العدد 1577 - السبت 30 ديسمبر 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1427هـ

إعدام صدام ودفنه في الرمادي

نفذ قرار إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية فجر أمس، في نهاية عنيفة مثيرة لزعيم حكم العراق بالخوف على مدى ثلاثة عقود. وعرض تلفزيون «العراقية» الحكومي لقطات لصدام يتحدث فيها مع منفذي الحكم وهما يضعان حبل المشنقة حول رقبته. وعرض تلفزيون آخر لقطات ذات جودة منخفضة تظهر الجثمان في كفن أبيض وكانت رقبة صدام ملتوية وظهر على خده الأيسر ما بدا بقعة دم أو كدمة. وقال مسئول عراقي شاهد الإعدام: «كان الأمر سريعاً جداً. مات على الفور». إلى ذلك، نقلت طائرة أميركية وفداً ضم شيخ قبيلة البوناصر التي ينتمي إليها صدام إلى بغداد لتسلم الجثمان. وستقوم المروحية نفسها بإعادة الوفد إلى تكريت لدفن صدام في مقبرة العائلة بمنطقة العوجة. و قالت ممثلة دفاع إن جثمان الرئيس العراقي السابق صدام حسين نقل على متن طائرة أميركية الى مسقط رأسه في تكريت مساء امس (السبت) حيث سلم الى زعماء عشائر لدفنه.

وقالت المحامية اللبنانية بشرى الخليل إن جثمان صدام الذي نفذ فيه حكم الاعدام شنقا فجر امس بسبب جرائم في حق الانسانية موجود الآن في تكريت. ونقلت وكالة أنباء رويترز في ساعة متأخرة من ليل أمس عن أسرة صدام قولها إن صدام سيدفن في الرمادي بدلاً من مسقط رأسه في العوجة.

ودعا رئيس الوزراء نوري المالكي أنصار صدام البعثيين إلى إنهاء تمردهم، والانضمام للعملية السياسية وإعادة إعمار العراق، بيد أن قيادياً بارزاً في حزب البعث رفض دعوة المالكي. وفيما يبدو رداً سريعاً، أدت سلسلة انفجارات في كل من بغداد والكوفة إلى مقتل أكثر من 70 شخصاً، في وقت تباينت فيه ردود الفعل في الشارع العراقي. ففي بغداد خرجت جموع غفيرة مبتهجة بالحادث بينما عبر سكان قرية العوجة عن غضبهم لإعدام صدام وقالوا إنه شهيد في المعركة ضد الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.


المالكي يدعو أتباع الرئيس المخلوع الانضمام للعملية السياسية والبعث يرفض

إعدام صدام شنقاً وسلسلة انفجارات تودي بحياة 75 في الكوفة وبغداد

بغداد - أ ف ب، رويترز

اعدم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية فجر أمس (السبت) في نهاية عنيفة مثيرة لزعيم حكم العراق بالخوف على مدى ثلاثة عقود قبل أن يطيح به غزو أميركي العام 2003. وأعقبت الحدث سلسلة انفجارات في بغداد والكوفة أودت بحياة أكثر من 75 شخصا. من جانبه، دعا رئيس الوزراء نوري المالكي أتباع الرئيس الراحل إلى الانضمام إلى العملية السياسية ولكن حزب البعث رفض الدعوة.

وعرض تلفزيون العراقي الحكومي لقطات لصدام يبدو رابط الجأش ويتحدث مع منفذي الحكم الذين كانا يرتديان أقنعة وهما يضعان حبل المشنقة حول رقبة الرئيس السابق. وعرض تلفزيون آخر يديره لقطات ذات جودة منخفضة تظهر الجثمان في كفن ابيض وكانت رقبة صدام ملتوية وظهر على خده الأيسر ما بدا كبقعة دم أو كدمة. وقال مسئول عراقي شاهد الإعدام «كان الأمر سريعا جدا... مات على الفور». وأضاف أن وجه الرئيس السابق كان مكشوفا وانه ظهر هادئا وردد دعاء قصيرا في حين كان حراس عراقيون يقودونه إلى المشنقة ويحكمون الحبل حول رقبته. وردد صدام الشهادتين حين كان الحراس يقتادونه إلى المشنقة.

وقال سامي العسكري وهو حليف سياسي لرئيس الوزراء نوري المالكي بعد تنفيذ الإعدام وراء أبواب مغلقة في منشأة تابعة لوزارة العدل في شمال بغداد «سمعنا عنقه ينكسر».

من جانبه، روى موفق الربيعي عملية تنفيذ الإعدام قائلا انها «تمت بحضور قضاة ومدعين عامين وطبيب وشهود». وتحدث الربيعي عن «بعض المشادات الكلامية قبل صعوده إلى المشنقة لرفضه وضع كيس اسود على رأسه». ووصف الربيعي صدام في تلك اللحظة بأنه «كان ضعيفا جدا بشكل لا يصور». وأكدت مستشارة رئيس الوزراء للشئون الخارجية مريم الريس أن عملية الإعدام «صورت»، موضحة أن اللقطات ستبث لاحقا.وأوضحت الريس أن جلسة الإعدام حضرها أيضا القاضي منير حداد والمدعي العام منقذ آل فرعون وطبيب وممثل عن رئيس الحكومة نوري المالكي.

من جانبه، أكد مسئولان عراقيان أن صدام وحده اعدم ليصححا بذلك نبأ تحدث عن إعدام برزان التكريتي وعواد البندر أيضا. وقال القاضي في محكمة التمييز في المحكمة الجنائية العليا منير حداد ان «صدام وحده اعدم».

ودعا رئيس الوزراء أنصار صدام البعثيين إلى إنهاء تمردهم.

وقال المالكي إن إعدام صدام ينهي كل المراهنات المحزنة على احتمال العودة إلى الديكتاتورية. وحث أتباع النظام المخلوع على إعادة النظر في موقفهم، مشيراً إلى أن الباب مازال مفتوحا أمام أي أحد يده غير ملطخة بدم أبرياء للمساعدة في إعادة أعمار العراق من أجل كل العراقيين.

وأفاد مسئولون أن المالكي لم يحضر تنفيذ الإعدام. وعرض التلفزيون الحكومي لقطات له وهو يوقع أمر تنفيذ الحكم.

إلى ذلك،رفض قيادي بارز في حزب البعث دعوة المالكي للحزب المنحل من أجل الانخراط في العملية السلمية بعد ساعات من تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس السابق. واعتبر القيادي البعثي الذي عرف نفسه «بأبو إبراهيم» أن دعوة المالكي مجرد «تمويه وتزوير غير قابل للتطبيق». وأضاف أن المالكي وحكومته «لا يمتلكون الصدقية أو الرؤية السياسية وبالتالي فهم يلعبون في النار» موضحا أن المخرج يكمن في «إزاحة الاحتلال». ونفى أبو إبراهيم إجراء أي حوار مع الحكومة العراقية أو الإدارة الأميركية سائلا أين «القيادات البعثية التي تشترك في الحوار». وخرج بعض المواطنين الذين عانوا من القمع تحت حكم صدام إلى الشوارع احتفالاً بتنفيذ الحكم. ففي بغداد سمع إطلاق نار متقطع لمدة قصيرة وباتجاه أحياء غالبية سكانها من الشيعة. لكن الوضع عاد إلى طبيعته في المدينة صباح أمس على ما يبدو. وفي المقابل عبر سكان قرية العوجة الفقيرة التي ولد فيها صدام عن غضبهم أمس لإعدامه وقالوا إنه شهيد في المعركة ضد الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.

وفي سياق متصل طالبت رئاسة إقليم كردستان العراق في بيان أمس بعدم إسدال الستار على «جرائم» الرئيس الراحل صدام بحق الأكراد. وجاء في البيان «من الضروري ألا يؤخذ في تنفيذ حكم الإعدام حجة في عدم توثيق جرائم الأنفال وحلبجة والقتل الجماعي ضد آلاف الأكراد الفيليين والبارزانيين وإسدال الستار عليها».

وفيما يبدو ردا سريعا من المقاومة قتل انفجار قنبلة 36 شخصا في بلدة شيعية في عملية من نفس نوعية الهجمات الطائفية.

وقالت الشرطة في الكوفة القريبة من مدينة النجف أن 36 شخصا قتلوا وأصيب 58 في انفجار السيارة الملغومة في سوق مزدحم بالناس. وأضافت أن الجمهور المحتشد قتل رجلا اتهموه بزرع القنبلة.

في غضون ذلك أفادت مصادر أمنية عراقية أن 37 شخصا قتلوا وأصيب 76 آخرون بجروح في انفجار ثلاث سيارات مفخخة بعد ظهر أمس في حي يقع في شمال غرب العاصمة العراقية، في حين كانت الحصيلة السابقة أشارت إلى مقتل 25 شخصا. وأضافت هذه المصادر أن «ثلاث سيارات مفخخة انفجرت في وقت واحد في حي الحرية ما أدى إلى مقتل 37 شخصا وإصابة 76 آخرين بجروح». ويعتبر حي الحرية مختلطا يعيش فيه سنة وشيعة. وفي هجوم مستقل، قتل شخصان وأصيب ثمانية آخرون في انفجار سيارة مفخخة، مركونة على جانب الطريق، قرب مستشفى الطفل في الإسكان (شمال بغداد).

من ناحيته، أعلن الجيش الأميركي أمس مقتل ستة جنود في العراق ما يرفع عدد جنوده الذين قتلوا في هذا البلد خلال الشهر الجاري إلى 107 وهي اكبر حصيلة خلال شهر واحد منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2004.


رغد تريد دفنه في اليمن والعشيرة تريده في تكريت

جثمان صدام حسين لن يغادر العراق

بغداد - أ ف ب، رويترز

أعلن مسئول مقرب من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أمس أن جثمان الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي اعدم فجرا لن يغادر العراق. وقال هذا المسئول طالبا عدم الكشف عن اسمه أن «الجثة لن تغادر العراق ولا نستطيع في الوقت الحاضر تحديد مكان دفنه إلا انه سيدفن».

وكان نجيب النعيمي احد محامي صدام أعلن قبلا في تصريح لتلفزيون سكاي نيوز البريطاني أن جثمان الرئيس السابق يمكن أن ينقل إلى خارج العراق. وقال النعيمي ان تحديد مكان دفنه يعود إلى عائلته.

إلى ذلك كشف تقرير صحافي يمني أمس أن ابنة الرئيس المخلوع رغد صدام طلبت من الحكومة اليمنية السماح بدفن جثة أبيها في اليمن لحين «رحيل الاحتلال من العراق» ثم إعادة دفنه في موطنه بالعراق.

وقالت مصادر مطلعة لصحيفة «الصحوة» في تصريحات أمس إن رغد التي تعيش في المنفى بالأردن طلبت من السلطات اليمنية «التدخل لدى سلطات الاحتلال في العراق لتسليم جثة والدها بعد إعدامه إلى أسرته المقيمة في اليمن».

من جهتها، قالت متحدثة باسم ابنتي صدام، رغد ورنا أمس إنهما تابعتا اللحظات الأخيرة في حياة والدهما عبر التلفزيون وكانتا فخورتين بوالدهما وهو يواجه تنفيذ حكم الإعدام وهو ثابت.

وفي سياق متصل، طالبت عشيرة صدام وكذا بلدية تكريت مسقط رأسه بنقل جثمانه إلى البلدة في طائرة أميركية وتحت حراسة أميركية حتى يتم دفنه. وقال الشيخ علي الندا من قبيلة البيجات ومقرها تكريت إن صدام يتعين أن يدفن بجانب ولديه الراحلين عدي وقصي?

العدد 1577 - السبت 30 ديسمبر 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً