يواجه أولياء الأمور بأسئلة صعبة كثيرة من أبنائهم طوال حياتهم، وربما يكون أحد أهم هذه الأسئلة على الإطلاق هو استفسارهم حول التخصص الذي ينبغي اختياره، وما هو التخصص الذي يضمن فيه وظيفة جيدة براتب جيد وفرصة للترقي؟

الجواب على هذا السؤال، بحسب تقرير أعدته جمعية «وعد» في دليلها الإرشادي لخريجي الثانوية العامة، صعب للغاية وخاصة في غياب الإحصاءات المنشورة عن التخصصات ومعدل الرواتب ومجالات العمل، ولا يمكن التنبأ بدقة بمستقبل سوق العمل ولا أي الوظائف ستتيح أفضل الفرص بعد أربعة أعوام من الآن عندما يتخرج أبنائنا من الجامعة. ولكننا نستطيع رغم ذلك من خلال دراسة الاقتصاد البحريني معرفة بعض ملامح المستقبل وسوق العمل.

ولتسهيل البحث عن إجابة يجب على الطالب (ووالديه) الإجابة على الأسئلة التالية:

ما هي مواهب الطالب وميوله ومهاراته وأفضل درجاته؟

الطالب الضعيف في الرياضيات قد يجد صعوبة في دخول كلية الهندسة، التي تتطلب كل تخصصاتها مستوى عالٍ في الرياضيات. والطالب القوي في إقامة العلاقات مع الآخرين قد يجد في تخصص التسويق (marketing) في كلية إدارة الأعمال ضالته. أما إذا كان متفوقا في المحاسبة (طلبة القسم التجاري) أو في الرياضيات ويرغب في دخول كلية إدارة الأعمال فقد يجد ضالته في تخصص المحاسبة (accounting) أو البنوك والتمويل (banking & finance) أو الاستثمار (investment) أو إدارة المخاطر (risk management).

ما هي الوظائف المتوفرة في السوق حاليا وما هي التي يتوقع لها نموٌ؟

هناك العديد من الوظائف التي يمكن لخريج المرحلة الثانوية الحصول عليها، بعد الدخول إلى الجامعة والتخصص في مجال دراسية مطلوبة في سوق العمل، وعلى سبيل المثال، هناك نقص في السوق في الوقت الحالي لمتخصصين في الاستثمار العقاري، وإدارة المخاطر، والاستثمار حيث لا تخرج الجامعات المحلية هذه التخصصات. وبينما يمكن للمتخصص في هذه المجالات العمل في قطاعي العقارات والبنوك وأسواق الأسهم، وهي أهم القطاعات المالية حيث تزيد الرواتب عن المتوسط، ويستطيع الخريج المتفوق أن يتخطى حاجز الألف دينار شهريا قبل نهاية سنته الثالثة في العمل.

كما أن هنا نقص في بعض التخصصات الهندسية وخصوصا مع قدرة المصارف والشركات العقارية الاستثمارية على استقطاب المهندسين، الذين حصلوا على تدريب إداري جيد في بعض كبريات الشركات. وكذلك يوجد نقص في بعض التخصصات، مثل: هندسة وأمن الشبكات الإلكترونية: وتخصصات علوم الاتصالات.

خلال السنوات الماضية توسعت الوظائف في مجال الإعلام بسبب زيادة عدد الصحف من اثنتين إلى 5 صحف، وعدة مشاريع لمجلات أسبوعية وإعلامية. وهناك طلب على المحامين من المتمكنين من اللغة الإنجليزية أو من المتخرجين من جامعات بريطانيا وغيرها من الدول الناطقة بالإنجليزية.