العدد 3943 - الأحد 23 يونيو 2013م الموافق 14 شعبان 1434هـ

سمو الشيخ محمد بن مبارك يفتتح أعمال منتدى الأمم المتحدة للخدمة العامة 2013

أناب عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، رئيس اللجنة العليا لتقنية المعلومات والإتصالات لإفتتاح أعمال منتدى الأمم المتحدة للخدمة العامة 2013 يوم أمس الاثنين (24 يونيو 2013) في مسرح البحرين الوطني.

ورحب نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، رئيس اللجنة العليا لتقنية المعلومات والإتصالات بالمشاركين والحضور ونقل إليهم تحيات راعي الحفل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وتمنياته للمشاركين بطيب الإقامة في مملكة البحرين والنجاح في أعمال المنتدى.

وأكد سموه في كلمة ألقاها على حرص المملكة بالإستمرار في مواكبة مستجدات العصر في مجال الخدمة العامة وتطبيق القوانين والتشريعات المنظمة للعمل الحكومي التي صدرت تباعاً منذ أكثر من قرن من الزمن وخضعت للتحديث والتطوير تحقيقاً لكفاءة الأداء والإدارة الرشيدة، وأن حكومة مملكة البحرين تعمل وفي ظل المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى على أن يقوم قطاع الخدمة العامة بدوره في تنفيذ البرامج الحكومية على الوجه الأكمل من خلال تطوير الأداء وتحقيق التميز وتشجيع الإبداع وتطوير مؤسسات الخدمة العامة في سعيها لتحقيق أهدافها الوسائل والآليات، ويأتي في مقدمتها توظيف التقنية والشفافية والمسئولية، إضافة إلى عدد من البرامج التي تحفز على العمل والانتاج.

وأضاف سموه إلى أن حكومة البحرين تعمل على توفير خدمات عامة للمواطنين من واقع الإيمان بمبادئ وأهداف الأمم المتحدة، بحيث تتمتع بالجودة وتلبي تطلعاتهم وآمالهم، وتقوم على مبدأ الشفافية والمشاركة، وإن من أولويات المرحلة القادمة هي الارتقاء بأداء مؤسسات الدولة وهذا ما يحتم الإطلاع على تجارب الغير التي قطعت أشواط كبيرة في هذا المجال ومن هنا تنبع أهمية مثل هذه اللقاءات لدول المنطقة والدول النامية بشكل عام.

وقال لقد أدركت مملكة البحرين منذ وقت مبكر أن تقنية المعلومات والإتصالات هي المحرك الأساسي الذي يخلق التحولات الجذرية في الخدمات الحكومية، وبذلك أصبحت الحكومة الإلكترونية في مملكة البحرين بفضل وإدارة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر، ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ومن خلال الخدمات التي تقدمها عبر مختلف المنصات الالكترونية التي تلبي المتطلبات الجديدة للمواطنين الذين أصبحوا يبحثون عن الكفاءة في العمل والتفاعل السريع وسهولة التواصل مع مختلف أجهزة الدولة.

وتابع سموه إن انعقاد هذا المنتدى يوفر فرصة سانحة للتحاور وتبادل الآراء والتجارب والخبرات للعمل على ترسيخ منظومات متطورة للعمل الحكومي تواكب التقدم التقني الكبير الذي يشهده العالم وبالأخص في مجال الحكومة الإلكترونية والتي نجحت مملكة البحرين بحمد الله بتحقيق نجاحات نوعية فيها، وأصبحت في سنوات معدودة من أفضل وأنجح المشاريع الحكومية في المنطقة.

وقال سمو الشيخ محمد بن مبارك أن الاحتفال بتوزيع جوائز الامم المتحدة للخدمة العامة يأتي دليلاً على اهتمام العالم ممثلاً في منظمته الدولية بقطاع العمل العام وطرح ومعالجة ما يواجهه هذا القطاع الهام من تحديات في كثير من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كالبطالة والصحة والتعليم حيث تعد هذه المجالات خط الدفاع الأول في رعاية الإنسان وتطوره والسبيل الأمثل لتحقيق اهداف الألفية والتنمية المستدامة للدول والمجتمعات.

وهنأ سموه في ختام كلمته المكرمين بجوائز الأمم المتحدة نظير ما يتحملون من مسئولية في خدمة البشرية والإسهام في تحسين حياة الأفراد والمجتمعات.

وقد نقل مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لأفريقيا ماجد عبدالفتاح عبد العزيز ومبعوثه الخاص للمؤتمر في كلمة ألقاها نيابة عن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون تقدير الأمم المتحدة لجلالة ملك البحرين لوضعه هذا المنتدى تحت رعايته الكريمة، وعلى حرص مملكة البحرين على المشاركة الفاعلة في مختلف برامج الأمم المتحدة لتطوير الخدمة العامة، ولقد جاء اختيار مملكة البحرين لانعقاد هذا المؤتمر لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط تقديراً لجهودها في تطوير الخدمات العامة ونجاحها في تحقيق تقدم كبير في مجال الحكومة الإلكترونية وأود ان انتهز هذه الفرصة لأقدم خالص التهنئة للبحرين ملكاً وحكومة وشعباً على الجهد الكبير المبذول لنجاح المؤتمر.

وتناول عبدالعزيز في كلمته كذلك أهمية يوم الخدمة العامة الذي تحتفل به الأمم المتحدة سنوياً بتاريخ 23 يونيو من كل عام، مشيراَ إلى أن الجوائز التي ستقدم هذا العام لمختلف الدول والمشاريع تظهر مدى الكفاءة التي من الممكن تحقيقها في مجال الخدمة العامة على المستوى العالمي، وتأتي تقديراً وتحفيزاً للجهود المبذولة في هذا الجانب.

ومن جهته أشاد النائب الأول لرئيس وزراء جمهورية قيرغيستان دجومارت أوتوربايف في كلمة له بإستضافة مملكة البحرين لهذا المنتدى، وقال: "لم يكن لهذا المنتدى أن ينعقد من دون التعاون الدولي المثمر وأود أن أشير إلى أن النجاح قد رافق هذا المنتدى قبل أن يبدأ أعماله، فالحضور الدولي الكبير من مختلف دول العالم هي خير مؤشر على هذا النجاح الذي يعود إلى سببين رئيسين، الأول هو الإعداد الجيد والجهد الكبير الذي بذلته مملكة البحرين لإستقبال هذا المنتدى، والسبب الآخر فهو الموضوعات والمحاور التي سيتناولها علاوة على مشاركة أفضل الخبراء في العالم في مجال الخدمة العامة".

وأضاف أوتوربايف: "أود أن أهنأ مملكة البحرين على قدراتها التنظيمية الممتازة وعلى نجاحها في تطبيق برنامج متطور وحديث للحكومة الإلكترونية وأود أن أؤكد على أن حكومة جمهورية قيرغستان ملتزمة بتطبيق أفضل الممارسات والتجارب في الخدمة العامة، ولقد أتينا هنا لنتعلم ونكتسب أكبر قدر ممكن من المعرفة والخبرة".

وأكد من جانبه نائب رئيس الوزراء مختار خضر ووزير الخدمة العامة الفيدرالية في أثيوبيا على أهمية المشاركة في هذا المنتدى وقال: "يشكل مفهوم الخدمة العامة أهمية كبيرة بالنسبة لنا نحو تحقيق أهداف التحول والتطوير لتقديم خدمات متميزة لمواطنينا، كما أننا في جمهورية أثيوبيا نركز على مفهوم التميز باستخدام برامج الحكومة الإلكترونية في جميع مناحي الخدمات الحكومية، وتأتي مشاركتنا في مثل هذه اللقاءات الدولية بهدف تعزيز التعاون مع جميع دول العالم الأمر الذي سيمكننا من تدعيم مواطن القوة لدينا ومعالجة نقاط الضعف بما يؤدي إلى تمكين المواطنين وتعزيز مشاركتها في تقديم الخدمات الحكومية".

ومن جهته رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني، بإقامة المنتدى في مملكة البحرين وذلك تقديراً لجهود المملكة ولدورها الرائد في مجال الخدمة العامة، وقال في كلمة له"نشهد اليوم جميعاً تحول في منهج العمل الحكومي من المنهج التقليدي إلى المنهج الحديث في الإدارة العامة، وهذا التحول يلقى إهتمام كبير من الحكومات وباتت تتسابق في تحقيق هذه الاهداف في سبيل تحقيق الرخاء لمواطنيها".

وأضاف الزياني: "الخدمة العامة شرف تقوم به الأجهزة العامة وضمان وصولها للجميع بشفافية يستدعي أن يسلط الضوء عليها، ومن خلال عملي كأمين عام لدول مجلس التعاون الخليجية المس قناعة بوجوب أن تقوم السياسات العامة بخدمة الناس وتحقيق حياة أفضل لهم، وإن ما يبعث على الإرتياح ان هذا النهج تحرص دول مجلس التعاون على تكريسه وهو نهج متواصل التحديث، ولمجلس التعاون دور كبير في تفعيله من منطلق الأهداف المشتركة للدول ومن خلال المنظومات المترابطة بينها".

وأشاد الزياني بمستوى التنظيم الذي يعكس الوجه الحضاري لمملكة البحرين وقدرتها على إستضافة الفعاليات الدولية ودعا للإستفادة من اجتماع الخبراء لدعم مسيرة دول مجلس التعاون وتطوير منظوماتها في سبيل تطوير الخدمات العامة، وفي ختام كلمته هنأ الدكتور الزياني كل من مملكة البحرين وسلطنة عمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة لنيلهم جوائز الأمم المتحدة للخدمة العامة 2013.

وبعد الكلمات الإفتتاحية، تفضل نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، رئيس اللجنة العليا لتقنية المعلومات والإتصالات بتكريم المنظمين والرعاة والمشاركين في المنتدى، وهم كل المنظم إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة، إلى جانب المشاركين في التنظيم كل من وزارة الثقافة، وهيئة شؤون الإعلام ومجلس البحرين للتنمية الإقتصادية ووزارة الخارجية، وجمعية البحرين للإبتكار ومعهد إدارة المشاريع- فرع الخليج العربي، كما تفضل بتكريم الشركاء المعرفيين وهم كل من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وإدارة الأمم المتحدة للشؤون الإقتصادية والاجتماعية، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، ومنظمة الأمم المتحدة للمرأة، والأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، وجميع الهيئات وبرامج الحكومات الإلكترونية الخليجية ومعهد البحرين للإدارة العامة.

كما تفضل سمو الشيخ محمد بن مبارك بتكريم الرعاة وهم كل من الراعي الرئيسي مجلس التنمية الاقتصادية، والناقل الرسمي شركة طيران الخليج، والراعي الماسي حلبة البحرين الدولية وهيئة تنظيم الاتصالات، والراعي البلاتيني شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، والرعاة الذهبيون وزارة الداخلية ووزارة التنمية الإجتماعية ومجلسي الشورى والنواب، والجهاز المركزي للمعلومات، وهيئة التشريع والإفتاء القانوني، والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، وشركة ال جي سي ان اس، وشركة نفط البحرين (بابكو)، وبيت السفر، بالإضافة إلى الراعي الرسمي للاتصالات شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو).

وتلى افتتاحية المنتدى جلستي عمل، تتناولت الجلسة الأولى الدور الحاسم للابتكار في مجال الإدارة العامة للنهوض بالتنمية الاجتماعية الشاملة، فيما ناقشت الجلسة الثانية، الحكومة الإلكترونية التحويلية والابتكار بتمكين الناس للنمو الاقتصادي الشامل.

وسيتم عقد 8 ورش عمل بالتوازي على مدى اليومين التاليين للمنتدى (25و26 يونيو الجاري) في حلبة البحرين الدولية، وقد أعلنت اللجنة المنظمة للمنتدى في وقت سابق أن أغلب هذه الورش فاقت طاقتها الاستيعابية من حيث عدد المسجلين قبيل انطلاق المنتدى بأيام.

وسيتزامن مع انعقاد ورش العمل إقامة "معرض الابتكار في الخدمة العامة" بحلبة البحرين الدولية والذي سيعرض من خلاله الفائزين البالغ عددهم 48 فائز من 29 دولة تجاربهم وابتكاراتهم، كما سيتضمن المعرض أجنحة لعرض الإبتكارات الرئيسية وأفضل الممارسات المقدمة من كبرى منظمات القطاعين العام والخاص، ومن دول الخليجية وعدد من الجمعيات المهنية والشركات البحرينية الناشئة.

وسيختتم المنتدى فعالياته في اليوم الرابع (27 يونيو / حزيران 2013) بحفل توزيع جوائز الأمم المتحدة للخدمة العامة 2013، حيث سيتم تكريم الدول الفائزة والمؤسسات الخدمية المنجزة والمشاريع النوعية التي ساهمت في تطوير الخدمات العامة والخدمات الإلكترونية، وذلك في المسرح الوطني، وسيتزامن مع الاحتفال اجتماع اللحنة الوزارية المغلقة لإطلاق (بيان المنامة) الذي سيتضمن توصيات المنتدى وأبرز ما دار في فعالياته.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً