدة الدجيل، شمال بغداد، ورفضت محكمة التمييز الطعن في الحكم في 26 ديسمبر 2006.

انعكس قرار الحكم باعدام صدام على الشارع العراقي اذ انطلقت مظاهرات مؤيدة واخرى معارضة له رغم فرض الحكومة العراقية حظراً على التجوال في العاصمة بغداد وثلاث محافظات اخرى هي ديالى وصلاح الدين والأنبار.

على المستوى البحريني، تباينت آراء ردود فعل البحرينيين تجاه خبر اقتراب ساعة الصفر لاعدام صدام حسين، اذ قال نائب برلماني من كتلة المعارضة «إن الاعدام هو المصير المحتوم لما اقترفه الرئيس المخلوع صدام حسين، فهذه نتيجة حتمية لكل الطغاة والجبابرة الذين أزهقوا الأرواح وأذاقوا الويل لشعوبهم وإن إعدامه سيسدل الستار على حقبة مظلمة من تاريخ العراق والمنطقة».

وعلى الجانب الآخر قال نائب قريب التوجه الرسمي «إنه مهما اختلفت الآراء بشأن ما جرى في أيام حكم صدام حسين إلا أن وضع رقبته على المشنقة ما هي إلا بداية لوضع رقاب زعماء العرب بمختلف مسمياتهم على المشنقة من قِبل أميركا وحلفائها»?

العدد 1577 - السبت 30 ديسمبر 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً